قبل فترة قرأت خبرا عن صدور قاموس الكلمات الجديدة التي اضيفت الى اللغة السويدية. تضاف الكلمات بناء على اقتراح يرسله الناس ويجب ان تكون الكلمة الجديدة مستخدمة من اغلبية كافية. يعني الكلمة الجديدة هي الكلمة التي تصبح شائعة في التتداول لمعنى جديد خلقته ظروف جديدة.
مثلا اصبحت هناك كلمة جديدة عند تناول عملية تقاسم الفايلات، ولكونها غير شرعية اطلق الناس عليها كلمة ابتدعوه من نصفي كلمتين هم الفايل والسئ، ليصبح " فاسئ". ولكون الكلمة راجت جرى توثيقها في القاموس. بذلك تكون اللغة على الدوام تلاحق التطور في الحياة من الحياة نفسها وليس تنزيلا من السماء.
على العكس نجد اللغة العربية تواجه العديد من المعضلات التي تفصلها (طبيعيا) عن الحياة وتجعلها لغة غريبة تحتاج الى متخصصين يترجمونها لنا لنفهم بعضنا، عدا عن انها اصبحت لغة كتابية فقط وليست لغة نطق.
اضافات المعاني الجديدة تأتي من الاعلى، من مجمع اللغة العربية، لتخرج كلمات لااحد يعلم كيف تم ابداعها ولاتخطر على بال وليست قيد الاستخدام، مثلا كلمة "
الكاسعة" وتعني جين.
ونعلم كيفية ادخال كلمة الرائي التي تعني تلفزيون وتضطر العديد من الدول الى استخدام كلمة تلفاز للتفاهم مع واقع يرفض استيعاب كلمات المجمع اللغوي.
ان يكون لنا لغة منطوقة ولغة مكتوبة منفصلات عن بعض امر مؤسف، ولكن واقع البلدان العربية اليوم لايسمح بإدخال اللهجات المحلية على اللغة لانه سيعترف رسميا بالخصوصية الثقافية لكل شعب، على الرغم من ان ذلك يعيق التطور الثقافي الصحي والفعال.
وحتى في الحياة اليومية هناك الكثير من التعابير التي لانعلم لها اسما " عربيا فصيحا" مثل فيش الكهربا والبربيش (بالسوري) الصوندة( بالعراقي) ، او الخرطوم( بالمصري) والعديد من التعابير الاخرى نتغاضى عنها مثل اسماء الشجر والطيور البرية، حيث كل منطقة تسميها بأسماء مختلفة.
وعند الترجمة يضطر المرء الى ترجمة بعض الكلمات بتعريفها وليس بكلمة واحدة، وهناك كلمات اجنبية نضطر الى ترجمتها لكلمة واحدة على الدوام مثل نظام..
في نفس الوقت نجد ان اللغة العربية تحجرت في الاسلوب والمضمون بحيث تساعد فقط على اجترار الماضي بطلاقة، ليصبح عكس الماضي الوظيفة الوحيدة التي تحققها بنجاح، في حين ان تطويرها امر نقف امامه بعجز بسبب قواعدها وانعزالها عن الحياة الواقعية وحمايتها من قبل الاسلامويين والقومجيين، فهل اصبحنا عبيد عند اللغة عوضا عن نكون اسيادها؟؟؟