(01-14-2011, 10:30 PM)الحوت الأبيض كتب: مشاركة الناس في كتابة المعاجم ليست أمرا حديثا، أشهر قاموس على الإطلاق هو قاموس أكسفورد جمع بهذه الطريقة يمكنكم قراءة التفاصيل في كتاب "معنى كل شيء" The meaning of everything، حيث طلب من الناس إرسال الكلمات التي يعرفونها إلى لجنة تقوم بعد تفحصها بإضافتها إلى القاموس. ثاني أكبر مساهم في إرسال الكلمات كان رجلا مختل عقليا حكم عليه بالإعدام بعد ارتكابه جريمة قتل.
أوافقك في الكثير مما قلته بشأن اللغة العربية لكن المسؤولية هي مسؤوليتنا نحن. نحن من قررنا تحنيط هذه اللغة ورفضنا تجديدها، التقسيم والخلافات بين المعاجم اللغوية لم تزد الطين إلا بلة... أنا لا أنادي بإدخال كل كلمة رائجة إلى المعجم (إذ أن اللغة العربية مشتركة لكل الناطقين بالعربية في رقعة واسعة تختلف بينها اللهجات، لكن علينا إدخال كلمات جديدة وإيجاد توازن بين تجديد اللغة وبين الحفاظ على التراث (وهو أمر يسهل قوله لكن يصعب تنفيذه).
على فكرة ترجمة جين هي مولدة وكاسعة تعني suffix أي مقطع يضاف على آخر الكلمة لاشتقاق كلمة أخرى مثل ology هي كاسعة تعني علم. يبدو أنك قرأت القرار بسرعة ولم تنتبه لهذا الأمر.
نعم، اتفق معك بضرورة ادخال كلمات جديدة ولكن يجب ان تكون كلمات حية او قابلة للحياة وليست كلمات منقطعة عن محيطها وصادرة عن نخبة منعزلة ..
شخصيا ارى ان من حق كل قطر يعتبر نفسه عربي ادخال الكلمات التي تنتجها بيئتة الى معجم اللغة العربية، على إعتبار انها جزء من اللغة العربية على اية حال، حتى ولو كانت فاقدة الامل في ان تصبح متتداولة في قطر عربي اخر. اليوم توجد الاف الكلمات العربية القحة التي لايتتداولها احد على الاطلاق ومع ذلك تبقى من ضمن العربية. بل ان الكلمات التي تقترحها نخب المجامع العربية في غالبيتها مقطوعة عن الواقع بما فيه البيئة التي ينتمي اليها اعضاء المجمع نفسه.
ان القواعد الموضوعة اليوم والتي يتمسك بها مجامع اللغة العربية والقومجيين والاسلاميين، تؤدي الى المزيد من انعزال اللغة الفصيحى عن الواقع وعن الانسان. وبدون الانسان لاقيمة لها، ولكن ذلك سيكون بثمن غالي وهو انقطاع التواصل بين العلوم وبين مختلف فئات الشعب والشعوب لتصبح اللغة العربية مايشبه اللاتينية القديمة.
يجب اتخاذ قرارات شجاعة من بينها تدعيم اللهجات المحلية واضافتها الى العربية وقبول الابداعات الجماعية مثلا كلمة الحواسم التي ابدعها الشارع العراقي والكثر غيرها...
وبالنسبة لتعبير كاسعة شكرا على التنبيه. ولكن يبقى تعبير غريب بالنسبة لي سيبقى مثل حفظ كلمة اجنبية جديدة، مما يجعلني اتساءل: الم يكن من الافضل استيعاب كلمة سوفيكس بدلا عنها ؟ لماذا الخوف من ادخال الكلمات الاجنبية التي تتدخل على كل حال؟
(01-15-2011, 01:21 AM)الحوت الأبيض كتب: (01-14-2011, 11:16 PM)طنطاوي كتب: الاخطر من هذا انه هناك معان دقيقة لايتم التعبير عنها باللغة العربية بنفس البساطة التي يتم التعبير عنها بللغات الاخري
وانا كنت عملت موضوع عن هذا زمان وكان هناك امثلة تصلح لبدء نقاش
سمعت هذا الادعاء من كثيرين ولا زلت على رأي بأن لغتنا غنية جدا، وتمنحنا إمكانيات كبيرة لاشتقاق كلمات جديدة... المشكلة أن الناس التي تقول أن اللغة لا تفي بمقتضيات العصر ويجب تجديدها هي نفس الناس التي ستعترض على كل محاولات التجديد والاصطلاح، يعني مثلا أنت تستغرب من مصطلح كاسعة وتسخر منه. ما المانع في استخدامه.
في اللغة الإنجليزية يتم استحضار كلمات غريبة جدا من لغات أخرى للتعبير عن مصطلحات جديدة فتستخدم أحيانا اللغة اليونانية أو اللاتينية إلخ... مثلا لا أحد يشكك بكلمة psychology رغم أنه لا psy ولا (logia) logy هي كلمات تستخدم في الحياة اليومية بل هي يونانية الأصل... وهذا مثال بسيط... schizophrenia مثلا من الكلمتان اليونانيتان التان تعنيان انفصام العقل وهو تعبير غير ناجح بتاتا يضلل من يسمع به لأول مرة وقد يجعلك تظن أن الحديث عن تعدد الشخصيات مثلا رغم أن هذا ليس صحيحا... لم أسمع بمثقف عربي يدعو إلى عدم استخدام كلمة شيزوفرنيا لأنها غير دقيقة أو غريبة قلبا وقالبا... كلمة ملعقة هي اسم آلة من جذر لعق (أي آلة اللعق) لم أسمع أحدا ينادي بعدم استخدامها لأنها غير دقيقة
إذا شاع لفظ يدل على معنى ما فذلك كاف لتبنيه دون أي تعقيدات. الألفاظ العربية قد تكون غريبة لكنها أقل غرابة علينا من الألفاظ الأجنبية. لا داعي بلزوم ما لا يلزم من سليقة وفطرة من فطروا على لغة الفضائيات.
عزيزي القضية ليست في امكانية الاشتقاق من عدمه وانما في قدرة تعاطي اللغة مع مايبدعه انسانها خارج قواعدها التي يحافظ عليها كهنة اللغة. الاشتقاق النخبوي ليس على الدوام قادر على ان يقوم بوظيفته وغالبا بعد فوات الاوان حيث يكون الشعب قد ابدع التعبير الناقص والضروري لتواصله. لذلك بعض الاشتقاقات تهدف الى محاصرة الابداع الشعبي وتفشل.
والاصل ان اي مشكلة يجب حلها مع التيار وليس ضد التيار، في حين ان السائد في الادارات العربية هي الحلول الوصائية الادارية النخبوية والالهية ضد التيار ولذلك يصبح هذا النوع من الاشتقاقات جزء من المشكلة وليس الحل، وهذا يوضح اسباب تعمق الازمة..
القضية ليست نخوة وكبرياء وانما واقع ارضي يجب التعامل معه من خلال الواقع وبالانسجام مع النفسية البشرية