عزيزى كوبتك ايجل .. الأمر لا يقتصر على سليمان فقط بل على كل الأنبياء الذى اقتبس القرآن قصصهم وشوهها من العهد القديم .

القرآن أخذ قصة يوسف العفيف من العهد القديم وبدل أن يجعل يوسف يهرب من إمرأة فوطيفار قائلاً كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ الى الله جعله يهم ان يزنى بها لولا ظهور رؤيا له .. وان كان كل انسان يهم أن يزنى - والهم هنا كما قال معظم المفسرين أنه حل سراويله وإتخذ وضعية الزنا من المرأة - تظهر له رؤيا سمائية لما زنى أحد .. فما فضل يوسف وكيف يكون عفيفاً بهذه الكيفية ؟

القرآن أخذ قصة داود النبى وجاء بقصة الرجل الذى جاء الى داود وحكى له قصة اغتصاب صاحب ال 99 نعجة لنعجة جاره وفسرها معظمهم بما فعله داود مع أوريا الحثى من قتله لأوريا وزواجه من بتشبع إمرأته .. طبعاً هم زوروا فى تفسيرهم بأن داود لم يزنى مع بتشبع قبل أن يتزوجها .. ومنهم من ينفى أن داود قتل أو زنى مع أنهم يروون أن داود ظل ساجداً باكياً تائباً على الأرض لمدة أربعين يوماً حتى نبت العشب على وجهه فهل هذا التذلل والتوبة تتناسب مع جرم الإشتهاء فقط ؟

ثم أن قصة زنى داود وقتله لأوريا الحثى مذكورة فى العهد القديم ولم ينفيها محمد فى قرآنه أو أحاديثه بل إكتفى بقصة ال 99 نعجة المذكورة فى تبكيت النبى ناثان لداود النبى على خطيته بالزنى وقتل أوريا زوج المرأة .. فهذا اعتراف ضمنى من محمد بصحة قصة العهد القديم وإلا كان نفاها .. ولكن المفسرين أخذوا قصة العهد القديم وحوروا فيها على هواهم لكى يخففوا من خطية داود بدون سند من كتابهم ولا سنتهم .. وكما قلنا أن محمد لم ينفى قصة العهد القديم عن داود بل أن محمد شهد للعهد القديم فى عدة مواضع قائلاً :

{وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ }المائدة43

إذاً محمد يشهد للتوراة ويقول عن اليهود أنهم ليسوا بحاجة الى حكمه لأن عندهم التوراة فيها حكم الله .

إذاً نحن لا نحتاج الى ترهات مفسرى القرآن الذى يلبسون الحق بالباطل ويدعون أن الأنبياء معصومون مخالفين حكم التوراة ومزورين لحقائق التاريخ مع أنه فى سياق كلام الكثير منهم يقولون أنهم ليسوا بمعصومين .

العصمة لله وحده .