{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
آراء زملاء لي بالفيسبووك عن الثورة السورية
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #1
آراء زملاء لي بالفيسبووك عن الثورة السورية
شجون .. من زمن الثورات ..


بقلم: يوسف بحصاص

مقالات واراء
شارك

من يتجاهل الأزمة العميقة التي يعيشها بلدنا اليوم ,يحاول أن يغطي الشمس بغربال كبير الفتحات , ويخلق أجواء من الاطمئنان دون الاكتراث بالواقع . بل أكثر من ذلك يحاول أن يخلق واقع مُتخيل يناسب وينسجم مع تصورات البعض الذي يحب أن يعيش كما يهوى ويُخضع الآخر للعيش ضمن هذا الخيال , حتى ينتزع منه أية قدرة حتى على استزراع الأمل أو التوالد .

لقد كان " الرفض " عنوان العقود السابقة , رفض الاعتراف بالمشاعر الإنسانية وتكوين الإنسان الفطري , ونزوعه إلى السير نحو الأفضل , دخلاً , وقيمة , وحرية .. كل ذلك تحت ستار أن الإنسان يمكن أن يكون آلة نديرها كيفما شئنا , فيكون الجميع نسخة واحدة , يحبون ويكرهون ويهللون ويصفقون , كأنهم فرد واحد في أجساد متعددة إلى أن يُقتل في هذا الفرد كل رغباته وتنتهك كل حقوقه.


حدث كل ذلك ونحن على مر السنين وبغفلة منا نتوقف تحت لافتات الشعارات نتلقف الوعود بتخليصنا من الشرور والفاقة , وإيلاجنا إلى مداخل الكرامة والعزة والرفاه . لكننا للأسف سرنا بعكس ذلك فزادت أزماتنا وشحت جيوبنا وفقدنا الرجاء في غد أفضل.



لم تكن تلك الأزمة وليدة الصدفة أو وليدة الساعة . بل نشأت نتيجة تراكمات عديدة استحالت إلى هرم من التجاوزات والأخطاء والمآسي , بدأت برفض الاعتراف بالآخر وإشراكه بالقرار . رفض حتى أن يكون له صوتاً ناقداً أو شاكياً , والتمادي في جعله مسخاً يحاول استكشاف سبيل أهداف لم نعرف حتى الوسائل الصحيحة للوصول إليها .



سار جل دول العالم في طريق واضح المعالم نحو التنمية والديمقراطية وعدالة التوزيع وسُخِّرت الأفكار السياسية كلها لخدمة مواطنيها , بينما نحن غارقون في الاختلاف حول التراث والقومية , وحول تحقيق الأهداف التي دفعنا الكثير في سبيلها دونما جدوى .. الوحدة العربية .. التعاون العربي .... الاشتراكية .. والحرية .. والتصدي للمؤامرات الأزلية ... كلها اندثرت فصارت تلك الدعوات بالنسبة لبعضنا مهزلة ساخرة , وبالنسبة للبعض الآخر سراباً تصيغه مخيلتهم إلى حقيقة .



ليس من الإنصاف والحصافة القول بأن ما ذكر أعلاه من أهداف ومفاهيم ومذاهب لم يكن ذا معنى أو وجود . ولكن المصارحة والموضوعية تقتضي القول أن تطبيقها وترجمتها كان خاطئاً . ذلك أن الأيديولوجيات السياسية التي وصلت إلى الحكم أرادت أن تطبق تلك الأهداف وفق مفهومها الخاص , طالما أنها تملك الصواب المطلق وتوجه كيف يجب أن يسير الآخرون وكيف تجعل حياتهم رفاه ورغدا . لكن الأهداف وللأسف تحولت إلى شعارات منمقة ملونة على اللافتات التي ستزين الساحات التي ستلقى بها الخطب العصماء , دونما الاكتراث بتحقيقها متناسين أن الأهداف الكبيرة لا تحقق بوسائل صغيرة وبمصالح شخصية.



لقد أثبتت العقود الخمسة الماضية عجز رفض الآخر وفشله في بناء قوة اقتصادية وحضارية جديدة , فركبت السلطة السلحفاة في محاولة للحاق بالقطار, وفشلت في استنباط الحلول الناجحة لمشكلات وطننا , وكان الأقرب لبعضها الصياح والعويل والهدم والإقصاء بدلا من المصارحة والمشاركة والتضحية , وأقعدت أزمة الحوار مع الشعب إمكان التطور السلمي , وتم استخدام الموارد في تنمية جيوب فئة قليلة , بدلاً من إنماء حياة المواطن .



إن الآتي من الزمن يجب أن يكون شعاره " القبول " بدلاً من " الرفض " الذي كان شعار الماضي . ويجب أن يكلل هذا القبول بالاعتراف بالتعدد والاختلاف لكل فئات المجتمع , والابتعاد عن النظر إلى الجماهير على أنها قطيع مسلوب الوعي والإرادة يمكن تلقينه بما نشاء . غير قادر على الاجتهاد دون ترويع أو تهويل أو قمع . إن مجتمعنا زاخر بالأقليات والاجتهادات الطائفية , وإصرار السلطة جعل هذا النسيج متماثل وصبه في قالب واحد يعمل تحت أيديولوجياتها ,لن يساهم بما هو مأمول من تغيير وبناء الدولة المدنية الديمقراطية , وهذا القبول يجب أن يصبغ كل نقاشاتنا وحواراتنا بعيداً عن الأيديولوجيات الراسخة التي تغرقنا حتى آذاننا في أفكار بالية ومقولات صدئة , تبرر لنا تحتها الولوغ في الدماء واحتقار القيم الإنسانية, التي أثبتت الأحداث الأخيرة مدى ابتعادنا عنها فعلاً واقترابنا منها تنظيراً وتجميلاً



لا أحد ينكر بأن مرحلة الانتقال تلك هي مرحلة صعبة كالمخاض , وإذا أردنا العبور يجب أن لا ينظر أولو الأمر إليها باستخفاف وهزل . فالمطلوب تحقيق تغييرات جذرية وحقيقية بعيداً عن الوسائل والأساليب القديمة والمتهرئة والتي أوصلتنا إلى تلك الأزمة , فالحوار لن يكون مجدياً في ظل ظروف صعبة لا يمكن أن تتيح له الوصول إلى نتائج إيجابية , والتفاعلات السلبية على الأرض لا يمكن أن تؤسس لحوار ديمقراطي جليَّ الأهداف واضح المعالم . يراد به في النهاية وطنا سليماً معافىً خالياً من كل مورثات الماضي .. وقوياً بكل قيم المدنية المعاصرة والديمقراطية الحقيقية
07-11-2011, 01:35 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
آراء زملاء لي بالفيسبووك عن الثورة السورية - بواسطة بسام الخوري - 07-11-2011, 01:35 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الثورة السورية والصراع السنّي - العلوي / إياد شربجي بسام الخوري 2 719 12-23-2013, 11:28 PM
آخر رد: بسام الخوري
  الثورة السورية the special one 0 859 08-23-2011, 07:55 PM
آخر رد: the special one
  مقالات عن الثورة الليبية بسام الخوري 6 5,307 03-10-2011, 02:42 PM
آخر رد: بسام الخوري
Wink استفزازيات الثورة Blue Diamond 3 1,913 02-11-2011, 11:54 PM
آخر رد: Blue Diamond

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS