العزيز الجوكر ..

حتى لو ..
هو يعتبر المؤسس ، فقد جمع بين كونه قائد روحي و سياسي و عسكري في نفس الوقت.
أنا هنا اناقش إنجازات محمد بمقاييس عصره ، و لا أناقش عواقبها على عصرنا.

برأيي أن تحطيمه للاصنام لم يكن فقط لأهداف دينية ..... بل لأهداف سياسية ، حيث أقام بذلك نظاما شموليا في الجزيرة العربية و وحد كل القبائل تحت إله واحد و تحت قيادته بصفتع يحمل رسالة من هذا الإله ( الشهادتين تدل على ذلك برايي) .
و انا لا اناقش طريقة قيامه بذلك .... حيث قد أتفق معك في معظم ما تقوله ، و لكني أتكلم عن المحصلة النهائية ، حيث نجح في خلق وحدة سياسية عربية.

أما كونه قائد عسكري ، فهو من كان يعطي الاوامر لخالد بن الوليد و أسامة بن زيد و غيرهم ... قد لا يكون عسكريا بالمعنى التكتيكي ، و لكنه يعتبر بمثابة القائد العام للقوات المسلحة .من جهة اخرى كان يقاتل و كان يقود الغزوات و هذا يجعله قائدا عسكريا ميدانيا و مقاتلا .
ما يميز محمد عن جنكيز خان أو الإسكندر المقدوني أنه اضاف جانبا روحيا لقيادته ..... فلم يكن مجرد قائد سياسي و عسكري ، بل قيادة روحية أيضا.

أما التاريخ بشكل عام فيكتبه المنتصر ............. لذلك تعتبر دراسة التاريخ بشكل موضوعي أمرا في غاية الصعوبة. و لكن حتى ما وردنا عن هذه الحقبة التاريخية فيه تناقضات كثيرة ....
ما اعارضه في موضع التاريخ الإسلامي ... هو الانتقائية التي يتعامل معها بعض المؤرخين الإسلاميين و رجال دين المسلمين في تصويرهم هذا التاريخ للاجيال الجديدة من المسلمين ....
فهم يصورون هذه الحقبة و كانها مثل مدينة إفلاطون الفاضلة ، حياة كلها عدل و انتصارات يقل فيها الفقر و الفساد ... و الصحابة كلهم حلوين و حبابين إلخ !! و كما نرى فإن تعارض قراءة التاريخ هو سبب رئيسي للخلاف العقائدي بين السنة و الشيعة .....