"الفتنة الطائفية"، وما أدراك ما "الفتنة الطائفية"!!!

أعتقد بأن مجابهة هذه المشكلة والمحافظة على الوحدة الوطنية هو أمر ليس مهماً فقط، ولكنه يماثل في أهميته "إسقاط نظام مبارك".

على مصر أن تحافظ على الوحدة الوطنية والوجه الحضاري للشعب، والذي تجلى بشكل رائع في الأيام الحافلة الماضية. وإذا كان المصريون قد حشدوا الملايين للتظاهر ضد النظام، فعلى عاتقهم اليوم تقع مهمة "حشد الملايين" في القضاء على الطائفية بجميع أشكالها. ولعل أولى الخطوات تكمن في الدستور الجديد وإلغاء المادة الثانية فيه، وصياغة دستور جديد لمصر يساوي نصه بين المصريين بمختلف فئاتهم في القانون وأمام القانون، ولا يفرق بينهم لا بالجنس ولا بالعرق ولا باللون ولا بالمذهب الديني.

مصر على مفترق طرق صعب جداً، فمرحلة "البناء" أصعب وأهم بكثير من "مرحلة الهدم". وبناء مصر القرن الحادي والعشرين لا يستطيع أن يتم من خلال مشاريع الإسلامويين المعلنة والخفية، فهؤلاء، لا شيء في وفاضهم حتى اليوم، سوى الماضي البعيد وعلب السردين المنتهية الصلاحية منذ القرن الأول الهجري، والتي لا تستطيع أن تمد مصر لا بالخير ولا بالعافية ولا بالقوة التي تستطيع من خلالها مجابهة واقعها الصعب جداً المتمثل في "الانفجار السكاني والاقتصاد الضعيف وضعف الموارد".

"محمد حسان" ومن على شاكلته ليس حلاً لمصر ولا يستطيع أن يكون حلاً لها، فالحل الوحيد هو أن يكون هناك "وعي وطني" بالتحديات الموجودة يماثل "الوعي الوطني في ضرورة التخلص من النظام السابق"، وعزيمة شعبية على وأد كل مصدر للفتنة الطائفية وتعزيز الوحدة الوطنية من خلال اعتبار أن "حقن الدم المصري" ضرورة وطنية عليا أهم بكثير من "حق الله" و"يسوع رب المجد" وأي اعتبار طائفي أو مذهبي آخر.

المرحلة صعبة .. حقيقة ... وقلبي مع مصر .. وعليها، فالثورة المصرية ونجاحها في تخطي العراقيل والصعاب والعقبات نقطة مفصلية في تاريخ الشرق برمته و"راس الزاوية" في بناء مستقبلي فيه. فالثورة المصرية تستطيع أن تكون "ثورة فرنسية" أخرى لو استطاعت "المحروسة" أن تنهض من قيودها، وتستطيع أن تكون مثالاً على "الفشل الشرقي" لو تم قطف ثمارها على أيدي بعض العصابات الفاشية (مثل الإخوانجية أو غيرهم من الفئات الطائفية).

تحيا مصر !!!

واسلموا لي
العلماني