أختي هالة،
السلاح ليس وحده وحصرا هو ضامن بقاء الدول وإلا فإن وضع عديد البلدان كان تغير باستمرار.
في مثل وضع الفلسطينيين كل ما يمكن أن يلعبه السلاح في أيديهم من دور هو تطاحنهم في ما بينهم وفرض بعضهم على بعض وضعيات مذلة ومهانة وهو فوق هذا كله الحائل الأبرز بينهم وبين خروجهم من وضع الشعب المحتل وجلوسهم إلى جانب الآخرين بصفة الندية.
عندما تجلس البلدان حول طاولة واحدة لا تكون الترسانة العسكرية في الخلفية وصفة الاستقلال مهما كانت بخلفية عسكرية ضعيفة أو لا خلفية على الإطلاق لا تحول دون أن تكون الدولة مؤثرة بشكل أو بآخر بقدرما تأثير القدرة على ممارسة الحق في أن نكون مستقلي القرار أكبر بكثير.
أعطيك مثالا بسيطا كل البلدان والحكومات العربية تنفق مقدرات شعوبها في شراء أسلحة لا تستخدم أبدا إلا لقمع الشعوب عندما تطالب بحقوقها وقمع الشعوب فقط ورغم ذلك لا يرقى تسلح العرب لمستوى أن يفرض توازنا مع إسرائيل الدولة النووية منذ 1963 ولو جمعوا كل ما لديهم من سلاح.
مثال آخر على نسبية السلاح ومخاطر تملكه وضع لبنان حيث حفنة ميليشيات بذمم مرهونة لقوة إقليمية عجزت عن حسم حرب واقعية مع دولة مجاورة لم تصمد أكثر من 33 يوما في وجه المارينز الآمريكيين وتفرض هذه الميليشيات نفسها معطلا لمصالح أغلبية الشعب بحجة المقاومة والدفاع عن البلد من الخطر الإسرائيلي.
أي منطق هذا الذي تفرض فيه أقلية رأيها على الأغلبية بقوة سلاح صدإ؟
الشعب الفلسطيني اليوم "مسلح" لماذا لا يفرض الاستقلال بقوة السلاح؟
فكرة التشبث بالسلاح حكما في هذه القضية فكرة إسرائيلية وإسرائيل محقة في السعي لبقاء الفكرة راسخة في أذهان وأحلام العرب لأنها صاحبة التفوق العسكري وصاحبة الموقف الضعيف أمام أصحاب الحقوق المشروعة.
أما الفلسطينيون فمصلحتهم التي لا تنفذين لها أنت وكثيرون مثلك هي التمسك بقوة الحق لا بوهم استرداد الحقوق بالقوة.