الثورة السورية
سوف اكتب بعض الخواطر حول ثورتنا ثورة الكرامة السورية , قد يكون بعضها مكرر او موجود بمنتدى اخر لكنها بحصة واريد بقها .. كمواطن سوري ..
لماذا نريد اسقاط النظام ؟
- لان سوريا محكومة من قبل اجهزة ومخابرات قمعية تعمل وفقا لما يسمى بقانون الطوارىء واللذي يخول رجل الامن استباحة اي شخص باي وقت دون حساب , وقد حدث ان اختفى مئات بل الاف الناس منذ الثمانينات حتى اليوم دون ان يعرف مصيرهم
- لان سوريا تنتهج نظام حكم وراثي يتسربل بعباءة الجمهورية -والحكم الجمهوري منهم براء - فلايوجد جمهورية يورث فيها الحكم وبعدل الدستور وفقا لمقاييس النبي المختار وكـأن ابناء هذا البلد ذي العشرين مليون اصبحوا جميعا مخصيين ولايوجد الا المخلص الاوحد - حيالله واحد من عائلة الاسد - كي يخرجنا من الظلمات الى النور , للعلم فقط كانوا يطبلون لباسل ولما نفق تغيرت الخطة لاخوه بشار واجزم ان حافظ كان مستعدا لان يروث الحكم لمجد (مجد مصاب بالعته المنغولي وفي راية اخرى مختل عقليا ) لو استلزمه الامر ..
- البلد واقتصادها اصبح وقفا للعائلة الكريمة من موانىء الساحل الى نفط الداخل , ومن سياحة الشام الى صناعه حلب وبرز بالسنوات الاخيرة شخص عبقري اسمه رامي مخلوف استطاع بحنكة يحسده عليها بيل جيتس بان يسيطر على كل شاردة وورادة فلا يستطيع اي مستثمر ان يدخل السوق دون ان يمسي على السيد مخلوف واخوته - ابن خاله بشار - و يقدم فروض لهم الطاعه
-لايوجد بسوريا حرية تعبير ولا احزاب معارضة ومايسمى بالجبهة الوطنية التقدمية مجرد ديكور لايسمن ولايغني من جوع , اضف الى ذلك عدم وجود اي منشورات او جرائد تعارض السطلة باي شكل من الاشكال , المعارضة لمن لايعرف تعبر عن حيوية المجتمع وهي شرط اساسي لممارسة الحاكم دوره بشكل طبيعي فغياب المعارضة يسبب ازمة سياسية تتمثل باستفراد نخبة معينة وتفردها بحكم البلد من دون رقيب وهذا يؤدي للفساد و انعدام العدالة الاجتماعية , التاريخ يخبرنا بان كل حكم يقضي على معارضيه يتجه نحو الفساد و الاستبداد
- عقلية الحكم وطريقة تعامل السلطة مع الشعب تشبه العبودية الى حد بعيد , فشعارات عبادة الرئيس القائد وتقديسه توحي بان الشعب مجرد تابع في حين ان الحالة الطبيعية ان يكون الرئيس موظف عند الشعب يؤدي دوره لمدة محددة ثم يفسح المجال لمن ياتي بعده , هذا الكلام يبدو مفروغ منه للوهلة الاولى ولانقاش فيه بكل امم الارض , لكن عندنا لايزال يوجد فئة مقتنعه بشعارات القائد الخالد و سوريا الاسد قد يكون ذلك بسبب سيل الدعاية التي يتعرض لها المواطن السوري منذ سن الطفولة (طلائع البعث - شبيبة الثورة - الطلبه - العمال الخ ..) ورغم بجاحة هذه الدعاية وسطحيتها وحقيقة ان الناس ترددها بالاكراه ولايوج بني ادم سوي ياخذها على محمل الجد لكن يبدو ان الفيروس تمكن من اصابه البعض و خيل لهم ان العجوز وال"العجي " ضرورات و قادة عظماء يتواضع امامهم نابليون ورومل عليهم السلام ..
يقول احد الاصدقاء :
"حين يكون الحوار عن سوريا فان ابسط البديهيات والواضحات ستحتاج لنقاش وجدل"
ببساطة نريد ان نصبح كبقية امم الارض شعب له كرامة
شعب حر يختار ممثليه بحق وليس مجلس المهرجين المسمى مجلس الشعب
نريد عيش كريم من غير ان يسرقنا رامي مخلوف ورفعت الاسد وبقية العصابة وقطاع الطرق
نريد دولة مدنية يحكمها رئيس ومجالس منتخبة بعيد عن سيطرة العسكر اللذين اثبت التاريخ عدم صلاحيتهم حتى لقيادة جنودهم
نريد دولة لاطائفية ولا عرقية تضع مصلحة الوطن اولا وقبل اي اعتبارات خارجية
نريد دولة تعلي من شان الانسان وتدافع عن حقوق المستضعفين وليس " اسد علي وبالحروب نعامة
" نريد دولة تدافع عن كرامة الوطن و ليس " نحتفظ بحق الرد خلال المئتي عام المقبلة
بالنهاية احب ان اشير الى ان اصلاح النظام يمكن حصوله بوجود نظام شرعي انحرف قليلا عن جادة الصواب , اما بحالتنا التعيسة فالنظام غير شرعي و فاسد حتى النخاع فلاجدوى من اصلاح البيت واساساته منخورة , الرئيس اذا كان يعرف بالفاسدين فهو متواطىء وان كان لايعرف فهو جاهل او ضعيف وبالحالتين هو لاشرعي ويجب عزله ..
دكتاتور فاشل
لعل ماتمر به الدول العربية من ثورات وصحوات يشابه الى حد بعيد مامر به جيراننا الاوربيين ابان عصر النهضة وظهور الدول الدول القومية مع بدايات الثورة الصناعيه بالقرنين ال17 وال18 فكانت فرنسا ومن بعدها المملكة المتحدة اول من ركب قطار التحرر الديمقراطي وقد دفعت شعوب تلك الدول اثمانا باهظة للحرية والتي ترافقت مع التحرر من سلطة الكنيسة و كهنة الدين
بعض الدول تحررت وانتكست للدكتاتورية ولكنها حسمت امرها مرة اخيرة وللابد كالمانيا وايطاليا , البعض تاخر لظروف محلية و اقليمية كاسبانيا ودول شرق اوربا (السبعينات والتسعينات على التوالي ) غير ان مايجمع بين كل دكتاتوريات العالم هو عقد اجتماعي غير معلن
بين الحاكم وشعبه : اعطوني السطلة واعطيكم مقابلها شي اخر , فبعض الدول كالاتحاد السوفياتي اعطت شعوبها انتصارات معنوية بالحرب العالمية مثلا و بالمجال العلمي كان السوفييت اول من غزا الفضاء اواخر الخمسينات (مركبة سبوتيك الشهيرة ) وهذه النظرة يمكن تعميمها على كل الدول الشمولية من الصين الى كوبا ,
في الوطن العربي كان عبدالناصر يمني النفس بانتصار معنوي ضد اسرائيل باعتباره ابو الدكتاتوريات العربية و اول من قضى على العمل الديمقراطي والاحزاب السياسية
فبعد نكسة حزيران اراد الرجل ان يستقيل وعاد بعد ضغط الناس -رغم شكي بهذه الرواية - لكنه مات بعدها بقليل كمدا وحسرة
سوريا ابتليت منذ اربعين عام بحكم حزب فاشي هو حزب البعث واللذي انهار بعد سنين قليلة وتحول لواجهة حكم قبلي يقوده ضابط اسمه حافظ واللذي سرعان ماتحول لقائد عظيم و زعيم خالد يتواضع امامه بسمارك و نابليون , هذا الاخير حاول السير بنفس النهج وهو ان يقدم لشعبه انتصارا معنويا بالخارج و بالمقابل يكون له و لعشيرته من بعده حكم مطلق
خاب امل الرجل بحرب ال73 ولم يحرر سوى جزء صغير جدا من الجولان و مهما حولت الماكينة الاعلامية ان تضخم من ذاك الحدث فالكل يعرف ان ماحصل بتشرين هو نكسة اخرى لكن بشيء من الصمود ولولا الاقدار و الظروف الدولية لخسرت سوريا ومصر ما كسبوه اضعاف مضاعفة
المهم يرحل حافظ وياتي ابنه بشار (او العجي كما يحلو للبعض تسميته ) وهنا يستبشر البعض خيرا لكن :عبث فذيل الكلب اعوج
وتستمر الحالة اللاديمقراطية بتعديل بسيط فبدل ان يتوج بشار ملكا بنسبة 99 بالمئة تخفض النسبة الى 96 بالمئة وكانك يابو زيد ماغزيت يضاف الى ذلك اطلاق يد ابناء خالته واقاربه ومعارفه لينهبوا اقتصاد البلد وذلك بقيادة الخبير المالي السيد رامي مخلوف
اللذي يتواضع بيل جيتس صاحب مايكروسوف امام عظمته وذكائه الفطري الموروث
ماللذي فعله السيد بشار خلال ال10 سنين الاخيرة ؟ صفر بكل بساطة : فلاهو حرر الارض المحتلة (مفاوضات او حرب) ولا هو صنع معجرة اقتصادية كان يمني النفس بحصولها على ايدي مخلوفيه ولا صنع تغييرا بالوضع المدني , فالحريات تراجعت للاسوأ
والشباب صاروا متكدسين على ابواب السفارات الامبريالية بالالاف هذا ان لم يستطيعوا الهرب الى دول الخليج الانبطاحية
صراحة كنت اظن ان بشار بقرارة نفسه يعرف انه دكتاتور وشبعه مغصوب على طاعته لكن بعد خطابه الاخير امام مجلس الاراجوزات وضحكاته الصفراوية ايقنت انه مغفل يتلاعب به الاخرون من خلف الستار لكن الاوان قد فات ومن يذق طعم الحرية والكرامة للحظة تصبح افيونا لايمكن الرجوع لماقبله , شكرا لتونس التي اخرجت المارد العربي من حبسه قبل عدة اشهر كان الكلام عن حرية الشعب العربي مجرد احلام تثير السخرية لكنه الان واقع ويجب على الطاغيه التعايش مع هذا الامر وكما يقول الشباب السوري
"بعد اليوم مافي خوف"
لماذا يستمر التظاهر ؟
لان النظام لم يقدم للشعب ما يكفي لارضاء تطلعاته , الغى قانون الطوارىء وزاد القتل اضعافا , اصدر قانون لتنظيم المظاهرات اسوء من عدمه فمن يريد تنظيم مظاهرة واصدار ترخيص يصطدم بجدار البيروقراطية العقيم فتفضلوا واقرأوا نص القانون العظيم
----
: يتعين على من يرغب بتنظيم مظاهرة"
- تشكيل لجنة تقدم طلبا إلى الوزارة يتضمن تاريخ وتوقيت بدء المظاهرة ومكان تجمعها وانطلاقها وخط سيرها وانتهائها وأهدافها وأسبابها والشعارات التي سترفع خلالها وذلك قبل الموعد المحدد للمظاهرة بخمسة أيام على الأقل.
- تقديم تعهد موثق لدى الكاتب بالعدل يتعهد بموجبه بتحمل المسؤولية عن كافة الأضرار التي قد يلحقها المتظاهرون بالأموال والممتلكات العامة أو الخاصة.
- يتعين على الوزارة أن ترد كتابة على الطلب خلال أسبوع من تاريخ استلامه وفي حال عدم الرد يعد ذلك موافقة على الترخيص بتنظيم المظاهرة أما إذا كان القرار بالرفض فينبغي أن يكون معللا.
- يحق للجنة الداعية للمظاهرة أن تطعن بالقرار الصادر بالرفض أمام محكمة القضاء الإداري التي يتعين عليها أن تبت في هذا الطعن خلال مدة أسبوع بقرار مبرم
----
عجبي على هذا القانون وكأن المتظاهرين يريدون نقل رؤوس نووية او انشاء قاعدة صواريخ ! , كل هذه الاجراءات العقيمة وبالنهاية لو رفضت الوزارة فالامر يرد للمحاكم ! يعني قد يحتاج المواطن السوري لاشهر وربما سنوات قبل ان ترخص له الحكومة بمظاهرة
هناك تساؤل مهم : لو المواطن خرج بدون ترخيص هل يتم ضربه بالنار ؟ لان ذلك ماحصل ويحصل كل يوم منذ صدور القانون العظيم
اه نسيت المندسين هم من يطلق النار على المواطنين و على رجال الشرطة و حتى على رجال الجيش ! وبنفس الوقت يتجنبون مسيرات التأييد !
المشكلةهي بكل بساطة ازمة ثقة بين المواطن والحكومة , فمن يسلم اقتصاد البلد لابن خالته - لم تحدث باسوأ المشيخات - فلا يستحق ان يثق به الناس , من يقتل الناس على قارعه الطريق ويمنع وصولهم للمشافي لايستحق ثقة الشعب , ومن يحاصر مدينة كاملة ويمنع عنها الماء والكهرباء وابسط مقومات الحياة بحجة وجود مندسين لايستحق ثقة شعبه بل يجب محاكمته بتهمة الخيانة العظمى
عندي وصفه لهذا النظام وهي ببساطة ان يزيل حاجز الخوف وانعدام الثقة بينه وبين الناس , اجراءات بسيطة من قبيل اطلاق جميع سجناء الرأي ممن اعتقلوا قبل وبعد الثورة ( العدد قد يصل للخمسة الاف سجين سياسي ) , اعتقال رامي مخلوف وتقديمه للعدالة , بدء حوار مع اطياف المعارضة الوطنية والمجمتع المدني , تقديم رئيس الامن السياسي بدرعا-ابن خالة الرئيس هو الاخر ! - و كل من تسبب بسقوط قتلى للمسائلة و تعويض اسر الشهداء والجرحى ..
كل هذه الاجراءات تضمن بقاء الرئيس واشرافه على مرحلة الاصلاح للفترة القادمة وهي تعني اصلاح وترتيب البيت الداخلي بهدوء بدل الطريق الاخر المظلم واللذي يخيف اكثر المتفائلين باوساط المحتجين ..
السؤال المطروح هو : هل يستطيع الرئيس عمل اصلاح حقيقي ؟ بمعنى اخر هل هو مسيطر على تفاصيل المشهد الامني والسياسي داخل سوريا ام ان قادة الاجهزة الامنية و مجلس العائلة هو المسؤل عن كل شاردة وواردة بهذه البلاد ..
.. كل يوم يسقط فيه شهداء يزيد حجم الحنق والكراهية بين الشعب والحكومة
.. كل يوم يتاخر فيه النظام باجراء اصلاحات حقيقية يزيد الضغط على سوريا وعلى اقتصادها- الهش اصلا
.. لا احد يريد جر البلاد للهاوية و كل الشعب يرغب بعيش حياة هادئة و امنة بعيد عن المشاكل و النزاعات
يكفي ما عايشناه من حروب ونزاعات بالخارج والداخل منذ اربعين سنة
.. ويستحق هذا الشعب الصابر استراحة محارب
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 08-23-2011, 08:00 PM بواسطة the special one.)
|