المتخلفون الوهابيون لا يستطيعون ان يفهموا بان الرسول الاعظم فى عصره قدم فكرا تقدميا انسانيا لا مثيل له فى ذلك الزمان , و لا يستطيعون الفهم بان اقرار الاسلام لبعض المتعارف عليه فى ذلك الزمان انما هو بدافع الردع .
فمثلا
العبيد و الاماء فى الاسلام هو رد على الحالة المتفشية فى ذلك الزمان من ان الاسرى يستعبدوا اى يسخروا فى الخدمة , و هو قانون دولى فى ذلك الزمان لا يستثنى منه احد .
فلا يعقل ان يتم اسر المسلمين و استعبادهم رجالا و نساء , بينما المسلمون يتركون هؤلاء دون رادع , اذا لم يضع الاسلام رادع فهو يشجع الاخرين على استعبادهم للمسلمين .
و بالرغم من ذلك فان الاسلام وضع ضوابط اخلاقية لاستعباد الاسرى و ليس كما يتكلم الحشاش الحوينى , بينما فى جميع بلاد العالم الغير مسلمة لم يكن هناك اى ضابط اخلاقى للتعامل مع هذه الطبقة .
و هناك قبائل رفض الرسول الاعظم استعباد اسراها لانهم لم يفعلوا ذلك مع المسلمين فبادرهم بالمثل و لم يوقع عليهم هذا العقاب اعلانا منه استعداد الاسلام لنبذ هذا العرف الدولى بشرط تقيد الاخرين بذلك لان تقيده من طرف واحد سيكون تشجيعا لاعدائه لزيادة بغيهم .
من هذا المنطلق , فالمسلمون اليوم على اتم الاستعداد للتعاون على تنفيذ حقوق الانسان الدولية و منها رفض الاستعباد و رفض الغزو من الاساس اقتداء بالرسول الاعظم الذى اعلن استعداده للدخول فى اى حلف او معاهدة دولية تحمل مبادئ انسانية فاضلة , اذ انه اعلن بانه لو عاصر حلف الفضول (معاهدة فى مكة لنصرة المظلوم الغريب و مبادئ انسانية عالية) فانه بكل تاكيد كان سيدخل فى هذا الحلف .
فهذا اعلان منه للمسلمين الذين يريدون الاقتداء بسيرته ان يلتزموا باى عهود و مواثيق دولية تحمل مبادئ انسانية راقية .
و لذلك فالمسلمون يتقيدون بهذه المواثيق ليس خوفا من قوة الاخرين كما يدعى البعض , فالمسلمون دائما مستضعفون و لم يكونوا ابدا الطرف الاقوى منذ 1400 سنة , بل لانهم يلتزمون و يتقيدون بسنة الرسول الاعظم الذى امرهم بالدخول فى معاهدات دولية و اقليمية تدعو الى حفظ حقوق الاخرين و الاحترام المتبادل و الرقى الانسانى .