الأخت الكريمة من خلال فهمي المتواضع لكيفية تناول الإسلام للعلاقة بين الرجل والمرأة أظن بأن الإسلام نظم حياة شاملة أو نظر للأمر نظرة شمولية لا تقتصر عن طرف دون طرف ، فوضع للرجل حقوق وللمرأة حقوق ، وذكر ما على الرجل وما على المرأة ، فأصل العلاقة بين الطرفين هي المودة والرحمة يقول الله عزوجل " هو الذي جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " ، ويقول الله أيضاً " وعاشروهن بالمعروف " ويقول أيضاً " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف " ويقول النبي " استوصوا بالنساء خيرا " .

كما أن للمرأة على زوجها حقوق ومنها الطاعة وحسن العشرة والمعشر ، حتى تنتظم العلاقة الزوجية وتسير في اتجاه متوازن ، فقضية الجماع في معظم الحالات تحصل في التوافق بين الطرفين يقول النبي " لا تواقعها إلا وقد أتاها من الشهوة مثل ما أتاك لكي لا تسبقها بالفراغ " ويقول أيضاً " إذا جامع الرجل أهله فليصدقها ثم إذا قضى حاجته فلا يعجلها حتى تقضى حاجتها " .

أما قضية كون أكثر أهل النار من النساء فأيضاً أكثر أهل الجنة من النساء ونساء ورجال أهل النار لهم صفات ونساء ورجال أهل الجنة لهم صفات أيضاً ، فالإقتصار على الدليل الذي يقول بأن أكثر أهل النار من النساء دون الذي يقول بأن أكثر أهل الجنة من النساء أيضاً لا يستقيم عقلاً .

وهناك قاعدة في فهم نصوص الشرع تقول " الجمع بين الأدلة " أو جمع جميع الأدلة المتعلقة بالموضوع " ، فلو أننا جئنا بالأحاديث التي ذكرتيها وجمعناها مع الأدلة التي ذكرتها أنا أستنتج عدة أمور :
1- أن الأصل في العلاقة الزوجية المودة والرحمة .
2- أن الزوجين يتوجب عليهما أن يعاشرا بعضهما بالمعروف وحسن الخلق .
3- ان الرجل لا يجوز له أن يجامع زوجته وهي غير راضية أو غير متهيئة نفسياً أو جنسياً .
4- أن المرأة لا يجوز لها أن تمنع زوجها من جماعها لأسباب آنية .

والله أعلم .