في حفل تأبينه: جوليانو مير خميس في قلوب مَن أحبوه وأحبهم!
شاهين نصّار، موقع بكرا
ننشر لزوارنا في موقع بكرا، بالتالي بعض الكلمات التأبينية التي ألقيت في جنازة جوليانو مير خميس يوم امس في مقبرة رموت مناشيه، حيث وارى جثمانه الثرى...
المخرج ومدير مسرح الميدان رياض مصاروة:
لم أعرف أن ليلة عرض المسرحية في رام الله كانت ليلة الوداع. وآخر جملة قلتها لك أن المسرحية القادمة التي ستخرجها ستكون في مسرح الميدان، ولم أتصوّر أن نلتقي اليوم لوداعك. قال لي ابني البارحة أن جول هو تشي، تشي جيفارا، ولكن الفارق أن تشي أراد أن يصدّر الثورة وأنت ذهبت الى جنين لتصنع الثورة. ولكن هناك قاسم مشترك بينكما أنكما تركتما حياة الرفاهية وكرستما حياتكما لحرية الانسان!!
أنت لم تكره انسانا في حياتك ولكنك كرهت الزيف بالانسان، بحثت عن الحرية في مسرح الحرية، كرهت الاحتلال ولكنك بنفسك كنت محتلا، لقد احتللت قلوب من أحاطوك، قلوب من تعرفوا عليك من قريب ومن بعيد. في التاريخ الانساني هناك شخصيات أحادية الظاهرة وانت كنت كذلك. وأريد أن أسألك ماذا كان سيقول ستانيسلافسكي ويقول بريخت لو سمعا أشرف يقول في فيلمك اولاد آنا وهو يقول : عندما أكون على خشبة المسرح أشعر وكأنني أرمي زجاجة مولوتوف.. ذهبت الى جنين لتطوّر السلاح الثقافي الذي يرتقي بالانسان الى أعلى درجات الانسانية، وعلى الممثلين أن يحفظوا هذه الجملة، أن ترافقهم وأن يستوعبوها.
المنتجة أوسنات طرابلسي:
كنت اكثر صديق يمكن أن نطلبه، في العلاقة معك كان حبا وعطاءا غير منقطعين من جانبك والتي تطلب الدقة والصدق، الصدق السياسي، الشخصي، الانساني وصديقي. منك تعلمت أن مناهضة الاحتلال ليست فقط محاربته وانما أيضا تقوية الضعيف الذي يعاني الاحتلال، ليبقى صامدا في وجه الاحتلال. أحببت أن تقتبس أشرف الذي قال: "أفضل أن أموت واقفا على رجليّ من أن أعيش على الركب"!!
قريبة المرحوم حنان خميس التي ألقت كلمة باسم العائلة:
باسم الحرية وباسم شهيد الحرية جوليان وباسم العائلة أشكر حضوركم ومساواتكم. اغتيل جوليان باسم الفن والابداع وما يحتوي من الصدق، الشجاعة والممارسة بالعمل والأمل والاصرار. هذا هو جوليان. جوليان أكمل مسار الأخ صليبا والأم آرنا بالعمل الابداعي، لا يردعه الشيء من تصويب هدفه نحو تحقيق انجازات يشار اليها. لكنه صوّبوا نحوه الرصاص...
ابنته الكبرى ميلاي خميس (11 عاما):
أحببته، وأراني جنين، وعرفت عبره أصحاب جدد. والدي كل ما كان يرغب به هو السلام بين اليهود والعرب، وأن تكون جنين حرة بنفسها، وهناك عمل مسرح الحرية. كل يوم أحد كنت أزوره في مسرح الحرية ونعمل المراجعات للمسرحيات. وأريد أن أقول أمرا واحدا.. انتهت طريقنا، ولكن ما أقدر أن أؤمن به هو أنك دوما في قلبي!!!!
يجب ألا نبكي، سيبقى دوما في قلبنا. من الصعب جدا أن تترك صاحب، معلم، والد، وكل شيء آخر كنته، ودوما ستكون معنا، وستنظر الينا، وسيكون سعيدا جدا لو واصلت العمل في مسرح الحرية وتواصلوا انتاج المسرحيات...
رفيق دربه ومدير مسرح الحرية - زكريا الزبيدي:
أعزي شعبنا الفلسطيني وأحرار العالم بوفاة الشاهد القائد البطل، شهيد ثورة الأحرار وثورة الحرية جوليانو مير خميس. وأعزي بالاسم أشخاصا أعزهم كثيرا، وآرنا مير خميس وأتأسف لها كثيرا، لمقتل جوليانو في مخيم جنين من قبل فلسطيني، ولكني لا اعتبره فلسطينيا، اعتبره مأجورا، حقير، جاسوس، خائن، مأجور، قد أحكي عنه كثيرا، ولكن الاهم أن نحكي عن الأشخاص الذين أحبهم أكثر، ميشميش، ميلاي، كيشت، جيني، جاي حبيبي، نتأسف منك كثيرا... كنت أرغب بأن آتي وألقي نظرة الوداع الاخيرة ولكن الاحتلال منعني من ذلك، وأعرف أن روحك تسمعني، أنك أنت جول، قلب موجود، من حيث الفكر الذي علمتني اياه منذ كنت صغيرا، للحظة التي نزلت لحظات الغدر على جسدك الطاهر، وأطلب منك أن ترسل تحياتنا لأشخاص أنت تعزهم، صحيح أنك تركتني وحيدا في مخيم جنين، ولكنك تذهب الى أصدقاء يعزون عليك وتعاونت معهم كثيرا، علاء سطّار، سمير ومحمد زبيدي، وأشرف أبو الهيجاء ونضال السويطي، وعلى طه زبيدي، وأشكر كل الذين تضامنوا معنا وتواجدوا معنا وشاركونا حزننا ومأساتنا..
رسالة أخيرة للجميع، لن نكون ظالمين كالحقير الذي ظلمك، ولكن ثق تماما أنه في الوقت الذي نعرف به الجهة التي قامت بهذا العمل الحقير، لن نرحم ولن نتساهل معهم!!!
احد الطلاب من مسرح الحرية، ألقى كلمة باسم أطفال جنين:
عصف الرمال العابرة، تنتصب ثورة الياسمين من بين يدين فلسطينية، من هنا، من خشبة مسرح الحرية، وما عليها من رجال صنعوا ليكون احرارا، فيخوضوا معركة الثورة الثقافية من أجل الحرية. من هنا وأنا هنا، وأنا أنا، بألف صوت، تعزف الكمنجة الواحدة، وبألف صوت يعلو صوت واحد، صوت الثوريين والذين علمتهم كيف يحملون البندقية الثقافية على أكتافهم. جوليانو أبناء أمك آرنا قد رحلوا، ورحلت أنت، ولكن أولادك باقون على دربك في معركة الحرية، وسوف نعلو في عهد ثورتك ثورة الياسمين، الباقون أبناء جوليانو.
زميله الفنان أودي ألوني:
منحتني أكثر الأوقات اثارة في حياتي، أصدقاء جدد يبقون معا طوال الوقت. لميلاي ولجاي وللتوأمين القادمين، سيكون لديكم والد نذكره الى الأبد.
قرأنا في يوم ما أقوال كافكا، الذي قال أن الشهيد الحقيقي هو العكس الحقيقي لمن يرتكب الانتحار، بل شخص وكأنه ذاهب الى حفل زفافه. لم نفهم ما كان كافكا يقول، ولكن الآن أعرف، أنت شهيد الحياة، وكأنك عريس ذاهب الى زفافه...
المصدر: