(03-01-2011, 07:52 PM)coco كتب:  الزميل / مجدي نصر
إذا كان يحق لي أن أدلي بالرأي حول هذه النقطة

طبعا سيدتى الفاضلة يحق لك، لما المنتديات المفتوحة إذاً إذا كانت ابواب الحوار ستغلق بوجه البعض؟ واذا كنا عرب ومن أمة واحدة، فليس هناك عصبيات قطرية تمنع البعض من الحوار في شأن أقطار إخوانه؟

(03-01-2011, 07:52 PM)coco كتب:  الزميل / مجدي نصر
أستطيع أن أقرر أن موقف الجيش من الثورة في الأيام الأولي كان مشوبا بالغموض , وأنت تعرف أنه كان يعتبر وحتي آخر لحظة بل وربما إلي الآن أن الرئيس السابق أحد أبناء القوات المسلحة الذي لا يمكن التخلي عنه علي غرار زين الدين بن علي , وأن يتم طرده خارج البلاد , ثارت هواجس كثيرة في الواقع أثناء الثورة متعلقة بالجيش , وأيضا سرت شائعات بين المتظاهرين أن الجيش ليس كلا واحدا ولكن هناك رأي مختلف لبعض ( أقول بعض )القيادات الوسطي من ( عميد ونازل ) عن رأي القيادات العليا ( من لواء وطالع ) في الموقف من الثورة , ما حدث في الكواليس لا نعلم به وربما ينزاح عنه الستار يوما ما , كيف أقنع الجيش مبارك وجمال وعمر سليمان بالتخلي عن السلطة أيضا سر لا نعرفه , هل أقنعهم الجيش أن الوقوف ضد إرادة الشعب – بعد ان احتضن الشعب الثورة وأصبحت المظاهرات مليونية - سوف يؤدي لتحلل الدولة , هل خوفهم القادة من إمكان عصيان في صفوف القيادات الصغري وانقسام الجيش , أيضا غير مؤكد ولكنه ليس مستبعدا , هل كان الجيش فعلا حائرا في مسألة الانتقال السلمي للسلطة بسبب المتاهات التي وضعنا فيها النظام السابق بتعديلاته العجيبة للدستور والتي جعلتنا في كل حال من الحلول نجد أمامنا الإبقاء علي شخصية الرئيس , غير مؤكد ولكنه وارد أيضا , ما يهمني هنا أن الجيش – إذا صدقت مخاوفك – يعرف كقوة الثمن الباهظ الذي سيدفعه في سبيل الاستدارة علي الثورة والاحتفاظ بالسلطة تاريخيا وإنسانيا ووطنيا لو فكر في ذلك , ولكن في نفس الوقت يجب أن نضع علي السطح وعود الجيش بالتعفف عن السلطة وأنها يجب أن تكون مأخودة علي محمل الجد وأنه صادق فعلا .

بحكم المعايشة في الشارع، كان الجيش في وضعية الحياد السلبي، فهو كان يفتشنا عند دخول التظاهرات أو يكلف اللجان الشعبية بذلك للتأكد من كوننا لا نحمل سلاحاً، بينما يترك البلطجية على الجانب الآخر بدون اتخاذ موقف ايجابى تجاههم، اللهم إلا بعد أن أخذ منهم الحياء مأخذه، وكثرت المطالبات باتخاذ موقف ما، خاصة وانهم كانوا مسلحين بالاسلحة البيضاء والمولوتوف وبعض الاسلحة النارية، فكان أن وقف بيننا وبينهم مطلقا الرصاصات في الهواء عندما يقتربون من المنطقة الفاصلة بيننا وبينهم، وان كنا نحن من ذهب لمنطقتهم كثيراًَ لطردهم مدججين بمدفعيات الحجارة القتالة
ونذكر أن مجندى الجيش في ذلك اليوم كانوا يحاولون اخافتنا بالقول بضرورة الذهاب لبيوتنا لأن الارهابيون قادمون
وهذا كان في مدينتى المنصورة، أما عن التحرير فاستمرار المواجهات لاثنتى وعشرين ساعة هو دليل على تخاذل الجيش وتواطئه مع مبارك، وبشهادات الجميع كان هناك ضابطاَ وحيداً هو الذى اتخذ موقفا جادا لحماية المتظاهرين واغلق احد مداخل ميدان التحرير
فيمكننا فهم موقف الجيش، بأنه رفض استخدام السلاح ضد المتظاهرين، ولكنه اعطى مهلة طويلة لمبارك لحل الموقف بكافة وسائله المتاحة، وعندما تعقد الموقف، وتبينت ضرورة المواجهة، حسم الموقف وانهى المهلة.

أخيرا سيدتى، الجيش لم يتحرك إلا بعد اتساع نطاق اضرابات العمال بما هدد بتوسع نطاق الثورة وارتقاءها لمستوى جديد، فجاء الجيش ليقطع تطورها وينيهيها عند هذا الحد لألا يخرج الوضع عن السيطرة، ويتحطم النظام بكامله

(03-01-2011, 07:52 PM)coco كتب:  أحب أيضا أن أوضح أن النظام مجموعة من المؤسسات التي كانت تتقلد السلطة , فإذا كانت تلك المؤسسات
- جهاز الرئيس , مجلس الشعب , مجلس الشوري و الحكومة التي تغيرت مرتين ووعد الجيش أنها لن تكون حكومة إدارة الانتخابات – كلها قد نجحت الثورة في اسقاطها ,فإن التخوف من وجود أفراد من النظام السابق لم يكبلوا تماما ليس مشروعا , فالعبرة بسقوط المؤسسات التي يديرونها , وقوة الثورة يمكنها أن تكبلهم بالآليات القانونية والإجرائية وزيادة وعي الشعب التي تكبحهم عن التلاعب بنتائج الانتخابات والعودة مرة أخري , لذلك أنا أخالفك الرأي وأري أن النظام سقط بنسبة 90 % .

سيدتى الفاضلة، كل هذه المؤسسات تعمل بتقاليد ثابتة أرساها النظام السابق، وتغيير الوجوه لا يغير من الأمر شيئاً ما لم توضع قوانين ولوائح تضبط سلوكها وتراعى الشفافية، هذه نقطة.
النقطة الأخرى، أن المؤسسة الحاكمة فعليا منذ الستينات هى المؤسسة العسكرية،وسيبقى لها، حتى وان صدقت وعودها، دورا قوياً وحاكما، بحيث لن يحدث شيئا على غير ارادتها.

(03-01-2011, 07:52 PM)coco كتب:  أريد أن أستوضح منك لو سمحت ما سوف ألونه لك في عبارتك لأنه أفزعني أن يصدر عن مصري لا ينتمي لعامة الشعب أو للحزب الوطني , وشكرا لك

اقتباس:أنا لست متشائماً جداً، خاصةً أننى لم أعلق الكثير من الآمال على الثورة، ولا انتظر منها أكثر من إمكاناتها،

كوكو

باختصار سيدتى الكريمة، لدى قناعة كاملة ان الثورات السلمية لا تجدى، فالثورات العاصفة التى لا تبقى ولا تذر وحدها هى التى تجلب التغييرات الجذرية، حيث تمتلك السلطة الجديدة كامل السلطة والقوة، فتصفى كامل النظام القديمة بكافة مفرداته، وتعيد البناء بكامله، لا ان ترقع هنا وهناك.
اما وضعنا المهزلى الذى ننتظر فيه منن الجيش فهو يكشف فشل ولا جدوى الثورات السلمية، ولهذا السبب اعتقد أنه اذا نجحت الثورة الليبية، فستكون هى انجح ثورات المنطقة، باعتبارها الثورر الكاملة، التى نقلت كامل القوة والسلطة للقيادة الجديدة.

كما أنه قصة طويلة من الناحية السوسيو اقتصادية، ليس هذا بموضعها، فقط أقول أن إمكاناتنا الاقتصادية لن تسمح بديموقراطية حقيقية، وان سمحت فستكون محدودة جداً.