لا أدري لماذا ربط "الناس" أو جمهور النادي بين طرح الزميل ثندر والوحدة؟!
ما يطرحه الزميل ثندر، يطرح سؤالاً أكبر، ماهي الوحدة المنشودة تلك، أي ماهي أهداف هذه الوحدة؟ هل هي مجرد تحقيق لـ"يوتوبيا" توحيد، أم تشكيل وعي جديد، وإنسان جديد، في دولة مواطنة، تؤدي لانتعاش اقتصادي وتحرر سياسي واجتماعي؟
إن كانت من النوع الأول فأنا ضدها تماماً، فأي وحدة منشودة لا تحقق المواطنة للجميع على أسس مدنية ورابط عقد اجتماعي، ويكون الهدف منها تحسين حياة الإنسان (لا الفكرة بحد ذاتها)؛ فــ"بلاها أحسن".
فأنا والشعب لسنا عبيداً للفكرة، بل ننشد الأفضل. ورؤيتي للقومية العربية رؤية براغماتية/واقعية، بمعنى أننا بحاجتها، وليست رغبة عاطفية.
ضمن هذا الإدارك لما هي هذه القومية، فهي لدي تحتوي الأقليات القومية الأخرى وتحترم وجودها، وتؤدي للترويج لديها بحياة أفضل ضمن توحد أو اتحاد لقوى متكاملة تجعلها تعيش بأحسن ما يكون.. وتحافظ بذات الوقت على خصوصياتها القومية.

وإذاً، بناء على ما سبق، وعلى مفهوم الواقعية، والعلمية المنهجية لما يعنيه مفهوم "الوحدة"، فلا يجب أن تتكرر فيه مأساة الهجرات. فالهجرة هي بالبلد ذاته، بل بين الريف والمدينة بمنطقة ما، مؤشر مرض وعلة.
وما تذهب إليه عزيزي "ثندر" هو افتراض لهجرات مأساوية، فرضها واقع ما. وحينها علينا معالجة السبب، لا الخضوع للنتائج.
فبأي بلد مهما كانت قوة بنائه الوطني، إن حدث مثلما تشير إليه من هجرات، يحدث مزيج من فوضى وبلبلة وما لا يحمد عقباه .. فتسمع عن الفلاحين أو "الشوايا" الذين غزو المدينة ... الخ.
أكرر أخيراً إذاً، أن الوحدة أو الاتحاد أو أي شكل من أشكال التضامن الذي أراه، هو للتقدم لا للتأخر والتخلف والهدم. وما اُفترض أعلاه: هدم.
بكل الأحوال إن حدثت كوارث ما بمنطقة ما في هذا العالم العربي الموحد، فكلها بلاد الله، وكلها بلاد لكل المواطنين ويجب التضامن معهم. كما حدث بسوريا إذ استقبلت سوريا شعبياً ومنذ احتلال العراق 2 مليون عراقي. وهذا شيء لو حدث ببلد غربي لقامت الدنيا وما قعدت.
ولكن هذا الأمر يجب أن يكون مرحلي، لا دائم، وتدرس أسبابه، ويمنع الوخيم من عواقبه.

تحياتي