المثير للريبة في بداية تحرك المعارضة السورية هو ان تلجأ بعض اطراف هذه المعارضة (مأمون الحمصي مثالا) على بث شائعات كان واضحا حجم الافتعال فيها وحجم التبني الاعلامي العربي والعالمي لها : من قبيل (حزب الله يرسل ثلاثة الاف من عناصره لقمع الاحتجاجات في درعا واذا لم يسحب نصرالله رجاله سنرسلهم له بالاكفان )
اليس مستغربا ان تلجأ المعارضة السورية الى اتباع اسلوب الحكومات العربية في فبركة الاخبار ؟

من هنا نعلم ان الاتهام (السوريالي) لحزب الله بالتدخل في الشان السوري بالشكل الذي اثاره مأمون الحمصي وعبد الرزاق عيد وعبد الحليم خدام وغيرهم ليس ذاتيا ولا هو من تدبير المعارضة السورية بل (تعليمة) من تدبير نفس المطبخ العربي والدولي الذي اتهم المعارضة البحرانية بالاستعانة بحزب الله
مع التذكير بأن مأمون الحمصي هو نفسه الذي دعى بوش الى التدخل في سوريا سنة 2007 للاطاحة بالنظام
ما يدل على ان الجهة التي ترعى النظام في البحرين وتريد حمايته من مطالب المعارضة رغم سلمية المعارضة في البحرين , هي نفس الجهة التي تدعم المعارضة السورية وتريد لها النجاح في مهمتها التي اصبحت محل جدل داخلي سوري, ويدل ايضا على مستوى التدخل الدولي الواسع في الشان السوري والعربي بشكل عام لان مطلب اتهام حزب الله هو مطلب توظيفي بحت لخدمة هدف استراتيجي لا علاقة له بمطالب الشعب السوري ومطالبه كون حزب الله يشكل عقبة كأداء في تنفيذ مشروع تفتيت المنطقة لصالح اسرائيل
اضافة الى اعترافات اعلاميين وحقوقيين عالميين بوجود أجندات سياسية عند كل قناة فضائية ترتبط بالممولين و المالكين و بارتباطاتهم و توجهاتهم السياسية وعرضت عينات من المواد المفبركة المتعلقة بالوضع السوري التي عممتها وسائل إعلام عربية و أجنبية ومنها تدخل حزب الله عسكريا في الشان السوري وهي مسألة لم تعد خافية بانها ترتبط بالواقع الدولي والاقليمي لاعادة رسم المنطقة وتقسيمها عرقيا وطائفيا
يضاف اليها تصريحات شخصيات معارضة سورية بارزة يسارية وليبرالية كانت قد انسحبت من مؤتمر استنبول الشهر الماضي منهم: الدكتور برهان غليون، هيثم منّاع، عمّار القربي. وهؤلاء اعلنوا أنهم لم ولن يحضروا مؤتمر انطاليا ايضا.
على سبيل الذكر يقول غليون: "الذين يسألونني عن أسباب عدم حضوري مؤتمر انطاليا... اقول انني أتفهم تعطش شباب الثورة الى عنوان سياسي .. لو كان لديّ ثقة ولو قليلة على ان هذا المؤتمر يخدم بالفعل هذه الاسباب..". اما الدواعي بحسب ما ذكرها فهي تختصر كل قول في ماهية ومستوى المؤتمرين في انطاليا التركية. يقول غليون على صفحته في الفايسبوك ان المؤتمر "يجمع بين الكثير ممن يريد ان يستفيد من الثورة ويستغلها لخدمة اجندات خاصة، ومنها اجنبية لسوء الحظ".

والا ما معنى ان يكون رضوان زيادة المعروف بعلاقاته بالموساد الاسرائيلي معارضا سوريا فعالا الى جانب مأمون الحمصي شريك فؤاد السنيورة المالي في مؤتمر انطاليا للمعارضة السورية
او ان تقوم مؤسسة (سيتافي التركية) برعاية المؤتمر وتغطية نفقاته وهي مؤسسة مرتبطة ارتباطا عضويا بمؤسسة ( فريدوم هاوس ) ذراع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في العالم