(04-15-2011, 02:11 AM)العلماني كتب: لم أفهم حتى الآن لماذا لم ينج "مبارك" بجلده ويهرب ؟ وما سر "تمترسه" في "شرم الشيخ" وكأن "شرم الشيخ" قلعة منيعة وحصن حصين؟
كنت حتى الأيام القليلة الماضية أقول لنفسي لا بد أن هناك "اتفاقاً ما" عقده الرئيس المصري المخلوع مع "المجلس الأعلى للقوات المسلحة" لضمان سلامته. فحتى الغبي يكاد يعلم بأن "الثورة" لن تتركه بحاله بعد كل هذا وأن عليه ضمان "سلامته" لوحده. والغريب أن مبارك لديه القدرة المالية والعلاقاتية كي يجد له "منفى" جميلاً يقضي فيه "اليومين اللي فاضلين له" قبل أن تأتي ساعته، فما سر بقائه في مصر حقاً؟ هل أصيبت بصيرته بالعمى؟ وإن كان هو قد بقي في مصر فلماذا أبقى على أبنائه معه وكل المؤشرات كانت تقول بأن "الثوار" لن يتركوه ولا عائلته بحالهم.؟ ... حقاً لا أدري !!! إذا يبدو أن هذه العائلة فقدت بوصلتها، أو هي تعيش في "برج عاجي" لا يصله شيء من الضجيج الذي يحدث على مستوى القاعدة.
----
طبعا كل تلك الأسئله مطروحه وبقوه لكن تختلف الاجابات عليها من شخص لأخر ,واجابتى هى أنه لم تصب بصيرته بالعمى ولم تفقد الأسره بوصلتها ولا لأنها تعيش فى برج عاجى ,,, كثيرون أتهموا مبارك بأنه تعامل مع الثوره بغباء شديد , وعندما ننظر الى تعامل زين العابدين مع الثوره بتونس أو تعامل القذافى مع ثوار ليبيا أو على صالح فى اليمن أو بشار فى سوريا .... الخ لابد أن نؤمن أن مبارك تعامل مع الثوره التعامل الأمثل , اذ بدأت الاحتجاجات وتحولت الى ثوره وأنتهت بتنحى مبارك فى زمن مقداره ثمانيه عشر يوما فقط مع الحفاظ على أركان الدوله المصريه ووحده شعبها وصلابه مؤسساتها , فى حين أن الثوره فى ليبيا أدت الى حرب أهليه وتدخل حلف الناتو وألاف من الضحايا , وفى اليمن صار لها أكثر من ثلاثه أشهر فى أزمه سياسيه وشبه حرب أهليه وانقسام للجيش على نفسه بين مؤيد للرئيس ومعارض له وغيرها من الأمثله , ولم يكن من المعقول أن يخرج مئات الألاف من شعب قوامه 80 مليون الى الشارع يطالبون الرئيس بالرحيل فيستجيب لهم ويرحل فورا ! وفتره ثمانيه عشر يوما فتره قليله جدا لجس النبض ودراسه الأمر واتخاذ القرار ,وبرأييى أن مبارك تعامل مع الثوره كأى رئيس حريص على مصالح شعبه ووطنه , وقد تنحى بارادته عن الحكم حتى يجنب بلده وشعبه حرب أهليه لا يعلم الا الله متى وكيف ستنتهى , وقد أعلن المجلس العسكرى هذا بأن مبارك قد تنحى بارادته عن الحكم ولم تتم تنحيته وأنه بهذا القرار قد جنب البلاد الانزلاق الى حرب أهليه ما بين مؤيديه ومعارضيه , وحتى يحافظ على استقرار البلاد وتبدأ عجله الانتاج فى الدوران بعد أن شلت البلاد .
مبارك أتخذ قراره قبل تنحيه بأنه سيبقى فى مصر وسيموت ويدفن فى ترابها , وعندما تنحى التزم بقراره هذا فهو يرى أنه لم يفعل ما يستوجب محاكمته ومن ثم سحله واعدامه , هو يرى أنه أفنى عمره فى خدمه مصر كعسكرى ثم سياسى وأن الفشل فى اداره البلدان لا يستوجب الاعدام انما يستوجب فقط التنحيه والاقصاء وهو ما قد حدث , وما ترونه أنتم من جرائم تعذيب وقتل فى المعتقلات على سبيل المثال يراه هو حفاظا على أمن مصر من أن تتحول الى أفغانستان أخرى ,وما ترونه أنتم من تضييق على الحريات باساءه استخدام قانون الطوارىء يراه هو ونظامه تأمين واجراءات استباقيه لوأد أى تحرك يضر بأمن البلاد قبل أن يحدث ( وقد نجح فى ذلك ) , وما ترونه أنتم من تطبيع مع العدو الصهيونى وتصدير الغاز المصرى له بأسعار تفضيليه يراه هو أمر طبيعى فى ظل معاهده للسلام جاء ووجدها ماسكه فى زماره رقبته فى ظل أوضاع ومتغيرات دوليه من صعود أمريكى واسرائيلى الى عنان السماء وتراجع وتخلف وتشرذم عربى بلغ حد الانهيار , وهو من وجهه نظره يحاول بناء علاقات تحافظ على مصر وعدم انجرارها الى معارك تأكل الأخضر واليابس من مواردها , وطبعا تختلفون معه فى ذلك وترونه خائن وعميل لكنه يرى نفسه رجل وطنى كان يحافظ على أمن مصر وشعبها فى ظل موارد محدوده فشل فى تنميتها .
لذلك استقر مبارك بعد تنحيه فى شرم الشيخ ولم يفر من مصر كما فر غيره من تونس , وأنا لم أسمع أنه كان فى شرم الشيخ رهن الاقامه الجبريه , لكنه ذهب اليها بمحض اراداته , ولو كانت له حسابات سريه فى بنوك أوروبا وثارت حولها الأقاويل كما حدث قبل تنحيه لغادر قصر الرئاسه الى أى بلد أخر بدلا من شرم الشيخ خوفا من كشف فساده ومحاكمته واعدامه , فقد كان دائما ما يتردد أن مبارك يريد توريث الحكم لابنه حتى اذا مات قام ابنه بالتغطيه على فساده وسرقاته , فكان من الأولى اذا أن يترك مصر كلها بعد تنحيه عن الحكم حتى يفر من المحاكمه اذا انكشف هذا الفساد .
عموما نتنمنى له محاكمه عادله لا تتأثر بصيحات الغوغاء ومطالبهم الانتقاميه ,فاذا ثبت فساده المالى فلتتم محاسبته على ذلك , واذا ثبتت براءته فلابد من تقديم الشكر له على ماقدمه لمصر , فقد اجتهد فى ادارته لها وقد يصيب وقد يخطىء , ومحدش فينا نبى يمشى على الصراط المستقيم ويأتيه الوحى من السماء , فكل ابن أدم خطاء .