لو شئنا أن نخرج باستنتاج واحد لا يوجد حوله خلافات كبيرة بين الجميع فهو أن حزب الله غير مؤثر على الأوضاع الداخلية في سوريا ،و من غير المفيد إضاعة الجهد في إدانة الحزب أو تبرئته . لقد دفع السوريون ثمنا باهظا كي يحصلوا على حريتهم ،و عليهم ألا يبددوا جهدهم في قضايا ثانوية تماما . إذا حقق السوريون أهدافهم فسيكون هناك وقت طويل للعتاب و المصالحة مع حزب الله و غيرهم من رفاق "المقاومة" ، أما إذا أجهضت ثورتهم – لا سمح الله – فأي إدانة لحزب الله أو إيران اليوم لن يكون لها معنى .
واجب الشعوب العربية الان كما أراه هو التضامن ، التضامن متجردين من أي دوافع أنانية . ليس المهم الان أن تنضم سوريا إلى تونس و مصر في التخلص من النظام الجائر القائم ،و لكن المهم هو أن تحافظ على تماسكها ووحدتها ،و أن تبقى روح التحرر و الثورة مشتعلة . ليس فقط بالتظاهر تحقق الشعوب إرادتها ،و لكن الشعوب الحرة ستكون قادرة دائما على ابتكار أساليبها الخاصة كي تفرض إرادتها . لو كان هناك درس على السوريين تعلمه من التجربة المصرية ، فهو أهمية إفراز قيادة وطنية تلتف حولها الجماهير ،و تكون قادرة على استلام الحكم بشكل آمن عندما يسقط النظام ،وهو سيسقط حتما و قريبا . هذه القيادة هي أثمن ما يمكن الخروج به الآن ، فغياب مثل هذه القيادة تدفع المصريين إلى الفوضى و إضاعة المنجزات التي حققوها بالدماء خلال فرصة تاريخية نادرة قد لا تعود .