اقتباس: بدى أسألهم ماهى مصالح العرب لدى مصر أو مصالح مصر لدى العرب والتى لن يجدوها مع أى دول أخرى ؟
دول الخليج بتستثمر بشكل مباشر بملايين ملايين الجنيهات ومهتمة بالأستثمار فى مصر أكثر من أى دولة. لأن مصر دولة نظامها السياسى مستقر , ولديها أكبر عمالة متعلمة ومدربة فى الشرق الأوسط , وراغبة وقادرة على العمل والأنتاج. ده غير ان سمعة مصر الخارجية من ناحية جوها وطبيعة المعالم والأثار بتجعلها العاصمة الأعلى جذباً ,ولولا التخبط الأدارى والكسل الحكومى فى تطوير المرافقات والخدمات وتكوين الشركات وجذب الأستثمار , لحملت السياحة الاقتصاد المصرى حملا. لو تجدد دماء النظام المصرى وأتى على رأسه واحد يكون بس بتاع أقتصاد , هتجد الأموال الخليجية تقفز الى مصر قفزا - لأنخفاض تكلفة الأنتاج وأرتفاع معدل العائد اللى فى الغالب بيكون بالدولار او اليورو ..
لما تكون بتقدم وجبة غداء لسايح بيدفع 50 يورو , واقل مرتب انت بتتدفعه لولد محترف شغال عندك 100 يورو فى الشهر , فليه لا ؟
اقتباس:على سبيل المثال - كان للعراق فضل كبير على مصر باستضافته لأكثر من 13 مليون مصرى للعمل داخل العراق ذهابا وايابا حتى وصل تعداد الموجودين داخل العراق أواخر الثمانينات الى 5مليون مصرى , وتم تفضيلهم على أبناء الجاليات الأخرى ومنحهم كل الحقوق الممنوحه للمواطن العراقى وبعيدا عن نظام الكفيل المعمول به فى دول الخليج العربى , حتى عاد هؤلاء الى مصر وغيروا وجهها الحضارى تماما بما جلبوه من أموال , ولم يفعل العراق ذلك الا لاعتبارات العروبه والدين والأخوه والمصاهره , ولم يجد المصريون فى العراق ملاذا الا بسبب تلك العوامل بالاضافه لعامل اللغه الذى كفل للفلاح الأمى السفر للعراق والعمل هناك بدون عوائق .
يا عاشق , صدام لا عمل واجب ولا جميل ولا خاطر العروبة. القصة وما فيها ان الشباب اللى المفروض كانوا قادريين على الشغل والعمل والانتاج , كانوا بيموتوا فى حرب الجاموس مع ايران. ولو ازدادات فرص العمل الشاغرة فده هيهدد اقتصاد دولته نفسه , وممكن يصحى الصبح يلقى كيس الرز اللى الحجة ساجدة بتتطبخه بقى من عشرة جنيه الى الف جنيه. لأن الفلاح معندوش ايد عاملة تزرع كميات كبيرة , فيكتفى بزرع شوية رز حوليه صغيرين ويعلى السعر , فيقوم الواد فولة الموزع رافع السعر هو كمان , وهكذا دواليب لحد ما يوصل لدولاب الحجة ساجدة ومطبخ بسلامته.
فما كان منه الا شحن 5 مليون فلاحة - بلهجة محمد على - يعزقوا الارض ويسيطروا على تكلفة انتاج المنتج العراقى , والا كان العراق هيقابل انكماش أقتصادى فى انتاج المنتجات , لكن فى نفس الوقت أسعار عالية جدا , فيما يعرف بـ Ratchet effect. ومصر اعتقد انها عانت من ده فى بداية التسعينات , حيث كانت ترتفع الأسعار بأشكال غريبة وترجع لمركزها عندما ينخفض الطلب . على أى حال , سحب العمال أثر على الأقتصاد المصرى كان ليه تاثير سئ على المدى القريب او البعيد :
1 - لأن الخمسة المليون اللى اتسحبوا من مصر كانوا من القوة العاملة , ولو كانوا اشتغلوا بداخل مصر كان ساهموا فى الأنتاج القومى. هنفترض ان قوة مصر العاملة كلها كانت 20 مليون , بمعدل بطالة 10%, الناتج القومى المصرى الافتراضى واللى ممكن توصله :
1- بصفر بطالة = 20 مليون عامل
2- بـ 10 % بطالة = 20 مليون عامل
3- بـ صفر بطالة = 15 مليون عامل.
الحالة الأولى هى قمة أى اقتصاد , ولا يوجد اقتصاد فى العالم سجل صفر بطالة. لكن الولايات المتحدة فى عزة توهج أقتصادها وقوته اظن انها وصلت الى حوالى 3 %.
الحالة الثانية , ان حتى لو البطالة عطلت 2 مليون عامل عن الأنتاج والمشاركة فى الناتج القومى النهائى - الا ان العاطل لديه أسرة او أخوات يستند عليهم ويستمر فى الأنفاق والشراء أو حتى الأقتراض او سحب من المداخرات وبيساهم فى الاقتصاد المصرى , وتدوير رؤؤس الأموال.
الحالة الثالثة , حتى وانت عندك صفر بطالة وكل المجتمع شغال , الا ان خروج 5 مليون مشترى ومستهلك ضيع عليك كل العمليات الشرائية وتبادل النقود اللى كانت بتتم. بل دفع الأسر اللى كانت بتتكفل بعاطل او اتنين فى الاسرة الى أدخار الفلوس دى. التجار والمصانع هتضطر هى الأخرى ان تخفض أنتاجها بمجموع خمسة مليون المشترى اللى خرجوا من الدائرة , وطبعا أصحاب المصانع وبتاع الفلافل هيضطر يطرد الواد اللى كان بيشتغل لانه مش محتجله , يقوم يولد دائرة بطالة جديدة .
ايه بقى اللى حصل لما الناس دى رجعت وبدأت تبعت الفلوس لأهليها فى مصر , الاسواق المصرية بدأت تشهد عمليات شراء لأجهزة وكمليات بيوت على كفاءة عالية , واغلبها بالطبع أجنبية. مما أدى الى ان لو كان فيه مصنع مصرى بيصنع حاجة قفل , ولو فيه رجل اعمال بيفكر يعمل حاجة - يكون من الأحسن يفتح توكيل عربيات او توكيل هذه الأجهزة الأجنبى وبلاش وجع دماغ , هنصنع ايه وليه وعشان ايه ؟. الفلوس طبعا خرجت من الاقتصاد المصرى الى اليابان او امريكا , لكن تاثيرها السلبى انها دمرت التصنيع المصرى واللى أدى الى زيادة البطالة , وأصبحت الأسواق المصرية تعتمد على المشترى اللى جى من الخليج ومعاه فلوس يدفعها ..
لا تعجب ان اغلبية رجال اعمال مصر حاليا , بتوع توكيلات ولا كأنهم عجالتية - زى الجدع رشيد محمد رشيد..
قيس ده ايضا على الارتفاع الجنونى فى أسعار العقارات و الأراضى واللى تقريبا شهدت نفس صدمات العرض والطلب , واللى جعلت العائدين من الخليج يتنافسوا على حيازة مجموعة قليلة من المناطق المميزة - مضاربيين بالسعر الى الأعلى , بغض النظر عن قيمة العقار نفسه او قطعة الارض..
بصراحة , مفيش حاجة أذت مصر اكتر من سياسة مبارك الاقتصادية الغبية , والأعتماد على دول الخليج فى دفع أجور المصريين بدون مراعاة الصدمات اللى هيتعرضلها الأقتصاد المصرى. لكن بكل غباء وقفوا يتفرجوا على الارتفاع الجنونى لأسعار العقارات , واللى كان ارتفاع لا علاقة له بالقيمة او العدد , ولكن ارتفاع صراع على الأمتلاك وأموال قادمة من الخليج..