*في عصرنا العملاقِ هذا
تشهد الاوطان ظاهرةً مُعَوْلمة ،
تُسمي بالنشيدْ :
*أنشودةٌ للشعب من أعماقه انبثقتْ
تعبِّر عن ملامحهِ ، أمانيه ، تواجده المجيدْ .
*تبنِي أساسا من أساسات التلاحم
والتوافق بين أطوار الزمان
وبين أشتات الوجودْ.
*وتصوغ ملحمةً
تجسّد جوهر المرء البعيدْ.
*في حبه للإنتماء وللتوحّد والوفاء
،وأن يلاقي الآخرين،
وأن يجمّع بينهم هدفٌ وحيدْ.
*ويبينُ كيف بنى القرى
حتى أقام الدولة الأولى
وصار اليوم عالمه وثيق الربط،
متّحدَ العهودْ
*ويشير أن هناك بين الناس
قاعدةً موحّدةً هي الحب المُشيدْ.

2

*عن غير قصدٍ _غالبا_
ما يكتب الأدباء أشعارا
وتصبح للبلاد نشيدها الوطنيَّا
*ولذاك تغدو الواقعية فيه
قلبا نابضا بالحب ،
من كل النفاق نقيَّا
*ويصير لحنٌ سابق أو مُحْدَثٌ
،تقف القلوب أمامه،
له قالبا نغميَّا.
*فيفيضُ فيه تطلعا
وحماسة وتعاطفا
وتأججا نفسيا.
*ومع الخروج إلى الحياة
يصير_ للأفراد والهيئات_
شخصا حيا.
*يأتي ويحضر في القلوب على الدوام
، وفي المدارس والمحافل
والظهور المُحتفَى دوليا .

3

*ليس النشيد على حداثة عصرنا حكرا
،وليس وجوده الرسميّ إثباتا وحيدا
للوجود يُدرَّسْ.
*فلطالما وُجدتْ أناشيدٌ
بمختلف المظاهر
بين أبناء البلاد تُقدَّسْ.
*وبمصرَ طولَ الدهرِ كان لنا نشيدٌ
من براكينِ العلاءِ مُؤَسَّسْ
*إذ أنه يبدو جليًّا واضحا
في تاج (مينا) المُشْمِسْ.
*وبكل عهد مرّ فيه الشعب
حتى الثورة البيضاء
من أجل الخلود الأقدسْ
*وأظنني ألقاه دوما
بين صَفْحات الزمان
وبين أقداس الحضارة يَهْمُسْ:
* مصر العليِّة لا تموت
بقاؤها يبقى مع(البرْديّ واللوْتَسْ).

4

*الآن تشهد مصرنا فجرا جديدا
كاد يعبر من وراء
ممالك الظلم العظيمْ.
*فيه أراها جد عالية ومشرقة
فقد خلعتْ تخلفها القديمْ.
*قد كسّرتْ كل القيود الآبدات
وقد محت وجه التشاؤم والرميم.
*ونشيدها الحاليّ أُوْجبَ دفنه
،بالرغم من تقديره،
لكنني أرنوه كالثوب الرديمْ:
*ثوبٍ مقطّعةٍ روابطه،
مرقعةً غدت أجزاؤه
وكئيبةً ألوانُه دون المرومْ.
*هل سوف يُدفَن؟
كي يزينها نشيدٌ
من أناشيد النجومْ.

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني