(07-20-2011, 12:52 AM)الجوكر كتب: كان قثم يحاول أن يظهر للعرب بصوره بريئه وناصعة البياض وأنه ذو اخلاق عاليه جدا , فقط ليصل ألى مبتغاه !!
بينما هو في الحقيقه لا يختلف عن أبو جهل بشئ
هذا والله ولي الاخلاق
للأسف المتدينين عامة و المسلمين منهم خاصة هم أكثر أهل الأرض نفاقا و سطحية ..
يعتقدون أن الاخلاق مسألة شكلية مظهرية بلا عمق أو جوهر و لذلك كانوا و لا يزالوا يعتقدون ان كل من يتكلم عن الأخلاق هو شخص أخلاقي و رائع و كأن المسألة بالكلام و التنظير و ليس بالعمل و الإجتهاد.
و مع إن محمد لم يكن يتكلم بصورة جيدة عن الأخلاق فضلا عن أن الظاهر من أخلاقه كان شنيعا إلا أن المسلمين أصروا و لا يزالوا يصرون بالبلطجة على أن محمد جاء ليتمم مكارم الأخلاق فقط لانه قال ذلك.
محمد لم يترك لنا ميراثا فكريا يساهم في حل مشكلة الاخلاق و إنما حلها بالبلطجة : بعض الاوامر و النواهي و من لا يرضخ يعاقب في الدنيا و يحرق في الآخرة فهو لا يخاطب العقل او الضمير في الإنسان و إنما يفزعه و يسلط عليه الناس. و هو لم يترك لنا مثالا يحتذى به من الأخلاق فهو لم يكن زاهدا في أي شيء و لم يحرم نفسه من شيء بل كان يقول أنه لا يصبر على الطعام و النساء. و حين هاجر إلي يثرب و جمع حوله الأنصار ليغيروا على القوافل كان لصا عاديا و قاطع طريق و هذا مؤكد في سيرة محمد و لا أحد ينكره. و حين تزوج من الطفلة عائشة و هي في سن 6 سنوات و حين إغتصب صفية و حين ذبح يهود بني قريظة و حين حرض على قتل إمراة عجوز هي أم قرفة و حين كان يقاتل في معارك لا تهدف إلا للغنائم و الكسب المادي (حتى أن الطمع جعل المسلمين ينهزموا في احد) لم يكن على خلق.
محمد لم يكن يحاول حتى ان يتجمل او ينافق و لأن هذا كان سيرهقه و يفضحه لذلك فكان ينتصر في المعارك ثم يفرض صيته بالقوة المسلحة و التاريخ يكتبه المنتصرون, أليس كذلك ؟
يعني محمد لم يكن أخلاقيا و لم يحاول أن يبدو أخلاقيا و ليس كل من يتكلم في الاخلاق هو شخص أخلاقي ..
الأخلاق عمل و إجتهاد في الأساس و ليست تفكير و قرارات فقط ..
و الفضيلة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة بل هي جوهر لا يرى للإنسان لانك لا يمكن ان تكون مراقبا لصيقا للإنسان مثل ضميره و لذلك فالإنسان وحده هو من يعرف ما إذا كان طيبا أم شريرا, أخلاقيا أم منحلا.
و بالتالي فإن الحكم على اخلاق الناس بالنظر أو بالسمع هو عمل احمق, و الأفضل ان لا ننخدع بالمظاهر و الشكليات لو كانت موجودة أصلا أما لو إحتاج المرء للثقة في أخلاق صاحبه فعليه بإختباره في مواقف لأن المواقف هي التي تكشف أخلاق الناس و ليس شكلهم أو كلامهم.
المسيح مثلا قد يبدو مجنونا أو معتوها و هو يقول " انا هو البداية و النهاية" او يؤكد أنه "ابن الله الحي" و هذا حق لأن كل من يعتقد أنه إله أو ابن إله مكانه الوحيد هو مستشفى المجانين. و لكن مع ذلك ليس مذكورا عنه أنه كان يقتل أو يسرق أو يغتصب أو حتى لا يصبر على الطعام و النساء بل إن القصص في الاناجيل تحكي عن انه لم يتزوج تطبيقا لأفكاره و ربما يكون قد خصى نفسه حتى.
طبعا تلك أخلاق متطرفة و معيوبة و غير عملية التي كان ينادي بها المسيح و لكنها إجتهاد في الفكر الأخلاقي على أي حال و هو لم يحيد عنها بحسب الروايات.
و من أكثر الأشياء التي كانت تعجبني في الموعظة على الجبل هو تأكيد المسيح على المضمون و الجوهر و رفضه القاطع للنفاق و المظهرية الفارغة, ففي متى 6 مثلا :
1- احترزوا من ان تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم و الا فليس لكم اجر عند ابيكم الذي في السماوات.
2- فمتى صنعت صدقة فلا تصوت قدامك بالبوق كما يفعل المراؤون في المجامع و في الازقة لكي يمجدوا من الناس الحق اقول لكم انهم قد استوفوا اجرهم.
3- و اما انت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك.
4- لكي تكون صدقتك في الخفاء فابوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية.
5- و متى صليت فلا تكن كالمرائين فانهم يحبون ان يصلوا قائمين في المجامع و في زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس الحق اقول لكم انهم قد استوفوا اجرهم.
6- و اما انت فمتى صليت فادخل الى مخدعك و اغلق بابك و صل الى ابيك الذي في الخفاء فابوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية.
...........
16- و متى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين فانهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين الحق اقول لكم انهم قد استوفوا اجرهم.
17- و اما انت فمتى صمت فادهن راسك و اغسل وجهك.
18- لكي لا تظهر للناس صائما بل لابيك الذي في الخفاء فابوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية.
بالطبع أنت يمكن أن تلومه في أنه يدعو لأخلاق تعتمد على أساطير مثل : وجود الله و الجنة و الجحيم و البعث بعد الموت .. ألخ
و تستطيع أن تلومه في أنه كان يوهم الناس بوجود أجر للاخلاق و كانهم مجرد عبيد أجراء ينفذون أفكار سيدهم دون وعي أو تدبير ..
و تستطيع ان تلومه على تهديده للناس بالعذاب و صرير الأسنان ..
و تستطيع أن تلومه على التطرف و المغالاة في الأخلاق التي يدعو إليها و تصعيبها على الناس.
تستطيع أن تلومه على أشياء كثيرة و لكنك لن تستطيع ان تلومه على سلوكه كما لن تستطيع أن تلومه على إهتمامه بجوهر الإنسان و إهماله للمظهر الشكلي و لو إنه قد تطرف و غالى في ذلك.
يعني أنا أظن أن التحييد و الإبعاد الكامل للمجتمع في الإشراف على أخلاق الفرد هو ضد الأصل الطبيعي للأخلاق و يترك المرء لضميره فقط دون دعم أو توجيه من المجتمع.
الإعتدال حلو و المسيح كان أبعد ما يكون عن الإعتدال.
لكن على أي حال المسيح قدم لنا إجتهادا في الفكر الأخلاقي و المسيحيين أيضا علمونا كيف أن التطرف في فهم الأخلاق سيجعل الناس تضعها على الرف و تتصرف بدون مرجعية لنرى عصور من الحروب الصليبية و عصور الظلام و محاكم التفتيش بل و الحروب الكثيرة بين الكاثوليك و البروتستانت.
لقد أغرق المسيح في المثالية حتى إبتعد عن الواقع و صارت أخلاقه مستحيلة التطبيق و بالتالي صار المسيحيين إما متطرفين مثل المسيح و إما بلا مرجعية أخلاقية على الإطلاق.
مع ذلك فمن وجهة نظري المتواضعة فإن المسيح من فئة سقراط و بوذا حيث أسهم بفعالية في الفكر الأخلاقي و لو إنه لم يكن مجنونا و متطرفا لكان مساويا في المكانة لبوذا العظيم أو المعلم سقراط.
بل و أظن ان أخلاق المسيح تشبه نظريات ماركس إلي حد كبير فكلاهما فشل في التطبيق بعد أن كان جميل نظريا و من فشلهم تعلمنا كيف يمكن أن يكون النجاح.
لكن قثم خاصتك لا يعتد به أصلا, لا بكلامه و لا بأفعاله ..
كل ود يا عزيزي.