برجع بقول للمرة الألف

فلنفرض عدم الملاخمة أن المعارضة عرصات ومندسين وعملاء وطائفيين وجحاش، أو كما قيل في المسألة الحمارية الشهيرة في الميراث، هب أنهم كانوا حميرا أو حجارة.

هذا لا يعني البتة أن النظام السوري ممانع وآدمي وحباب وعادل يكاد يتفوق على علي أمير المؤمنين نفسه بالعدل.

النظام السوري، بعد تحييدنا للمعارضة والموالاة والملائكة والشياطين، هو نظام ظالم مجرم في رقبته دماء طاهرة، ومسؤول عن إذلال شعب بأكمله، وليس أي شعب.. بل شعب يعد أحد أركان هذه الأمة.

حين يؤيد حسن نصر الله النظام السوري بأي شكل من الأشكال، فهذا عبارة عن ركون إلى اللذين ظلموا، وإن الله الذي نصره عام 2000 وأخرج أمامه صعاليك الأرض المحتلين، لقادر أن يبدل نصره خذلانا، ويجعل عاقبة إمره خسرا، إذ عصى أمره وأطاع الناس وخشيهم ونسي ربهم وخالقهم.

الله العادل قد حرم الظلم حتى على نفسه، ونهى عن نصر الظالم بأي شكل، ونهى عن الركون إليه البتة، ولا يعترف الله بحدود سايكس بيكو ولا يعبؤ بها، لا سيما حين يحاسب الظالمين وأعوانهم، وحين يقرر امرؤ أن يسكن مساكن الذين ظلموا ويصنع صنيعهم أو حتى يرضى به، فهذه مشكلة في دينه خطيرة قد تحبط عمله.

يا علي، قل لنصر الله ومن خلفه من يرسم له أمره، قل لهم، هب أن هذه المعارضة عميلة ومندسة، نحن كسوريين واليوم كلنا سوريين، نريد حلا لإخراج هذا النظام من بين ظهرانينا.

بعدين نكتة الممانعة والصموخ والتفصي شية النظام السوري،
قال عنترة:
العبد لا يحسن الكرّ، بل يحسن الحلاب والصرّ

النظام السوري جعل السوريين عبيدا، فليت شعري كيف يقاتل عبد، ولم يقاتل؟

حين يتحرر السوريون من هذا الاستبداد، تشرق شمس الحرية تلقائيا على فلسطين، ويصير غروب إسرائيل مجرد وقت وثمرة ناضجة تنتظر القطف.

الحشد الطائفي لن يفيد الأقليات مطلقا، والاحتماء بالغرب والمقامرة عليه هو احتماء من الرمضاء بالنار، والركون إلى ظالم محلي هو انتحار محقق. يا علي، إن استعنت فاستعن بالله، وإن سألت فاسأل الله، وإن كان أمر هذا الحزب لا يقوم إلا على يد الظالمين فسحقا له وأبعده الله من ظالم.

وكل هذا زائل، ويبقى العمل الصالح أو السيء، فلينظر امرئ ما قدمت يداه فإن الظلم عاقبته وخيمة.