صرعت طيزنا
"الشباب" لا خطرين و لا عم يلعبو صح
أولا لأن الأمر ليس لعبة و إنما قضية جدية سيدفع ثمنها الجميع بمن فيهم الجمهور المحايد و هذا ليس عدلا ....
ثانيا سورية ليست مصر ليس خضوعا لحجة الممانعة و المقاومة و ما إلى ذلك، و إنما لأن الحراك الشبابي المصري قضى مخاضا طويلا و عسيرا لينتج توافقا برنامجيا جعل من العسير على أحد من رموز العهد البائد أو غيره أن يركب صهوة الثورة بالرغم من كثرة الراغبين بذلك. بينما لم تنتج المعارضة السورية معارضة، بل تهافت العديد من أقطابها إلى بلاط رموز مرفوضة مثل عبد الحليم خدام و رفعت الأسد أو إلى فتات المائدة الحريرية، و بعض من هؤلاء البائسين لم يجد حليفا إلا في جماعة الإخوان المسلمين ذات التاريخ المخجل و الصفقات المشبوهة. ليس هناك رأي بالمعارضة السورية أفضل من رأي المعارض و السجين السابق، الصحفي نزار نيوف الذي قال أنها لم تنل احترام أحد في العالم.
أن دعوة لـ "ثورة" ترعاها شخصيات ذات تاريخ زاخر من الـ "نضال" في صفوف تنظيم "الطليعة" مثل علي الأحمد لن تولد إلا شعورا بالرعب تجاهها و تجاه نتائجها المخيفة على سورية و المنطقة بأسرها. هذه الـ "ثورة" التي يطغى عليها هيجان التحريض الطائفي تجاوزت حدود سورية لتشمل الـ "شيعة" و الـ "روافض" من "حزب الشيطان"، الذي تتخلله دعوات خجولة للمجتمع المدني لن تثير إلا الاستخفاف.
الاستخفاف من قبل رموز المعارضة المدنية (جميعهم سجناء سابقون مثل فاتح جاموس، ميشيل كيلو، فداء حوراني و غيرهم) الذين تعمدوا تجاهل هذه الـ "ثورة". و هذا ما يعترف به داعية الـ "ثورة" محمد غسان النجار.
الاستخفاف من قبل أجهزة السلطة التي تركت الـ "متحدث" باسم التيار "الإسلامي الديمقراطي" طيلة الأيام التي سبقت الموعد الأول أي 5 شباط (فبراير - لإخواننا المصريين)، سارحا، مارحا و هو يدعو علنا للـ "ثورة"، ثم قامت "بواجب الضيافة" تجاهه لايام معدودات، بقصد أن تقول: "نحن هنا"، ثم أطلقت سراحه و لسان حالها يقول: "إذهب و بلط البحر".
هكذا معارضة يا سيدي لا يمكنها أن تولد ثورة (لا حظ .. ها المرة كلمة ثورة بدون أقواس) أقصى ما سيمكنها فعله هو زمن من العنف و الخراب، و كلي أمل بألا يكون لها ذلك.
لا يسعنى هنا إلا أن أتذكر ما قاله الرئيس الراحل شكري القوتلي للرئيس الراحل جمال عبد الناصر و هو يسلمه مقاليد الحكم في سورية.