مثل أي مشروع يا عزيزي Free Man إذا أردت أن تنهض بالنادي فعليك أن توفر له رأس المال الكافي والبيئة المواتية لنموه
ورأس مال النادي هو في العقول التي تكتب فيه ، وفي الأقلام التي تعطي من وقتها طواعية لكي تتبرع بخلاصة عقولها للنادي
وهذا ما لم يعد متوفرا ولهذا فالنادي دخل منذ أمد طويل في مرحلة إفلاس كامل وكل ما تبقى منه هو مجرد اسم الدومين فقط وحوالي 5 أو 6 أعضاء تكاد تراهم في كل المواضيع في كل الساحات يطرحون نفس الأفكار ويردون على بعضهم البعض بنفس الأسلوب والمنطق ويبقى المتغير الوحيد في هذه العملية هو عنوان الموضوع فقط

(المحور الأول للنهوض بالنادي : النخبة )
هناك نخبة ضخمة من الأقلام التي رحلت عن النادي وتعددت الأسباب التي رحلت فيها تلك النخبة :

1- قسم منها تم طرده من قبل الإدارة المتمثلة في شخصين أو ثلاثة أشخاص بالأكثر دون إبداء أسباب ، ولست هنا لمناقشة أسباب الطرد ولا لطلب فك الطرد عنهم فهذه مسئولية يتحملها أصحاب الموقع وهم واعون للنقص الذي قد يسببه طرد فلان من الكتاب وعليهم تحمل نتائج قراراتهم الواعية. غير أنه يجب أن نعترف بأن الوثيقة غير مطبقة في النادي بشكل شفاف وربما هي غير مطبقة على الإطلاق ، وهناك أسلوب "الدكتاتور العادل" في إدارة النادي ، أي أنه نفس أسلوب رؤساء الدول العربية وكل المتنفذين في العالم العربي عندما يستولون على سلطة ما ، فهذا الأسلوب في الإدارة هو مرض أصيب به الغالبية العظمى من العرب عند الوصول إلى موقع تسلط أو نفوذ ولا أستثني نفسي من الإصابة بهذا المرض.

2- وقسم من تلك النخبة رحل طواعية ، وتعددت أسباب الرحيل بين الشخصية والخلافات بين الأصدقاء القدامى وغير ذلك

3- وقسم آخر تم إجباره على الرحيل وذلك عندما تم حجب موقع النادي في بعض الدول العربية ، وعلى سبيل المثال فالزملاء من السعودية لن يمكنهم بعد اليوم الدخول هنا دون برنامج بروكسي ، وعلى رأسهم الزميل الذي تعودنا على مساهماته في النادي ابن نجد ، والزميل كمبيوترجي ، وغيرهما

وكما هو الحال دائماً فإن الهدم أسهل من البناء ، ولا سبيل إلى النهوض بالنادي إلا بإحضار نخبة أخرى لديها استعداد للعطاء الفكري ولديها طرح جديد يختلف عن الأطروحات التي استهلكت ومللنا منها جميعا وعلى رأسها النقاش بين الإلحاد والعلمانية وبين الإسلام والأصولية.

وهذا يدفع إلى ( المحور الثاني: الفكر)

فنحن اليوم بحاجة إلى طروحات جديدة تمس الألم الحقيقي الذي نعاني منه جميعا وتحاول أن توجد سبلا لعلاج ذلك الألم وعلى رأس تلك الآلام : البطالة - العنصرية - الحرمان - الكآبة والتوجه نحو الإنتحار
وكيف يمكن الخروج من تلك الجهنميات التي باتت تحيط بنا من كل جانب بعيدا عن النقاش النظري المجرد بين الإسلام والعلمانية والمسيحية والشيعية ، فالإنسان اليوم في بلادنا بحاجة إلى خطوات كونية تتخطى ضيق الأفق العقائدي ليخرج من هذه الدوامات بصرف النظر عن عقيدته وعن نظرته لما يجب أن تكون عليه حالة العالم . بحاجة إلى نقاش للمشاكل الكبرى العملية وليس الإشكاليات النظرية التي استكفينا منها على مدى السنوات السابقة من عمر النادي، وأيضا بعيدا عن الأعضاء الذين يجعلون كل همهم الدفاع عن حركة سياسية بعينها أو الانتصار لدولة ما بحيث يجندون كل مشاركاتهم في النادي من أجل تمجيد تلك الحركة السياسية أو الدولة وتنزيهها عن كل الأخطاء والتغني بإنجازاتها وعظمتها كل يوم على صفحات النادي بشكل دعائي ممجوج.

(والمحور الثالث للنهوض بالنادي : التواصل )

فأنت لا تجد أحدا يهتم بأن يحترق زميله أو يختفي بلا عودة ، كما أن جو النقاش العام في النادي أصبح يغلب عليه الشتيمة والعداء ، لا الاحترام رغم الاختلاف ، ولم تعد هناك مجالات لفتح صداقات مع أحد رغم أن تبادل الأفكار في مكان بشكل تطوعي يهدف بالأساس إلى التعارف والخروج من الوحدة التي نعاني منها في بلادنا أو في بلاد الهجرة. والنادي لم يعد يحقق هذا الأمر لأحد وإنما على العكس أصبح يزيد الشعور بالغربة عند أعضائه وبالتالي أصبح الرحيل عنه مكسبا والبقاء فيه خسارة.

أرجو أن تكون الأفكار مفيدة رغم أنها صعبة التطبيق ولكن بناء على طلبك بكتابة الأفكار حتى لو كانت صعبة التطبيق اقتطعت من وقتي وبعد تفكير دام عدة أيام خرجت بهذه المحاور الثلاثة.
تحياتي