هاهاها، إيه السؤال ده يا "مينا"؟ وعلى أي أساس ووفقاً لأي مقياس تستطيع تحديد "الأفضل"؟ على أساس "القمع الديني"؟ طب كويس، ولكن لماذا استثنيت المسيحيين الذين مارسوا القمع الديني بشكل منهجي في الكثير من تاريخهم؟ (أنا من أصول مسيحية بالمناسبة ) ...

كان اليهود في معظم تاريخهم أقلية مضطهدة، ولكنهم عندما يملكون ويحكمون ويتسلطون فإنهم يقمعون ويكون حكمهم قاسياً جداً على الشعوب المستضعفة. ولعل "الكتاب المقدس" (التوراة) حافل بالشواهد على هذا. ولكن هناك أيضاً فترة حكمهم في "اليمن" (فترة ذي نواس تحديداً) التي كانت ويلاً وثبوراً على معظم من خالفهم العقيدة والمسيحيين منهم بالذات.

المسلمون لم يشذوا عن قاعدة "التسلط" و"التنكيل" بالمخالفين في حالاتهم السيئة، أو في الضغط على الشعوب لنشر الإسلام بين ظهرانيها في حالاتهم الجيدة. ولكن بطشهم، في معظم حالاتهم، كان أقل كثافة من "المسيحيين" أو لنقل الحكام المسيحيين. "فالعهدة العمرية" مثلاً هي "عقد ممتاز" بالنسبة لمفاهيم "البطش الديني" في ذلك الوقت، حتى لو كنا لا نقبلها اليوم ونعتبرها متخلفة عن عصرنا ومفاهيمنا الحديثة.

أخيراً، أعتقد بأن "الديانات الإبراهيمية" الثلاث "ألعن من بعضها البعض" من ناحية البطش والقمع والتنكيل بالآخر المختلف دينياً معها. فكل ديانة من هذه الديانات تحسب أنها "الدين الصحيح" وعلى الناس جميعاً أن يتبعوها. وهذا بحد ذاته ليس مشكلة، ولكن المشكلة تبدأ عندما يحاول بعض أتباع هذه الديانات "تسييس دينهم" وفرضه على الآخرين عنوة وقسرا. عندها يصبح الدين، كل دين، أداة للشر ومنجماً للدماء، لا فرق في هذا بين اليهود والمسيحيين والمسلمين.

واسلم لي
العلماني