والله يا زميلي العزيز فارس وجهة نظرك فيها نظر ووجيهة قد تنطبق على التعقيب الثاني وليس كل الموضوع
على كل حال اعتذر عن طول الفاصل الاعلاني الذي فرضه علينا ابو نواس



عود على بدء

اغرب ما يحير في مشهد الادارة الامريكية الحالية بالنسبة لما يجري في الشرق الاوسط انها تبدو متعددة الرؤوس وكل رأس برأي
الرئاسة برأي, الخارجية برأي, المخابرات برأي , لجان الكونجرس باراء متعددة حتى داخل الحزب الواحد وهذا ما يؤشر ويدل دلالة واضحة على صدمة الادارة وعدم معرفة مآل الحراك في البلاد العربية فضلا عن عدم استشراف الاحداث
لمقاربة الموضوع بشكل منطقي نضرب مثالا حصل في السابق ,عندما هزم الاتحاد السوفياتي في افغانستان لم تكن الانعكاسات السلبية فقط على الادارة السوفياتية بل شملت كل المنظومة الشيوعية وانهارت تباعا كاحجار الدومينو وهذا ما يحصل حاليا وان بطريقة مختلفة مع الادارة الامريكية بمعنى ان اميركا بمعزل عن التفكك لكن منظومتها في المنطقة بدأت بالتفكك لان الحرب المقدسة لجورج بوش والمحافظين الجدد تحت عنوان الشرق الاوسط الجديد سقط سقوطا مريعا ابتداءا من العراق وانتهاءا بلبنان
والمفارقة المضحكة المبكية في آن واحد ان الخطط التي كانت معدة امريكيا لسوريا وايران ولبنان لاحداث ثورات وتغييرات تخدم منظومة (الاعتدال ) وتخدم المصلحة الحيوية لاسرائيل ,هي التي فشلت وافشلت معها اي تغيير او انقلاب مرتجى على النظام سواء في سوريا او ايران لانه يكفي ان تدعم الادارة الامريكية اي معارضة في الشرق الاوسط حتى يكون مصيرها الفشل
لماذا ؟ لان شعوب المنطقة بحسها الوجداني تعرف تمام المعرفة ان من تدعمه الادارة الامريكية مصيره التخوين او الفشل لهذا السبب فشلت المعارضة في سوريا ولهذا السبب ايضا لم تستتب الاوضاع لشيعة اميركا وسنتها في العراق ولهذا السبب ايضا فشلت المعارضة في ايران على الرغم من ان العلاقة الامريكية مع المعارضة الايرانية مجرد علاقة (توتيرية وفيسبوكجية) لكن لانها علاقة امريكية كانت كافية بافشال المعارضة في ايران .
اليوم اصبح لسان حال الخارجية الامريكية انه صرفنا مليارات دافعي الضرائب وانتظرنا التغيير من الشرق العربي ففاجئنا (السحسوح) من الغرب تونس , مصر , ليبيا, والحبل على الجرار
مقاربة اخرى
لو كان المشروع الامريكي منتصرا في المنطقة لبقى نظام حسني مبارك وبن علي (احياءا يلزقون) لكن النظام في مصر وتونس سقط بتزامن سقوط المشروع المراهن عليه وهو المشروع الامريكي
ولو انتصرت اسرائيل فعلا في حرب 2006 على المقاومة في لبنان ضمن نفس المشروع , لكان النظام في سوريا قد سقط ضمن نفس السياق ايضا فضلا عن سقوط المقاومة واحداث تغييرات ديمغرافية في لبنان
علما بانه من السذاجة القول بان هذه الاسباب الوحيدة هي التي اسقطت الانظمة في مصر وفي تونس او انها حافظت على الانظمة سليمة كما ولدت في ايران وسوريا لاننا بذلك كمن يدعي ان سقوط جدار برلين كان سببا لتفكك المنظومة الشيوعية , بل لا بد من صحة ربط الامور ببعضها ضمن سياق متسلسل وموضوعي , باعتبار ان مشروع الحريات في الشرق الاوسط كان مازوما ومزمنا في آن واحد لكن هيبة الانظمة وقوتها وقوة من كانت تراهن عليه لحمايتها كانت تمنع من هذا التغيير او السير بمشروع الحريات والمطالب الاجتماعية والسياسية المحقة
والحق يقال بان الشعب في تونس وفي مصر وفي ليبيا صحيح انه خرج وهو يحمل هما يخصه وحده ومطالب تخصه وحده وحتى شعاراته ايضا كذلك ولا علاقة له بغرب او شرق لكن في وجدان الشعب ان سقوط صاحب المشروع الكبير وضعف ادواته المتمثلة بالانظمة هي التي شجعته على الخروج والتجرؤ والتصدي لوحشية الانظمة وظلمها .

يتبع ومش منقول ولا مقتبس
لوول