... وماذا بعد؟؟
(عبد الفتاح العوض )

سورية ما بعد هذه الأحداث هي غير ما قبلها... وهذا عنوان فيه كثير من التفاصيل ليس هذا وقت بحثها.
لكن السؤال الساخن الآن ماذا بعد؟
ماذا بعد كل هذه الدماء السورية الزكية التي سالت من شبابنا.. وماذا بعد هذه الفوضى التي إن استمرت سيكون الثمن أكبر والفاتورة أفدح.

دعونا نواجه هذا السؤال بمسؤولية... ماذا بعد كل ما حدث؟؟
إن مزيدا من الإصرار على الإصلاح هو أحد الطرق لمواجهة الفوضى ولعلنا الآن ونحن نمتلك برنامجا معلنا للإصلاح أقوى من ذي قبل ولهذا فإن جواب السؤال الساخن وماذا بعد ليس له إلا حتما احتمال صحيح واحد... أن نكون شركاء في الإصلاح جميعاً أن ندعمه ونسهم بإنجاحه... وأثناء ذلك وليس بعده أن نضمد جراحنا التي هي جراح وطن دون أن يكون منا من هو رابح أو خاسر أو من يشعر أنه انتصر أو تنازل،.... بالإصلاح جميعنا رابحون... وبغيره كلنا خاسرون.

فنواح الأمهات اللواتي فقدن أولادهن يقول لكم جميعاً هذا يكفي.

أسئلة الأطفال وهم يمضون لياليهم الأولى بلا آبائهم يقول لكم جميعاً هذا يكفي..

الأمهات الصغيرات اللواتي فقدن أحلام المستقبل يقلن لكم جميعاً هذا يكفي...

أرواح شباب مروا على هذه الحياة بأسرع مما ظنوا يصرخون بكم جميعاً هذا يكفي...

يكفي عنادا... وتعالوا جميعاً لننهي قوائم الموت فصراخ الدم لا يصنع وطناً ولا يبني مستقبلاً.

وأرواح الشباب التي قطفت في أوج ربيعها هي في أعناق الجميع.... مسؤولية هذه الأرواح الجميلة مسؤولية كل من ضغط على الزناد ومسؤولية كل من اعتلى منبرا ودعاهم إلى مائدة الموت وأرواح هذا الشباب النقي تقع على أعناق كل من كان يستطيع أن يمنع لغة الشوارع ولم يمنعه.

ليسأل كل منا نفسه سؤالا محددا وماذا بعد؟ وليدع ضميره يجب عن هذا السؤال فهل من المقبول أن يستمر أي كان بإرواء نهر الدم من شبابنا؟

البديل من كل هذا العناد أن يجلس الجميع ليقولوا كفى دما.. ولتكن دماء الشهداء بوابة ربيع سورية وفاتحة عهد جديد يقوم على الحوار بدل الصراخ.

لقد آن الأوان لنتوقف عن إضعاف بلدنا وأنفسنا وفتح جراح أخرى من الصعب تضميدها، لقد حان الوقت لنواسي جراحنا وأحزاننا.

أعرف أنني أخاطب عواطف معطوبة ومشاعر مجروحة لكن بغير ذلك لن يكون ثمة حل يشفينا مما نحن فيه.... تعالوا نتصالح على نية الإصلاح.

نقلاً عن صحيفة الوطن السورية