أعجبني هذا المقال الذي يجمع الكثير من الحيثيات، ويربط بين عقد بشكل متقن يعبر عن فهم كاتبه. لذلك قمت بترجمته ووضعه على المنتدى، وسأقوم قريباً بترجمة مقال آخر حول محادثات قيادتي الجيش الأمريكي والمصري الحالية :
"مصر : جيش مدرب ومسلح من قبل البنتاغون، بين النجم المضيء والـ M1A1 أبرامز"
صور الدبابات المصرية التي تحرس المراكز الحساسة في العاصمة المصرية، محاطة بحشود المتظاهرين، صور فيها معان.
إنها دبابات M1A1 أبرامز، آخر جيل من الدبابات الأمريكية، والمصنعة في مصر بناء على اتفاق بين الطرفين.
وهذا يرمز إلى المدى الذي وصل إليه الأمريكيون في تعهدهم ببناء القوات المسلحة المصرية، ودرجة ثقتهم بنظام حسني مبارك... فخلال ثلاثين عاماً، بلغت المساعدات العسكرية الرسمية ما قيمته 60 مليار دولاراً، عدا عن بقية المساعدات السرية...
في الوقت الراهن، بتلقى نظام مبارك مساعدات قدرها مليارا دولار سنوياً، وهو الثاني في المساعدات بعد إسرائيل. ومعظم هذه الدولارات تستعمل لشراء اسلحة أمريكية في المقابل... وبما أن حجم التسلح يزيد على القدرة المالية لمصر، فإن هذا قد راكم ديوناً مصرية تجاه أمريكا...
لكن أمريكا كانت سخية، فعام 1990 قامت بمحو ديون مصرية بحجم سبع مليارات دولار، مكافأة للمشاركة المصرية في حرب العراق الأولى.
عشرة أعوام لاحقاً، قامت أمريكا بمنح قرض لمصر بقيمة 3.2 مليار دولار، لتحديث القوات المسلحة، وهو عبارة عن صفقة 24 طائرة إف 16 آخر جيل، ثلاث بطاريات صواريخ باتريوت، وعدة أسلحة متطورة أخرى...
كما قام الجيش الأمريكي بالتخلص من معدات وأسلحة زائدة أو قديمة عبر بيعها لمصر بصفقات سنوية بمئات الملايين من الدولارات. كما قام بتدريب ضباط وجنود مصريين، خصوصاً من القوات الخاصة، عبر عمليات "النجم المضيء" التي دارت في مصر وشارك فيها 25 ألف جندي أمريكي.
بطريقة معنوية، قام البنتاغون في تصنيفاته بفصل مصر عن قيادة أفريقيا، ووضعها تحت القيادة المركزية CentCom التي تشمل الشرق الأوسط. معللاً ذلك بالدور "التوازني" الذي تلعبه مصر في الشرق الأوسط، و"خصوصاً" ضد التقلقل الموجود في قطاع غزة...
وبذلك، فإن القيادة المركزية تتعامل بشكل مباشر مع القيادة المصرية، لتوقيف شحنات السلاح المهرب إلى غزة، ولمنع انتشار الفوضى من غزة إلى مصر.... وبهذا تكون المساعدات الأمريكية ذات أهمية قصوى لتثبيت الحكومة المصرية.
ضمن هذا الرسم الواضح، نستخلص موضوع مناورات النجم المضيء : "عمليات عسكرية ضمن المدن"...
ففي أوكتوبر 2009، وبمساهم القوات الخاصة الأمريكية، لم تتدرب القوات المصرية على المعارك في الصحراء، بل المدن المكتظة... وقد تم التدريب في "مدينة مبارك العسكرية" اسم المعسكر الذي تمت فيه هذه المناورات....
إذاً، كل شيئ محسوب مسبقاً في حال "التهديد الداخلي للتطرف"... للأسف، فقد كانت الثورة الأخيرة ذات طابع شعبي... ولكن نبقى نجهل كيف سيتصرف هؤلاء العسكريون، الذين يركبون دبابات أمريكية صنعت في مصر، والذين يفترض بهم بعد ذهاب مبارك ضمان بقاء مصر في دائرة السيطرة الأمريكية.....
الوصلة :
http://eldiablo.over-blog.org/article-eg...96917.html