أردوغان طالب الأسد بإصلاحات جذرية ... خلال أسبوعين
دمشـق: إنجـاز قانـون الانتخابات تمهيـداً لحـوار ... وعفو سـياسـي
زياد حيدر
دمشق :
على الرغم من أن الوضع الأمني في سوريا لم يستقر تماما، إلا أنه من المرجح أن تبدأ سلسلة من الخطوات السياسية تأتي ضمن الحزمة الثانية للإصلاح في البلاد، يمكن أن تكون منعطفا على صعيدي ملف المعتقلين السياسيين وملف الحوار الوطني والانتخابات التعددية مستقبلا.
ونقلت
صحيفة «صباح» التركية عن مصادر قولها ان رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان وجه رسالة
قوية للرئيس السوري بشار الأسد، في اتصال اجراه به الجمعة الماضي، بأن فرصته الوحيدة هي
«اتخاذ خطوة سريعة وجذرية نحو الإصلاحات».
واضافت المصادر ان أردوغان قال للأسد «
أنا أعير وضع الشعب السوري الاهتمام تماماً كأي سوري. حان الوقت الآن لاتخاذ خطوات جذرية تفاجئ الجميع»، مضيفا ان «تركيا لن تصمت عن الهجمات التي تستهدف الشعب السوري وطلب من الأسد وضع إطار زمني للإصلاحات». واشارت الى ان الأسد رد بتكرار نيته إجراء الإصلاحات.
وأشارت مصادر دبلوماسية تركية الى انه «كان من الأسهل لو اتخذ الأسد خطوات جذرية لتحقيق الإصلاح في بداية التظاهرات الاحتجاجية»، معتبرة أن «الوضع اليوم بات أصعب بعد مرور أكثر من عشرة أسابيع على بدء التظاهرات».
واعتبرت انه «إذا لم يتخذ الأسد في الأسبوع المقبل أو الأسبوعين المقبلين خطوات لتنفيذ الإصلاحات، فإن التوتر الطائفي سيتصاعد في البلاد وقد يتحول إلى نزاع طائفي وهو أكبر مصدر قلق لأنقرة».
http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=1858&articleId=3149&ChannelId=43750&Author=%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%AF%20%D8%AD%D9%8A%D8%AF%D8%B1
مؤامرة أم فرصة؟
ساطع نور الدين
لأن السياسة ومفرداتها انعدمت في سوريا، وصار القتل والجرح والاعتقال، ومعها التعذيب والتمثيل بالجثث، العنوان الرئيسي الوحيد للازمة، يصبح مؤتمر المعارضة السورية المقرر افتتاحه اليوم في مدينة انطاليا التركية، بمثابة فرصة ثمينة لاحتواء تلك الهستيريا الجماعية المتبادلة بين النظام وبين الشارع، وبلورة نصاب ما للحوار الداخلي السوري المعطل منذ نحو اربعين عاما.
وكما في كل خطوة سياسية مفصلية، كان لاختيار زمان ومكان انعقاد المؤتمر اكثر من دلالة جوهرية، لا تستقيم مع الكلام الساذج عن مؤامرة خارجية على سوريا ونظام الرئيس بشار الاسد، الذي ليس لديه حتى الان من رد عليها سوى استخدام القوة... التي يبدو ان الجهة الرسمية التركية الداعية والمنظمة والممولة لمؤتمر انطاليا تريد تعطيلها، وتوفير بدائل سياسية لها. وهي في ذلك، تخدم النظام وتمنعه من الانتحار قبل ان تخدم الشارع وتحميه من الفراغ والفوضى، وتدعم الاعتقاد السائد بان انقرة، وبرغم الموقف الفظ الصادر عن رئيس حكومتها رجب طيب اردوغان وكبار المسؤولين الاتراك،
هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا تزال تؤمن بأن لدى الاسد فرصة للخروج من الازمة، اذا اعتمد بسرعة خيارا سياسيا صادما.
وعدا عن السعي الى وقف اطلاق النار في شوارع المدن والبلدات السورية، ثمة رغبة تركية في ان يساهم مؤتمر انطاليا في تكريس انقرة كمرجعية رئيسية لطرفي الازمة، وبوابة رئيسية ووحيدة ايضا لأي دور خارجي في انهاء تلك الازمة،
ذات الطابع الداخلي بالنسبة الى الاتراك عموما. وهي حقيقة معترف بها ضمنا من الجميع من دون استثناء، وتشكل خيارا افضل من اي عاصمة عربية او اوروبية بعيدة عن سوريا وحدودها، كان يمكن ان تستضيف المؤتمر وتحوله الى منصة اضافية لاشعال الحرب الاهلية السورية او استدراج التدخل الخارجي في الشأن الداخلي السوري.
وحسبما تردد انقره بشكل يومي تقريبا، فان الوقت ينفد امام النظام والشارع اللذين يتواجهان من دون اي افق لهدنة، وهو يلح على المعارضة لكي تبادر الى التشكل في جبهة وطنية تضم الجميع من دون استثناء سوى للطرفين الاكثر اثارة للجدل او الشبهة، اي النائبين السابقين لرئيس الجمهورية السورية عبد الحليم خدام ورفعت الاسد... وتباشر في وضع تصوراتها للمرحلة المقبلة، التي باتت تقاس بالايام والاسابيع لا بالاشهر، وتضغط على مختلف السوريين لكي يردوا على اسئلة اصلاح النظام واقامة دولة مدنية ديموقراطية، ولكي يحددوا مواعيد وقوانين مقترحة للانتخابات المحلية والنيابية والرئاسية تباعا.
وسم المؤتمر بانه جزء من المؤامرة على سوريا ونظامها، وبان المشاركين مجرد عملاء للاجانب، يضيع الفرصة الوحيدة للخروج من الطريق المسدود امام النظام والشارع،
ويعطل المسعى التركي الدؤوب لخرق الكثير من المحرمات السورية الموروثة من الثمانينيات، واهمها الحوار بين النظام وبين حركة الاخوان المسلمين... ما يمهد للدعوة الى مؤتمرات جديدة للمعارضة السورية في باريس او لندن او بروكسل او واشنطن تعيد الى الاذهان المؤتمرات التي كان ينظمها المعارضون العراقيون قبل غزو العام 2003.