خلينا شوي من إسرائيل وتركيا وإيران وحزب الله وأمريكا وليبيا ويللي بدك إياه يا رحمة. والممانعة والمبايعة وحيف ويا حيف،

عندك بلد، فيها دولة، وفيها شعب ونظام، هنا تبدأ القصة وهنا تنتهي:

من صاحب السلطان الشرعي في هذه الدولة، هل هو الشعب أم النظام؟
إن كان النظام ليس صاحب السلطان الشرعي، فهل هو ظالم حين يغتصب السلطان من الشعب؟ سواء اغتصب السلطة لايجاد حسابات في بنوك في سويسرا أو لقتال إسرائيل أو ليعمل مشاوي بعد الظهر..
هل تريد أن تنتصر يا رحمة بالظالم على ظالم آخر؟
أليس الارتكان للحاكم الظالم لتلبية مصلحة عامة هو أحد الخلافات الأصولية السياسية بين التشيع بمذاهبه كلها والتسنن التقليدي؟

بالمناسبة، يحضرني مثل في قول الاستنصار بظالمي النظام السوري على ظالمي الصهاينة، "يا طلب الدبس من طيز النمس، كفاك الله شر العسل"

ما هو موقف الثورة السورية من حزب الله؟ هذا سؤال مبكر اليوم، كما قال بشار الأسد إن أردنا أن نصنع ثورة فعلينا أن نعرف أولا ما هي الثورة، وكما قال الأخ العقيد الثائر الثورة هي مرات الثور.
ما هي الثورة فعلا يا رحمة؟ هل تحرك الناس لاستعادة البلد من النظام هو ثورة أم لا؟ أنا أراه أكبر من ثورة، أنا أراه بذور نهضة أيضا، لأن إدراك الناس لحقوقها وطلبها لها هو من أهم أصول النهضات.
هل يحق للناس أن تتحرك لتأخذ المبادرة من النظام المستبد في سوريا؟
هل نحن مع هذه الناس المستضعفة المظلومة أم مع النظام الغاشم المستبد؟ إن كنا لا نعرف من منهما المحق فجدير أن نقف على الحياد.

أخيرا يا رحمة، أنت رجل مؤمن أحسبك، ولا أزكيك على الله، وتعلم أن المصير القادم أهم مما نحن فيه، وأنت مقبل بين يدي رب جبار شديد العقاب لم يبغض شيئا كبغضه للظلم، وجعل مصيرك رهن بلسانك وبنانك، فانظر لسانك يا رحمة، هل سينجيك من النار ويدخلك الجنة؟ هل ترى لله رضا بقولك أعلاه؟ هل ترى أن احجامك عن الأخذ على يد الظالم المجرم سيشفع لك إن كان الثمن هو استعادة فلسطين وانقاذ لبنان من اسرائيل؟

انا شخصيا كفلسطيني لن أطأ أرض فلسطين إن استعادها ظالم مجرم، ولا أقبل أن يعينني على استعادة بلدي من لوث يديه بدماء أبناء بلده واغتصب حقوقهم، هذا على فرض جدلي أنه سيستعيدها، ولن يستعيدها ما بل ماء صوفة وما دام عسيب.