سلطة الخداع

(05-09-2011, 11:13 AM)عاصي كتب:  ..........................

الاخ علي... تقول: "وسيتم وقف كل الفعاليات ضد النظام السورى .."!!
انت هنا كمن يصور الامر وكأن الثورة الشعبية في سوريا موجهة من "السعودية" وان ال800 شهيد الذين قتلهم النظام الاجرامي السوري ضحوا بارواحهم لاجل "ال سعود" ولاجل فتح سفارة اسرائيلية في دمشق!!!

يبدو انك لم تتنبه بعد الى التحولات التي تحدث في المنطقة وان مجريات الامور في الساحات العربية بعد ثورات تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا اختلفت تماما عما كان يحدث في السابق من تحالفات ومكائد ومحاور ومؤامرات بين هذا النظام او ذاك تجاه هذا النظام او غيره...

دعك من التحدث عن شعارات مقاومة وممانعة وما الى ذلك من مصطلحات رنانة فهذه لن تكون مبررا لما يقترفه النظام من قمع واجرام تجاه شعبه...

صدام حسين كان ممانعا هو الاخر بل اتخذ خطوات فعلية لم يجرؤ النظام السوري على الاقدام عليها...ودك اسرائيل بعشرات الصواريخ..ومع هذا لم يسلم من اتهامات استغلال القضية والصراع مع اسرائيل للحصول على الشرعية والتاييد...

وان اردنا ان نستعرض التفاصيل والاحداث السابقة فالنظامين السوري والسعودي كانا حليفين ايضا في كثير من الاوقات ...لا تنس تحالفهما حتى مع امريكا نفسها في حفر الباطن ومشاركتهما سويا في الحرب ضد العراق وما تلا ذلك من تقارب وثيق بينهما...

لن اتطرق لكثير من مواقف النظام السوري السابقة وتحالفاته ومؤامراته ضد المقاومة الفلسطينية والقوى الوطنية اللبنانية في السبعينيات والثمانينيات قبل وجود شيء اسمه حزب الله او حماس اصلا فهذا امر يطول البحث فيه ..
وساترك لك مراجعة هذا الامر لعلك تصل الى حقيقة هذا النظام وسعيه الدائم للحفاظ على وجوده وبقائه كنظام مافيوي لصوصي لا يهمه سوى مصالح اركانه ليس على حساب الشعب السوري وحريته وكرامته فقط بل على حساب شعوب عربية اخرى لم تسلم من مؤامراته وتحالفاته وتواطئه ومجازره وافعاله القبيحةعلى مدى السنوات السابقة...

الزميل علي .. علينا ان نتفق ان ما يجري في سوريا الان ثورة شعبية يقوم بها الشعب السوري ضد نظام دكتاتوري قمعي دموي اجرامي مارس كل انواع القمع والاذلال تجاه شعبه وحانت الفرصة لاسقاطه والتخلص منه .. ولن تشفع له مواقفه التي يتبجح بها الكثير من المدافعين عنه لتبرير او تمرير المجازر والقمع الذي يمارسه تجاه الشعب السوري...

سلمت يمينك..دائم النصح لأمتك متجردا كعهدي بك.
................
أتمنى من الزملاء أن يقرأوا مثل هذه التعليقات بتأن و تفكير .
هل من المعقول أن تكون الأرض السورية محتلة منذ أكثر من 44 سنة و يكون رد الفعل هو الحديث الأجوف عن ممانعة و نعناع ، إذا كنا في مرحلة الممانعة و نبحث عن تنظيمات مثل حزب الله و حماس كي تقاتل عن السوريين ، فمتى بالله ستسترد سوريا أرضها ؟ هذا تهريج و ضحك على الذقون ، إسرائيل ليست بتلك القوة سوى أمام شعب يخونه حكامه و لا يعنيهم في شيء ، لو تحرر الشعب السوري من الطغيان البعثي العلوي فسوف يسترد كل أرضه في أقل من عام .
بقاء الأوضاع كما هي عليه يخدم فقط حكام دمشق ، فتلك هي المنطقة المريحة comfort zone للطغاة . تقسيم عبثي للعرب كممانعين و منبطحين و " مطيزين " و مطلبين ، و خلق جبهة وهمية للمانعة لا هدف لها سوى بقاء الإحتلال البعثي و لا مانع أيضا من الإحتلال الإسرائيلي ،و توالي الصفعات الإسرائيلية على سوريا الدولة ، فما هو العائد من ذلك كله ؟. دور الحكومات ليس تعبئة الشعوب في معارك خاسرة ، بل حل المشاكل و صناعة التنمية و توفير الحريات الأساسية للشعب ، أما بيع الشعارات فتلك تجارة لا تليق سوى بالمتحايلين و زبائنهم من المغفلين .
ليس نادرآ ما فكرت أن النظام السوري هو نظام صناعة إسرائيلية ، فلا يعقل أن تتوافق كل سياسات هذا النظام مع مصالح إسرائيل ،و تتعارض مع مصالح سوريا و لبنان و فلسطين بناءا على الصدفة أو سوء التصرف فقط .
لن أكرر أن من يطلب الدعم من حزب الله و أعضائه للثورة الشعبية السورية واهم و يخدع نفسه ، فأعضاء حزب الله لا يفكرون لأنفسهم بل يجترون نشيد المحفوظات لزعيمهم ، و هذا الزعيم مجرد جندي في الحرس الثوري الإيراني ،و تابع خاضع للولي الفقيه خامنئي ، لا يكف عن تقبيل يده محنيا ،ولا يكف عن مبايعته على الملأ ، فمتى يفيق العرب من سبات القرون عجل الله صحوهم .