أنسة / وردة

حسنا
في بيت إمرئ القيس السياق يوحي بالتمني وإن كان مشوبا باليأس .

ولكن في سطور درويش لا يمكن أن يكون للتمني , السياق الذي سبق وأوضحته ( فلنا ما ليس يرضيكم هنا ) لا يعطي التمني .
وزيادة علي ذلك فعل الأمر انصرفوا في نهاية السطر .

أما هذا الجزء في أول القصيدة

أيها المارون بين الكلمات العابرة
منكم السيف - ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا
منكم دبابة أخرى- ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
وادخلوا حفل عشاء راقص..و انصرفوا
فعلينا ،نحن، أن نحرس ورد الشهداء
و علينا ،نحن، أن نحيا كما نحن نشاء

ليس من المهم أن يدل السياق قبل فعل الأمر أو بعده , المهم أن يكون سياق المعني دالا علي تلك النبرة التهديدية , هذا أولا .
ثانيا : درويش حين يعدد مظاهر القوة والوحشية لدي العدو في هذه السطور يعطي بعدها في نفس السطر مقابلها عن الفلسطيني , لا تتصوري أن مقابلها عند الفلسطيني مظاهر ضعف بل هي مظاهر القوة , القوة المقاومة حين تقف أمام هذه الآلة الوحشية ويالها من قوة أكبر , إنها قوة الحياة المستمرة ذاتها التي تقف وراءها , الدم في مواجهة السيف , اللحم في مواجهة الفولاذ والنار , الحجر في مواجهة الدبابة , المطر في مواجهة قنبلة الغاز , أهذه مظاهر ضعف أم أنها مكامن القوة التي لا يفهم العدو جوهرها ؟ .
فهنا أيضا السياق قبل الأمر سياق قوة يسمح بالتهديد والتوعد .

وأخيرا لا يمكن الحجر علي أي قارئ في قراءته للنص , المهم أن يعطي من الدوال في النص ما يدلل علي شرعية لتلك القراءة .
دمت طيبة

كوكو