حقيقة أستغرب من سلبية مشرفي هذا المنتدى وسماحهم لــ"blue earth" بالتهجم الشخصي على الأستاذ الوراق, وأتمنى التصرف حيال هذه المشاركة حتى لا تؤثر على المسار الموضوعي للحوار.
...........................


الزميل فلسطيني كنعاني:

اقتباس:الاخلاق شئتم ام ابيتم مرتبطة بموازنة المصالح داخل المجتمع .
وضع الاخلاق في زاوية و المصالح في زاوية اخرى ...

أتدري ما هو العجيب أيها الزميل؟ العجيب أن الفكر الإلحادي يرفض وبشدة مقولة أن هنالك حقائق مطلقة ومن يؤمن بها فهو في عداد الجهلة والخرافيين, وها أنت تقرر وبشكل جازم لايدع مجالا للنسبية والشك أن المصالح أم الأخلاق, فارسوا لنا على بر هل هنالك حقائق مطلقة أم لا؟

اقتباس:إقتباس :المؤمن: الأخلاق أهم من المصالح ،
الملحد : المصالح أهم من الأخلاق

كلام فارغ طبعا ..... و يفتري على الملحدين.

1- موضوع الاخلاق لا علاقة له بالايمان بالغيبيات .

كلام فارغ من العلمية والإثبات , الفكرة لا تكون حقيقية لمجرد أنك متأكد منها, الإيمان بالله هو السبيل للوحيد لتعزيز الأخلاق وإعطائها قيمتها, فالأخلاق أخذت قيمتها العالية عند البشر من الدين, والقرآن جعلها هي الحكاية كلها,
صحيح أن الأخلاق شيء فطري في الإنسان, ولكن قيمتها العالية وجعل الإنسان يضحي حتى بحياته من أجل مبدأ أخلاقي هذا مستوى لا يمكن للإنسان أن يصله بلا دين, وهذا منطقي, لأن الإنسان بلا دين معيار القيمة لديه هو الدنيا ومتعها, وبالتالي كل ما يتعارض مع المتعة الدنيوية سيتخلى عنه, والأخلاق في كثير من الأحوال تقتضي التخلي عن المتعة العاجلة وجلب الألم العاجل, وبالتالي لا مفر من تقديم المصلحة (التي هي المتعة) على الأخلاق لأن الشيء ذو القيمة هو الشيء الممتع عند من يؤمن بعدم وجود آخرة.
أما الإيمان بالله فهو يقلل من قيمة الدنيا عند المؤمن ويرفع من قيمة الآخرة التي لا يستطيع الإنسان أن يسعد فيها إلا عن طريق اختيار الحق والفضيلة في هذه الدنيا, حتى لو على حساب المصالح والرغبات. فالله وعد من اختاروا الحقيقة بحبه لهم وهداهم, وأيضا وعدهم بطمأنينة في الدنيا, وجنة وسعادة أبدية في الآخرة, ألا يكفي هذا معززات للأخلاق؟ كيف تقول ان الأخلاق لا علاقة لها بالإيمان مع أن الإيمان يعطي الأخلاق كل هذه المحفزات؟

اقتباس:2- كما ذكرنا ، الاخلاق مرتبطة بالمصالح و ليس معنى ذلك أنها أقل منها بالاهمية .... فلا يمكن أن نحافظ على مصالح المجتمع دون وجود منظومة أخلاقية ... و هذا ما ادى و يؤدي باستمرار لتطور النظم و القوانين و كذلك الوعي العام و نظم التربية.

فكرة أن المصالح أساس الأخلاق تنفي الثنائية في دوافع الإنسان, أي تقول لا يوجد في الإنسان دافع للفضيلة مستقل عن دافع المصلحة, بل أن كل دوافعه مصلحية.
فالفكرة تقول أن كل دوافع الإنسان هي لمصالحه, أي أنه لا يعمل شيئا حتى يحسب مكاسبه من هذا العمل, وبالتالي كل أفعال الإنسان هي في الأخير لمصلحته (هو), حتى لو ضحى بحياته من أجل إنسان يحبه فهو قد فعل ذلك لمصلحته هو.

اسمح لي بإعادة صياغة هذه الفكرة مع تغيير الضمير (هو) إلى كلمة (الوطن) كافتراض للتوضيح:

كل دوافع الإنسان هي من أجل مصلحة وطنه, أي أنه لا يعمل شيئا حتى يحسب مكاسب الوطن من هذا العمل, حتى لو دمر وطنه من أجل دولة أخرى فهو لمصلحة ومكسب الوطن!

هل اتضح لك التناقض في فكرتك؟؟ في حال لم يتضح هذا مزيد من التوضيح:

الفكرة التي تتكلم عنها تقول:
الإنسان (ولنفترض ان اسمه خالد) يتحرك بدافع خدمة مصالح (خالد) الخاصة, وهو يهتم بمصلحة الآخرين لأنها في الأخير تخدم (خالد) بشكل من الأشكال, وبالتالي (خالد) هو القيمة الأعلى, ومصلحة الآخرين مهمة لأنها تخدمه.

سأغير اسم (خالد) إلى (الوطن)

الإنسان يتحرك بدافع مصلحة الوطن, وهو يهتم بالدول المجاورة لوطنه لأن هذا في الأخير يخدم وطنه بشكل من الأشكال. وبالتالي الوطن هو القيمة الأعلى و وأهمية الدول المجاورة أتت من خدمتها لمصلحة الوطن.

وبناء على هذا, كل ما قد يضر بالقيمة الأعلى (الوطن-خالد) ويهدد بفنائها هو خطر يجب التخلص منه أو الهروب عنه.

وفي حال تمت التضحية بال(الوطن-خالد) فهذا يعني أنها ليست هي القيمة الأعلى بل هي لماتم التضحية من أجله, مما يعني أن فكرة ان الإنسان يتحرك بدافع من المصالح فقط ساقطة منطقيا.


.