إذن فالذين استمروا في اتباع الأوامر القديمة جهلا منهم بالأمر الجديد هؤلاء لهم أجرهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. هذا ينطبق على اليهود والنصارى إن اتبعوا تعاليم التوراة والإنجيل كما هي ولم يعلموا بالرسالة الخاتمة جهلا منهم وليس كفرا بها وعصيانا للرسول فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والصابئون الذين ليس لديهم رسالة سماوية إن اهتدوا بإيمان الفطرة أن للكون خالقا وأن بعد الموت يوم البعث وعملوا الصالحات إيمانا منهم أن الله يجازي في ذلك اليوم من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
قال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ.
هذه الآية صالحة لكل زمان وليس فقط لزمن ما قبل البعثة المحمدية، ولا شك أنه يستثنى منها الذين استيقنوا أن محمدا رسول الله ولم يتبعوه، فهؤلاء كفار لن يقبل منهم إلا الإسلام لأمر الله الذي جاءت به الرسالة الخاتمة .