الزميل فلسطيني...
(سأتكلم من وجهة نظري -فقط- كمسلم)
لا ننفي علاقة الاخلاق بالقيم الانسانية المشتركة، فالفطرة الموجود عند الانسان تحثه على القيم الاخلاقية الايجابية، لكن الاخلاق من ناحية دينية تتخطى المصالح الشخصية لتلامس حقوق الاخرين..
فمثلاً، ما الذي سيمنعك من السرقة في حال كنت متأكداً من انك لن تعاقب؟ المانع الوحيد سيكون نظرتك الى الفعل من ناحية حيادية وليس شخصية، ومقارنة الضرر مقابل النفع.. وبصفتك إنسان تنتابه لحظات ضعف عند بروز المصلحة الشخصية فلن تسعفك هذه النظرة الحيادية دائماً، مما سيجرك الى الخوض في عمل غير اخلاقي...

ولقياس الأمر بواقعية أكثر، لنأخذ امثلة حية.
فالقيم الاخلاقية في الشرق -الذي تسيطر على غالبيته النزعة الايمانية- مستشرية اكثر مما في الغرب -الذي تسيره النظرة العلمانية-، فالجيرة والأخوّة والصداقة وحتى المعرفة الشخصية دون علاقة خاصة لها وزن محترم في التصرفات اليومية في الشرق، مما سيدفع بالضرورة الى التساؤل عن العلاقة بالدين..

الاخلاق لا تقاس بافراد في حالة قياسها بحالة اجتماعية كاملة، فأن تفرض نفسك كمثال على شخص ملحد أخلاقي لا يتم اعتباره كقياس عام، لعدة اسباب، منها انك نشأت في بيئة دينية اخلاقية، مما سيؤثر بالضرورة على تصرفاتك المستقبلية..

في أية بيئة في العالم بغض النظر عن الانتماءات الدينية يتم تلقين الاخلاق المشتركة نظرياً، لكن الدين كما ذكرت سابقاً لا يحث على الاخلاق المشتركة فقط، فكون السرقة والاغتصاب والقتل عمل غير اخلاقي هو طرح عام مشترك للجميع حتى للقاتل والسارق...

لكن مكارم الاخلاق كما تسمى هي العامل المؤثر والتي ستساعد على ضبط الاخلاق المشتركة... فمساعدة الغير والكرم واكرام الضيف واحترام الجار والصدق والامانة والتي ترفع من القيم الاخلاقية ستضمن عدم التجاوزات في الاخلاقيات العامة، لأنها تزرع في الفكر أن تلك الاعمال منحطة وتحت خط الminimum، لكن في حال كان هذا الخط يتلخص في الاخلاقيات العامة فعندها ستكون التجاوزات اوسع...

انا مشغول حالياً لذا سأكتفي بهذا القدر وسأتابع معك، (بالمناسبة، فكرة الموضوع مع طريقة الطرح رائعة)..