اولا أقول أن الملحدين له حدود يلتزمون فيها، ليست حدودا مشتركة بينهم لكن أظن أن أغلب الملحدين في العالم لا يوافقوا على "زنا المحارم" وهو لا يعني في الغرب الزواج من أمك أو من أختك بل أيضا الزواج من ابنة عمك حتى ولو لم تكن ابنة عم من الدرجة الأولى... من قرأ مثلا مائة عام من العزلة فالرواية في بدايتها النسل يبدأ بزواج شخص من ابنة عمه مخالفا تقاليد المجتمع... يعني بعض ملحدي الغرب ينظرون إلى مسلمو الشرق ويقولون عن نسبة كبيرة من زواجهم أنها "زنا محارم"...

على حد علمي الزواج من الأخت غير مقبول بتاتا في أي مجتمع أعرفه...

لنعد إلى الفيديو، لاحظوا أن:

• الوحيد الذي تكلم عن زواج الأخ من أخته كان المفتي.
  
• أن زوج ندين (أو نادين) المسلمة اسمه وليم.
  
• أنه عندما دافعت عنهم المرأة من الجمهور فقالت أن المسيحية والإسلام يعبدون نفس الإله والاختلاف بينهما هو توقيت نزول وحي كل ديانة. كليشهات تقال عادة لدعم "التعايش" بين الإسلام والمسيحية.
  
• ندين نفسها ليست ملحدة لكنها تعبد الله "بطريقتها الخاصة" كما قالت...
  
• العنوان في أسفل الفيديو كان "وتزوجوا مدنيا".
  
• أنا لاحظت عنوان موقع الكتائب في الفيديو رغم أن الفيديو ليست من قناتهم على يوتيوب مما يعني أن الفيديو "ملطوش" فذهبت إلى موقعهم ووجدت الفيديو الأصلي (يمكن مشاهدته هنا) عنوانه "Mufti el-Mays about civil marriage: I do not belong to this corrupt society - LBC" أي مفتي الميس عن الزواج المدني: لا أنتمي إلى هذا المجتمع الفاسد - LBC".
  
• الجمهور صفق للعروسين ولا أظنه يدعم زواج الأخت من أخيها.
  

برأيي الفيديو هو بين زواج مسلمة من مسيحي زواجا مدنيا، المفتي جن جنونه (أصلا أظن أحضروه إلى الاستوديو عارفين أن ردة فعله فوقع في فخهم)... يجب معرفة أن الزواج المدني في لبنان يعارضه جميع رجال الدين لكن المسيحيون منهم فد يتكلمون عن العلمانية (وبشكل أقل بكثير عن) الزواج المدني لإحراج المسلمين وليس إيمانا في هذه... موقع حزب الكتائب مليء بأخبار يأتي بها "وقال المطران مار بشارة الراعي" يعني لهم رابطة نوعا ما مع الكنيسة المارونية ويتأثرون بما يصدر عن بكركي ولا أظنهم يبادرون لمشروع قانون زواج مدني في لبنان لأن بكركي لن توافق عليه (وهم أيضا يعارضون الزواج المدني لأنهم بصفتهم حزب طائفي محض غير معنيين باختلاط الطوائف ببعضها) لكنهم يتحدثون عن الموضوع لإحراج المسلمين فقط.

ملحوظة: أرى أنني بينما كتبت ردي الطويل قام بعض الإخوة بطرح ما قلته (الأفكار عند بعضها). أريد التعليق عن نقطة قالها طريف سردست عن سفاح المحارم في السعودية، برأيي (ولا أستند هنا على إحصائيات بل على حدسي) الحديث بأغلب الحالات عن اعتداءات جنسية واغتصاب وهي للأسف موجودة أيضا في مجتمعات عربية أكثر انفتاحا من مجتمع "مملكة الرمال الكبرى" (كما كان يقول بن كريشان)... مردها الكبت الجنسي وذكورية المجتمع التي تتيح للرجل أن يفعل ذلك دون محاسبة بل يمنع المجتمع الكلام عن هذه الظاهرة وينكر وجودها أصلا... الفتاة هي ضجية اعتداء في جل هذه الحالات.