وماذا عن الأردن .. الذي يعرف الكثير ؟ .. بقلم : علي جمالو
وماذا عن الأردن .. الذي يعرف الكثير ؟ .. بقلم : علي جمالو
رغم كل هذا المناخ الدولي المسموم وحملات الترهيب الاعلامية الفاجرة فان البلاد بالتأكيد تعود رويدا رويدا نحو الاستقرار وذلك لاسباب عديدة اهمها بالطبع وعي الناس ومقدرتهم على استكشاف خبايا ماحدث وما يحدث اضافة الى الخوف الهائل من المجهول والدمار الشامل الذي تدفعنا اليه مكنات عملاقة وظفت الخلل في السياسة الداخلية لانجاح مشروعها الفتنوي الظلامي ولذلك كان من الحكمة التحرك العاجل الذي قام به الرئيس بشار الاسد للفصل بين المطالب السياسية والاقتصادية والاجتماعية الداخلية التي رفع الناس اصواتهم للتعبير عنها من جهة وبين المشروع الاقليمي الدولي التدميري الذي وضحت ملامحه وفضحت مكوناته تحركات دولية وسياسات اعلامية لصحف ومؤسسات ومحطات فضائية ناطقة بالعربية تعبر عن مواقف دول تمولها وتشرف على توجهاتها , وسياسة الفصل بين الجانبين اعتمدت على اسلوبين مختلفين : نحو الشعب بالتفهم والتواصل والتفاعل مع هذه المطالب لتحقيقها واحداث الاليات العملية لترجمتها على ارض الواقع وفي الجهة المقابلة اي نحو الادوات الخارجية التدميرية وامتداداتها المحلية بالحزم والحسم للدفاع على تماسك البلاد وقرارها السيادي والحفاظ على الوحدة الوطنية من خلال تكليف المؤسسة العسكرية بهذه المهمة , وقد تداول السوريون في الايام الماضية وبكثافة السؤال المنطقي : لماذا الجيش ..؟ وقد تدرجت الاجابات في صفوف المواطنين على هذا السؤال بين مؤيد ومناصر يستشعر مخاطر المرحلة وبين متجاهل مأزوم لا يرى ابعد من انفه , ويبدو ان المؤسسة العسكرية المشغولة بتفكيك الوضع الارهابي الذي تم تركيبه في اكثر من منطقة في جنوب البلاد ووسطها وبحرصها على القيام بهذا الواجب بالحد الادنى من الخسائر البشرية تكتفي هذه الايام بالبيانات الرسمية المقتضبة من غير شروحات على امل ان تنجز مهمتها بالكامل في اسرع وقت ممكن لتقدم بعدها روايتها الموثقة للاحداث , ومع ان للرأي العام حقوقه على الدولة لمعرفة ما يجري الا ان التكتم عن كشف كل خيوط الحالة الراهنة في جنوب البلاد يستند الى رؤية حليمة صابرة لها موجباتها وسنعرف اسبابها عند الكشف الكامل لما يجري
واعتقد ان الحكومة الاردنية والاجهزة الامنية الاردنية تعرف الكثير الكثير مما جرى ويجري في درعا لان الاتصالات – ومعظمها مراقب – تمر عبر شبكات الخليوي الاردنية وحركة الحدود بين البلدين خارج المعابر الرسمية مكشوفة بالكامل امام الاجهزة الامنية الاردنية ولذلك فان الاردن في وضع لايحسد عليه فهو يتعرض للضغط من اطراف دولية متورطة في الازمة السورية الراهنة لتقديم الدعم اللوجستي للممجوعات التي تشكلت في سورية وهو يرى الفارق الكبير بين حقيقة ما يحدث على الارض وبين المزاعم التي تلهث الدوائر الرسمية الغربية والاقليمية لتكريسها وتثبيتها بالكذب والفبركة , ثم ان الاردن لديه اسبابه الخاصة للقلق من الوضع على حدوده الشمالية اذا استمرت الشبكات الارهابية السلفية بنشاطاتها العنفية لان ذلك سيشكل عامل جذب وتأثير وتفاعل مع جزء من مكونات المجتمع الاردني , ولذلك يتوقع المراقبون ان تميل عمان الى لعب دور ايجابي غير علني في الازمة من خلال كبح جماح بعض الاطراف الاردنية المتورطة في تسهيل ودعم شبكات الارهاب التي تستعير ثوب المطالب الشعبية السورية , واذا عدنا الان الى السؤال الكبير : لماذا الجيش .؟ نفهم من غير شروحات ان الذي يجري في جنوب البلاد ليس حالة تمرد شعبي تستطيع الاجهزة الامنية وقوات الشرطة التعامل معها
بل حالة تدخل خارجي عبر ادوات بعضها محلي مع الاسف لكن المكون الخارجي فيه فاقع وضخم , من يدفع الاموال التي صرفت وتصرف من اين جاءت الاسلحة التي كشفت وتكشف وماذا عن الاتصالات التي جرت وتجري وماذا عن وسائل الاعلام التي واكبت وتواكب بهذا الشكل اللامهني , ان التفكير بهدوء بهذه الاسئلة يعطينا البراهين على اننا امام شكل جديد من الغزو العسكري المتطور الذي لايستهدف اسقاط النظام في سورية فقط بل تفكيك وحدة البلاد وتدميرها وهذا ما يرفضه كل سوري بل كل عربي يعرف ان سقوط سورية يعني سقوط الامة ونهايتها , وهذا هو الانتحار الجماعي , لقد مللنا من مسرحة الثورات , مللنا من هذه الافلام البذيئة .. وان لنا ان نصرخ بصوت واحد : كفى
هامش أول : الشيخ حمد وموزته يقودان الثورات من محطة تلفزيونية , الموضوع يصلح سيناريو لفيلم تهريجي ..! ماذا لديكم يا اعزائي فريق ضيعة ضايعة للموسم القادم ..؟
هامش آخر : ابن لادن سعودي , تمويل المنظمات الارهابية سعودي قطري , التمييز ضد المرأة سعودي قطري , احتقار الديمقراطية وحقوق الانسان سعودي قطري , تحريم التظاهر فتوى سعودية قطرية , لكن محطات السعودية وقطر الفضائية (العربية والجزيرة والتوابع ) منفعلة للغاية هذه الايام بسبب لا ديمقراطية سورية .. ! يقول ابو الاسود الدؤلي :
( لا تنه عن خلق وتأتي مثله .. عار عليك إذا فعلت عظيم ) .
شام برس
http://www.champress.net/index.php?q=ar/...view/89124