ماذا يجري داخل الولايات المتحدة ؟
وهل هي سائرة باتجاه ازمة شبيهة بازمة الاتحاد السوفياتي على المستوى الاقتصادي والعسكري في العالم بعد المغامرات العالمية التي قامت بها الادارة الامريكية وانتهى معظمها الى الفشل وما هو تأثير الازمة على الواقع العربي .؟
ونصر على التأكيد بان هناك ازمة لاننا شاهدنا شروخها في الادارة على عدة مستويات بعد مغامرات بوش وفريقه
فمن اقالة الادميرال فيلون للقوات المرابطة في قطر وكيف اقيل قائد القوات الامريكية في افغانستان نتيجة هذه الازمة وهم اعلى قادة عسكريين لادارة الحروب في العالم ما ادى الى تسرب مئات الوثائق عن الحرب في العراق وافغانستان قبل تسريب وثائق و(كيليكس) الدبلوماسية الاخيرة كون الاولى خاصة بالبنتاغون وتعكس التململ الحاصل في الادارة العسكرية وطريقة هيمنة المحافظين الجدد على القرار السياسي الخارجي وبالتالي طريقة ادارة هذا الفريق للنزاعات والحروب وخلافاته مع القادة الاستراتيجيين في الجيش والبحرية .
الان وصل موس الازمة الى رقبة وزارة الخارجية الامريكية بتسريب وثائق الوكيليكس . اضف اليها الازمة المالية الاخيرة وتلاعب اكبر بنوك امريكا بالمعلومات المالية عبر تزوير الارقام الحقيقية او تدوير الديون وبيعها للامساك بالاسواق الاقتصادية والمستثمرين
طبعا الازمة المالية ليس لها علاقة بمؤامرة على الولايات المتحدة وليس لتوقيتها اي علاقة بما يحدث او قد يحدث في الشرق الاوسط انما هي ظاهرة تكوينية ,اي طبيعة منطق الامور, لانه ليس من المعقول ان تذهب الادارة الامريكية الى كل هذه الحروب والمغامرات العسكرية او الاقتصادية عبر تضخم الديون وزيادتها الغير منطقية ثم نقول ان الامور داخل اميركا نفسها ستبقى متماسكة وان المجتمع الامريكي غير متململ من سياسة ادارته .
ففي اخر احصاءات تبين ان هناك فقط 16% من الامريكيين يعتقدون ان الادارة الفيدرالية تتخد اجراءات مناسبة وحكيمة في السياسة الداخلية والخارجية
في حين ان هناك 57% يثقون بادارة المجالس المحلية للولايات
وهذه النتيجة كوارثية على مستوى الولايلات المتحدة ذات النظام الديمقراطي وتعني ان الناخب الامريكي سحب ثقته من الادارة , او ان اكثرية الناس لم يشاركوا في الانتخابات الفيدرالية
ومن يريد الاستزادة فليراجع ما كتبه الاقتصادي الامريكي جوزيف ستيغليز عن اتساع رقعة ممارسات الفساد والتدليس المالى فى الاقتصاد الأمريكي وفقدان الثقة بين المواطن والادارة .
المهم ان ما ذكر له علاقة مباشرة بتسريب وثائق الحروب او الوثائق الدبلوماسية الامريكية ,او الوثائق الاقتصادية كما وعد اسانج قبل اعتقاله في بريطانيا بتهم جنسية (سخيفة) ويكشف انه لم يعد هناك من ثقة بين العاملين في النظام الاداري لانهم مصدر التسريب . هذا عدا عن تبلبل علاقات الولايات المتحدة بمن طالتهم هذه الوثائق وخاصة الرؤساء والملوك العرب
يعني من يوم التسريبات فصاعدا لم يعد هناك (رحرحة) وثقة متبادلة بين سفير او مبعوث امريكي وبين اي مسؤول او رئيس او ملك او امير عربي على الاطلاق , وكل سيختبىء وراء اصبعه .

السؤال المهم الان هل حان وقت بيع الانظمة العربية التي كانت تدور في فلك (الاعتدال) الامريكي ؟
تصريح غيتس وزير الدفاع الامريكي الاخير يفرض هذا السؤال قال : نحن لا نستطيع الدفاع عن حلفائنا كل ما نقدر عليه الان هو ان ننصحهم بعد ان كنا دربناهم وساعدناهم عسكريا واقتصاديا وهناك كلام داخلي امريكي على الاقل داخل اروقة الكونجرس بأن هذه الانظمة العربية الحليفة لم يقدموا اي شيء مفيد لمعاركنا مع الارهاب ولم ننجح معهم في مشروعنا فلماذا لا نبحث عن شركاء جدد في المنطقة ؟
يتبع