(03-03-2011, 12:11 AM)مجدي نصر كتب:  سؤال آخر أستاذنا وأرجو ألا أكون ثقيلاً أو مرهقاً :

في حدود معرفتك وعلاقاتك، ما هو حجم الفساد بالمؤسسة العسكرية عموماً، وكيف هو التركيب الطبقى لها، عموماً ولقياداتها خصوصاً؟
أقصد بالطبع الجيش والمخابرات العامة والعسكرية...إلخ؟

وشكراً مقدماً لك

العزيز مجدي نصر .
أنت تطرح أسئلة أصيلة ، و بصراحة لم أتوقع أن تكون مثل هذه الأسئلة تطرح بين الشباب الآن . هذا يعود بي إلى فترة مراجعة شاملة مناظرة مرت بنا عقب هزيمة 1967 ، عندما بدأنا نطرح كل الأسئلة من جديد بحثا عن كل الإجابات ، و دائما كنت أستشهد بنزار قباني الذي يريدنا أن ننكش الفكر من الأعماق .
إن التحليل الطبقي لبناء القوات المسلحة هو عمل سياسي لابد من أن توفر له معلومات تفصيلية كثيرة ،و لكني للأسف تركت القوات المسلحة منذ زمن بعيد ،و عدت لممارسة تخصصي الهندسي ، لهذا لا أستطيع أن أضع إجابات شافية . الجيش المصري الذي أمضيت فيه خدمتي هو الجيش الذي كان شعاره الضابط المحترف و الجندي العقائدي ، وهو الجيش الذي كان الضابط يشارك الجندي طعامه و حياته و يقاتل معه جنبا لجنب ، و هذا جيش يبدوا لي الآن رومانسيا كأنه جزءا من حلم قديم و ليس من الواقع . رغم هذا فلن أكون مثاليا حالمآ ، لهذا أعتقد أن هناك نسبة ما من الفساد قد لحقت بالقوات المسلحة كغيرها من مؤسسات الدولة المصرية ، خاصة في سنوات حكم حسني مبارك الأخيرة ، و لكني لا أعتقد أنه الفساد الذي يغير من البناء المؤسسي للقوات المسلحة ولا من طابعها الوطني .
شخصيا لم أعد أعول كثيرا على التحليلات الماركسية ،و لكني ألتمس المواقف العملية . و القوات المسلحة الآن هي شريك مخلص للثورة ، هذه الشراكة فرضها الشارع بزخمه و حسمه و جسارته . علينا أن نتذكر أن روح العصر ضد الديكتاتوريات العسكرية ، و هذه النقطة حاسمة في الحالة المصرية . إني أميل بقوة إلى أن القيادات العسكرية لا تسعى إلى فرض حكما عسكريا ، بل تريد أن تعود إلى القيام بدورها الطبيعي ليس غدآ بل و حتى بالأمس لو أمكن . حكم مصر في الظروف المعاصرة ليس واجبا هينا ،و لن يمكننا أن نعبر المرحلة الحالية سوى بجهودنا المشتركة جميعا .
إذا اصطدم الجيش بالشعب فلن يكون هناك منتصر ، لأني أخشى أن مصر التي نعرفها لن تصبح موجودة . لهذا آمل أن ينتهي هذا الإنفصال على مستوى القيادة و أن يشكل مجلس رئاسة لقيادة البلاد في الفترة القادمة .