RE: المصاحف في مكبات النفايات
الزميل ابزرفر :
اسمح لى ان ابدء من اخر مداخلتك للضرورة
..................
خسارة، لقد بدأت معي مداخلة رائعة، فلمَ تصر ان تنهيها بهذا الشكل؟!
.................
الجواب:
انا اقول هالوليا مازحا و ليس ساخرا , لاننى خضت فى موضوع مسيحى و انا لا اعتقد انه يحق لى التنظير فى ديانات الاخرين بل اترك التوضيح و التفسير لصاحب هذا الدين , فلا يمكن ان اكون ادرى من صاحب الدين الاخر بدينه , و لكن الموقف هنا بصراحة و بدون زعل انك و الزميل فودكا تريدان فرض مفاهيم على الدين الاسلامى و تاريخ الرسول الاعظم هو منها برئ , و لذلك اضطررت كما اخى اتماكا ان نتكلم بتنظير فى المسيحية , فانا مزحت باختتام مداخلتى بهلوليا لاننى انظر فى المسيحية بعض الشئ , و لتعلم بانى اقول هالوليا عن قناعة لانها حسب علمى و صحح لى ان كنت مخطئا تعنى : المجد للرب
فانا اعنيها و اقولها بقناعة فهى تسبيح و لكنى وضعتها فى موقف مازحا .
تفضلت بالقول :
.................
زميل علي،
هناك احداث تاريخية ثابتة لم يختلف عليها المؤرخون، مثل قضية خروج محمد لقوافل قريشش و المعارك التي خاضها المسلملمون و قضية خروج محمد من مكة و هجرته الى المدينة و غيرها، و لكن الشيء الغير ثابت او المتنازع عليه هو الدوافع و الاهداف لهذه االاحداث التاريخية. و مع ذلك سيبققى افتراضي كما هو و ساسلم بصحة جميع ما تقول، و لكنك الى الان لم تفسر لي سبب سلوك محمد مسلك الساسة و التجار، فيقوم بادارة كيانه السياسي بحسب المنطق الذي تفرضه الظروف في ذلك الوقت، في الوقت الذي يدعي فيه انه صاحب رسالة سماوية،، و التي من المفترض ان ترتفع تعاليمها فوق منطق خوض المعارك و سلب القوافل و طلب الجزية و غيرها!!! فيمكن لمحمد ان يكون داهية سياسية او حاكم عادل او اي شيء آخر و لكن لا يمكن رفعه الى مستوى النبوة.
............
الجواب:
اود التذكير ان الرسول الاعظم حتى اخر لحظة و بالرغم من كل ما فعله المشركون معه و مع اصحابه و اهله الا انه لم يخرج سافكا للدماء مبتدئا الحرب , بل خرج بقوة صغيرة من المسلمين غير مدرعة للحرب, و ليس فيها خيول و هى وسيلة الحرب الرئيسة, بل خرج لمصادرة قافلة لقريش ليسترد حقوق المسلمين المنتهكة و يوقف اى انتهاك مستقبلى لهذه الحقوق .و الكفار هم الذين خرجوا للحرب و القتال و لو ان الرسول الاعظم لم يتصد لهم فى بدر لواصلوا طريقهم الى المدينة و احتلوها و قضوا على دولة الاسلام و ارتكبوا المجازر و الفظائع .
بالنسبة لسؤالك :
و لكنك الى الان لم تفسر لي سبب سلوك محمد مسلك الساسة و التجار، فيقوم بادارة كيانه السياسي بحسب المنطق الذي تفرضه الظروف في ذلك الوقت، في الوقت الذي يدعي فيه انه صاحب رسالة سماوية،،
فاجيبك بالتوضيح :
ما هى السياسة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هى فن قيادة الشعوب و ادارة العلاقات مع الدول الاخرى
فهل السياسة و العسكرية تتعارض مع النبوة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الكتب المقدسة تروى لنا تاريخ الانبياء بانهم قادوا شعوبهم و خاضوا معهم معارك و تصرفوا حسب الظروف المحيطة بهم , و حتى انت قلت :
.................
نعم معقول! فقد بدأ الله عهده مع اسرائيل بالناموس اي الشريعة، و التي فرضت عليهم لقساوة قلوبهم، الى حين جاء المسيح و جاء معه عهد النعمة فتحرر الناس من الشريعة و لم يعودوا عبيدا لله بل ابناءه
.................
يعنى الاله بعبارتك هذه تصرف مع الناس بظروفهم و الاوضاع المحيطة بهم , و اخبرتك ان الرسول الاعظم عندما عاش فى ظرف مشابه لظرف المسيح فانه تصرف تماما كالمسيح , و عندما صار فى ظرف كظرف موسى عليه السلام و هو قيادة امة محاطة بالاعداء من كل جانب فانه تصرف كما تصرف موسى عليه السلام و ابراهيم و غيرهم من الانبياء الذين قادوا امة مؤمنة فى محيط من الاعداء الذين يريدون الفتك بهم و القضاء على دولتهم و امتهم و دينهم .
فالرسول الاعظم لم يفعل ما يتنافى مع النبوة بنص كتابكم المقدس .
اما بالنسبة لمقولة تعتبر السياسة قذارة و ما الى ذلك , فهذا وصف لسياسة قائل المقولة لا يحق له تعميمها , فسياسة القائل و لا اذكر من هو قذرة كما عبر عنها و عمم على الاخرين , و لكن السياسة فن و علم و من الممكن ان تكون سياسة شريفة عادلة او عكس ذلك .
الرسول الاعظم سياسته كانت التعايش السلمى بين القوميات و الاديان و انصحك بقراءة دستور الدولة التى اسسها الرسول الاعظم و هو يحدد العلاقة مع غير المسلمين و خصوصا اليهود و يمد لهم يده بالسلام .
فنص الدستور :
وإن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم، ومواليهم وأنفسهم إلا من ظلم نفسه وأَثِم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته".
و لاحظ انه يعلن بان من يرتكب جريمة فانما هو مسؤول عن نفسه و لن يتم تحميل الجرم لكل قومه الا اذا ناصروه .
كما ينص الدستور الذى اسسه الرسول الاعظم :
"وإن على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم"
يعنى لهم استقلالهم الاقتصادى
و كذلك :
"وإن بينهم النصر على من دهم يثرب "
و كذلك :
"وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة"
يعنى اسس معهم معاهدة دفاع مشترك كجيران فى نفس الموقع الجغرافى , و لم يتعامل معهم بعنصرية عربية , اذ ان العرب حتى قدوم الرسول الاعظم لم يقيموا اى تحالف مع اليهود بل كان اليهود فى حصون معزولين عن العرب و حذرين منهم و ليس لهم تحالفات مع القبائل العربية حتى المجاورة .
و جاء فى الدستور :
"وإن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم"
يعنى تبادل الخبرات و المواقف السياسية و المشورة لما فيه الصالح العام .
كذلك :
"وإنه لا يأثم امرؤ بحليفه"
يعنى من حق كل فصيل ان يعقد حلفا مع من يشاء و له الحرية فى شؤونه السياسية .
كذلك :
"إنه من خرج آمن ومن قعد آمن بالمدينة، إلا من ظلم وأثم، وإن الله جار لمن بر واتقى، ومحمد رسول"
يعنى للجميع الحق ان يتمتعوا بالامن فى المدينة بغض النظر عن اى اعتبار عقائدى او فكرى الا ان يرتكب جريمة .
و هكذا فانه فى المدينة كما فى مكة هدف الى التعايش السلمى بين الاديان و القوميات و حتى المنافقين كانوا فى مامن .
و لكن هذه الدولة الغير عنصرية وجدت نفسها محاطة بالاعداء من كل جانب و التامرات و كفار قريش لم يدعوا المسلمين حتى بعد ان تركوا لهم الجمل بما حمل الا انهم ظلوا يطاردونهم و يحاولون اغتيال الرسول الاعظم و منع اى مسلم من الخروج , يعنى انتم لا تريدون التعايش مع المسلمين , فالمسلم سيهاجر و يترك البلد , فمنعوه و حرموه حتى من حق الهجرة من دولة لا تتعايش معه سلميا و تضطهده يوميا .
فواجب النبوة و الرسالة يحتم على الرسول الاعظم ان يتصدى لهذا العدوان الصريح من المحيط الكافر الذى رفض اى شكل من اشكال السلم , حتى بعض القبائل العربية الضعيفة الكافرة يعنى لم تدخل الاسلام و لكنها لم تجد مانعا من التحالف مع الدولة الجديدة و التعايش معها سلميا تم الاغارة عليها و تدميرها او اجبارها على التراجع عن هذا الحلف و الاعتراف بالدولة الجديدة .
و على فكرة للتوضيح : الرسول الاعظم لم يقتل احدا بسيفه بل انه كان قائدا روحانيا و عسكريا مخططا و اعطى الله الحق للمظلومين 13 سنة ان ينتصروا من الظالمين و ايدهم بنصره كما اذن للانبياء من قبل و ايدهم بنصره .
قال تعالى :
إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ , أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ , الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ.
تفضلت بالقول :
.............
هل عندما يسيء احد الى الله يتضرر(اي الله)؟! بالتأكيد لا، و هل تستطيع عندها ان تتسائل ما قيمة عفو الله عندما يسيء اليه احد و لا يتضرر؟!
................
الجواب:
الله سبحانه و تعالى لا يتضرر ماديا , و الضرر الذى وقع على السيد المسيح كما تؤمنون هو ضرر مادى و الضرر المادى لا يصيب الله او الاله .
بينما الله سبحانه و تعالى يغضب لتضرر احبابه و المقربين منه , و لانتهاك حرماته و انكار الوهيته بتاليه شركاء له .
تفضلت بالقول :
....................
الملك الراحل الحسين بن طلال ملك اللمملكة الاردنية الهاشمية االسابق تعرض لعشرات محاولات الاغتيال من الكثير من ابناء شعبه، و في معظم المرات التي يتم بها القبض على المجرم، كان يذهب اليه شخصيا في زنزانته و يصدر عفوا ملكيا عنه، و كان حتى بعد فترةة يستوزره (اي يكلفه بوزارة). فهل هذا دليل على نبوة الملك حسين؟! بالتأكيد لا، اذ ان ما فعله ليس اكثر من دهاء سياسي، يستطيع من خلاله تحويل الاعداء الى اصدقاء
....................
الجواب:
ان كان هذا صحيحا فلا يستطيع احد ان ينكر ان فعله هذا فعل كريم , و حتى لو كان بهدف تحويل العدو الى صديق فهذا افضل من تحويل العدو الى قتيل , يعنى محاولة اصلاح بحسب رؤية الملك لذلك .
و لكن لا مقارنة هنا
فالرسول الاعظم عفا عن قتلة اعز الناس اليه كعمه حمزة و الذى مثلوا به و اكلوا من كبده و اخرين غيره عندما وضعت الحرب اوزارها و لم يعد لعدوه حول و لا قوة و لا يستطيع التاثير فى مجريات الاحداث , و قلت لك انه كان يعلم انهم لم يؤمنوا به بل سيرتكبون جريمة عظمى بحق حفيده و ذريته الذى يقدمه قربانا عظيما لله عند شط الفرات .
اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 04-09-2011, 11:30 AM بواسطة على نور الله.)
|