ألا يدهشكم انقلاب موقف الجزيرة من الثورة والمظاهرات السورية ؟
ألم تتساءلوا كيف تحول موقفها بالصمت والتجاهل لأكثر من شهر، إلى اهتمام تفصيلي وعلني ؟
كيف تحول موقف الجزيرة ولماذا اتخذت للمرة الأولى خطاً واحداً مع قناة العربية ؟

تبدأ القصة منذ أسابيع قليلة عندما نطق الشيخ القرضاوي مؤيداً المتظاهرين السوريين، وطالباً من الحكم السوري تنفيذ بعض التغييرات أو الإصلاحات....
الكثيرون فهموا قيمة تصريح القرضاوي وأهميته إلا على ما يبدو بعض الأغبياء الأبواق في سوريا.

"القرضاوي ؟ من أنت يا قرضاوي ؟ " الرد السوري كان كعادته عنيفاً متغطرساً لا يعطي أي اعتبار لقيمة الشخص المتكلم، وتشارك الشيخان البوطي والحسون والقناة السورية في هجمة شرسة على شخصه، وهو غني عن التعريف، يحتاج كي يعارض لأكثر من اتهامات البوطي الخرف الذي خلط بين الثورة السورية ومسلسل ما ملكت أيمانكم.
ووصلت الأمور إلى توقع الإعلام السوري الموجه ضده بأنه سيدعو إلى الجهاد ضد سوريا ؟؟؟ قمة الغباء الإعلامي في إسقاط الحرب الليبية الحالية على المظاهرات السورية السلمية....

ويأتي تاج الأخطاء لترفض الزيارة الثانية للأمير القطري حمد بن جاسم إلى سوريا..... الخطأ الدبلوماسي الذي لم ترتكبه سوريا يوماً، ولكن الوضع المتخبط وعدم وجود أشخاص مؤهلة لإدارة أزمات كهذه، جعل الإدارة السورية ترتكب فعلاً يعد دبلوماسياً بمثابة الشتم والازدراء....

سبب الرفض ؟
بكل بساطة، يا قطريون، حاسبوا الشيخ القرضاوي على تصريحاته، واطلبوا من الجزيرة الصمت على ما يحصل في سوريا........
خطأان دبلوماسيان آخران في قرار واحد..... الأول هو مواجهة سوريا لقطر في اتهام بأن القرضاوي والجزيرة هما بوقان للحكومة القطرية، والثاني هو عدم تقديم سوريا لأي شيئ مقابل طلبها : تنفيذ طلباتنا أولاً ثم نقبل الزيارة......
والباقي تعرفونه.....

أخذ الموضوع يومين فقط بين رفض الزيارة والتجييش الإعلامي على الجزيرة، أولاً للاستعداد لهذه الحملة، فالذهاب إلى معركة بدون استعداد هو خسارة محتمة، وثانياً لترك فرصة للاعتذار أو الإصلاح بين الطرفين القطري والسوري، وهذا لم يحصل.

وها هي الجزيرة، بعد أن أغفلت الثورة السورية في كثير من نشراتها ومقالاتها وبرامجها، تنضم إلى الشعب السوري في مطالبته لحقوقه، وتقف معه في شارعه. وهذا طبعاً في مصلحة الشعب السوري. ولن تنفع كل محاولات الإعلام السوري الهزيل والجائع في دك صفوف الجزيرة وإعلامها المحترف.

الدعم الإعلامي من الجزيرة هام جداً، وسيساهم بشكل كبير في فتح عيون الإعلام الغربي على ما يحصل في سوريا. وكرة الثلج التي بدأت بهفوة ستكبر وتتسارع بشكل عرفناه في الثورات العربية السابقة.
وسبحان من فرق بين الحبايب.....