لا مزيد من انفصام الشخصية لدى السوريين
بواسطة
admin2
– 2011/04/10نشر فى: غير مصنف

بهية مارديني ، كلنا شركاء:

عاش الشعب السوري سنوات طويلة وهو يعاني حالة صعبة من مرض لعين اسمه "انفصام في الشخصية" نتيجة الخوف والاستبداد ، فهو كان يعيش في بيته كارها للنظام ، وفي العمل والحي والشارع محبا له مسبحا بحمده ، أو على الأقل "حيادي ايجابي " كما كان يتم تصنيف طالبات في المدارس من قبل رئيسة فرقة حزب البعث الحاكم في سوريا.
الشكل الذي نراه اليوم في المظاهرات المتقطعة على مدى شهر تعني انه لا مزيد من حالة الفصام وان السوريين تعافوا وتم شفاءهم من هذا المرض ، وأن أعداد الذين تحسنت حالتهم في ازدياد.
في اللاذقية هتفوا " مسخرة يامجلس الشعب مسخرة" وفي المحافظات هتفوا هتافات لم افكر ان شخصا سوريا عاقلا او مجنونا يجرؤ يوما على ترديدها فهذا ما لم يكن يجرأ أحد على قوله دون ان يخاف من تقرير أمني او وشاية "فسّاد" تقوده الى المحاسبة العسيرة بل الابادة .

أحزنني
أحزنني جدا ما قيل لي عن الناشط محمود باريش وأتذكره معكم :عناصر الامن السياسي يتحدثون معه في المحل الذي يملكه في زياراتهم المعتادة ، وانفتح قلبه يوما وقال لهم ان الاحوال الاقتصادية سيئة والفريق الاقتصادي في سوريا لم يحقق شيئا فوعدوه بايصال صوته للمسؤولين وفي اليوم التالي قبضوا عليه وتمت احالته الى المحاكمة ، وتتكرر القصص المحزنة في ذاكرة الجميع..
في فترة سقوط حسني مبارك جاءني صوت سوري مسؤول سابق يسألني مستغربا ما القصة؟ قلت له الضغط يولد الانفجار …وهذا ماحدث في سوريا .

حلب لم تبدأ

روى لي شاب من حلب ان دورية مشتركة من الامن العسكري والشرطة اوقفته منذ حوالي الشهرين فيما كان عائدا من مزرعته ليلا وطلبوا منه رخصة السواقة التي كانت لحظه العاثر منتهية المدة منذ اسبوع وقالوا له اتفضل معنا واختفى في سجن الامن العسكري اسبوع دون ان يعرف مكانه احد.
وتحدث لي اكثر من شخص ان خوف السلطات السورية منذ توالي الدومينو ابتداء بتونس ثم بمصر ، كان ينصب في ان تبدأ التظاهرات في حلب مما جعلهم يكثفون الدوريات ويزيدون الاعتقالات ويشدون من أزر البطش الامني الا ان المفاجأة ان الشرارة انطلقت من درعا .

حسابات خاطئة

حسابات خاطئة مستمرة وانتشار المظاهرات في كل المحافظات واطلاق رصاص حاد وسقوط عشرات الشهداء وجرحى لا حصر لهم كل جريمتهم انهم قالوا " نحن بشر ولسنا خرافا ونرفض ان نقول ماع بعد ان تعافينا"ثم اعتبار درعا منطقة معزولة وظهور تقرير في قناة الحرة السبت 10-4 -2011 من مراسلها في الاردن يؤكد ان الجيش السوري منع متظاهرين ، خائفين من تصفيتهم ، من اللجوء الى الحدود السورية الاردنية .
ان هذا مايسيء الى صورة سوريا دوليا تلك الصورة التي يتحدث عنها وليد المعلم وزير الخارجية السوري في لقائه مع الدبلوماسيين في دمشق.