كان أن طلب مني الزميل علي أن انقل له الصورة عما يجري في سوريا , وأنا هنا لن أتكلم عن الحالة في جميع سوريا ولكن سألتكلم عن الحال كما رأيته وكما سمعته وعن المناطق التي زرتها فقط وهي حلب واللاذقية , فحلب مكان اقامتي واللاذقية لي اقارب فيها ولنبدأ من حلب:

طبعا من أول ما بدأت المظاهرات والأحداث في سوريا كان يعول الغالبية من سكان باقي المحافظات أو بشكل دقيق من تظاهر منهم فقط كانوا يريدون أن يقوم الشعب الحلبي لعدة أمور ومنها:
مركز حلب الاقتصادي الهام فهي قلب الصناعة والتجارة
عدد سكانها الكبير
وجود الأكراد فيها وكانو يعولون عليهم كي يقوموا بالمظاهرات وهذا ما لم يحدث ( أنا كردي بالمناسبة )
هي منطقة حدودية والمدخل الاساس للبضائع من تركيا واوربا .
وجود اطياف كثيرة فيها من مثل:
العرب - الأكراد - التركمان - الأرمن وغيرهم آخرون

في وقت لاحق وعندما لم تقم حلب بدأت المضايقات من باقي المحافظات , أحدهم ممكن اعرفه كان ذاهبا للاذقية فاجبروه على النزول وهددوه إن لم يهتف ضد النظام فإنهم سيضربونه ويكسرونه تكسيرا .
وهناك أحداث أخرى حدثت بحيث تم الاعتداء على بعض الحلبية لأنهم لا يتظاهرون .
لاحقا حاول المعارضون أن يفتعلوا بعض المظاهرات الصغيرة والتي تصدى لها الشعب الحلبي واخمدها أولا بأول , وغالبية الشعب الحلبي حتى الآن يقف ضد المظاهرات فهو يراهن على الاستقرار ولا يريد أن تتحول سوريا إلى عراق آخر , ويمكن القول أن حلب تحولت إلى شوكة في حلق المعارضة وحاولت بشتى الطرق أن تحرك شعبها ولكنها لم تستطع .
بالنسبة للإعلام فالشعب الحلبي يتابع الطرفين ولكن يميل لطرف النظام أكثر من ميله لطرف المعارضة وطبعا هو يرى ما يحدث ولكن اعتقد بأنه يرى أن لا مصلحة لسوريا في حلول نظام آخر مكان النظام الحالي باعتبار أن في هذا مصلحة للغرب وليس مصلحة لنا .

في اللاذقية عندما زرتها من مدة مرتين:
في المرة الأولى تعرفت على اشخاص قالوا لي بأنه تم دفع اموال لهم من أجل التظاهر والقيام بعمليات تخريب وعندما عرضت السلطة العفو عن المشاركين في المظاهرات وعمليات التخريب فذهبوا وسلموا انفسهم وخرجوا مباشرة واستفادوا من تلك المبالغ حتى أن بعضهم استفاد بشكل كبير .
في اللاذقية توجد حساسيات بين السنة والعلوية وهذا شيء معروف ولكن مع هذا هناك تعايش بين الطرفين ولكن هناك من لا يروق له الأمر ويحاول أن يحول الأمر لنزاع طائفي .
في المرة الثانية ذهبت عندما كانت ظاهرة التكبير منتشرة بناء على طلب من يسمى نفسه بالعرعور وسمعت بعضا من طلقات الرصاص.
ولكن غالب من قابلتهم هناك وهم من طوائف مختلفة ليسوا مع اسقاط النظام وهم يخافون بالفعل من تحول لسورية لعراق آخر .
وهناك تتركز معظم الأحداث في المناطق الشعبية كما يحدث في غالبية المحافظات .

ويمكن اختصار الحديث في سوريا كما يلي :
أن ما يحدث في سوريا هو ثورة للطبقة الفقيرة على الغنية ولكن هذه الطبقة الفقيرة تقودها طبقة غنية من الخارج , وبالتالي فهو صراع طبقات غنية يموت خلاله افراد الطبقات الفقيرة لتزيد ثروات وقوة الطبقات الغنية ولكن الغالبية لا تعلم بما يحدث .

بالنسبة لرأي بكل صراحة:
أنا لست مع اسقاط النظام وإن كان لي مآخذ عليه وبنفس الوقت أنا لست من المؤيدين له ولست مع المعارضين فأنا لا أريد أن يتحول بلدي إلى عراق آخر يقتل فيه الشعب السوري بعضه بعضا والمستفيد الأول والأخير هي دول الغرب ودول النفط حيث يتدفق السلاح ويغلى النفط وتزيد سيطرة الدول الغنية على الفقيرة .

أنا مع الاستقرار فقط وعدم موت اشخاص جدد من أجل مصالح الآخرين.