تفاجؤ رفيق مثل تفاجؤ النظام نفس تفاجؤ أمريكا وإسرائيل بما يحدث.

البعض لا يستطيع تصديق أن ينتفض السوري بعد أربعين سنة من القمع والإلغاء للشعب، ربما رفيق يقول بذات نفسه، ذات الذي يقوله بشار، مين هذا الشعب، منين طلع، ما سمعت عن الشعب السوري أصلاً غير مصفق، هاي أكيد أمريكا أو إسرائيل أو بندر أو مدري مين.
لكن المفاجأة والحقيقة والتي لا تستسيغها حتى أمريكا وإسرائيا ولا تعرف التعامل معها، هي أنه فعلاً الشباب السوري انتفض .. وانتفض بقوة وبوعي وتنظيم يزداد يوماً بعد يوم.
هنا بالذات أنا نفسي تفاجأت، كنت أكتب قبل الثورة بأنه بكير عسوريا وبدها شي خمس سنين كمان، والزميل أبو نواس المعارض أيضاً توقع حتى ألا يقوم أي صوت معارض ولو بعد خمس سنين لأنه لا وجود لطبقة وسطة.
وكلنا نظرنا وحكينا حكي تبع ناس "هرموا"، ولم يفهموا أن الشعوب تثور، وأنهم ليسوا لعبة كما قال أتباع حزب الله اللبنانيين المتعودين على لعبة اللعب بهم منذ الأزل. ولا يعرفون ما هذه الشعوب التي تقوم وتثور. فهم ربما قرأوا ودرسوا عن شعوب تثور (بما في ذلك حبيبتهم إيران وثورتها). ولكنهم لم يروا أمامهم ثورة حقيقية.
أنا أرى أمامي في الشارع وعند السمان وعند الحلاق، وفي الجامعة وفي الباص وفي المدرسة، شباب ثوري. ناس انتفضت، ولم يعد لها علاقة بالماضي، قطعت شعرة معوية مع الخوف.
لا يوجد مؤامرات، ولا يوجد حسابات ولا يوجد سياسيات غربية، هؤلاء الشباب لا يعرفون شو يعني كردي وشو يعني علوي بكثير من الأحيان، لكنهم يتعلمون يوماً بعد يوم، يتعلمون بشكل سريع جداً، ويعلمونا معنى الثورة.
الزملاء المشككون يششكون لأنهم لا يعرفون الثورات إلا في الكتب، ولا يفقهون معنى الثورة.
هؤلاء الشباب علمونا الثورة بحق، وصرنا نفهم ما قرأناه، غير ما حفظناه.
إن الدنيا كلها لا تستطيع اختراقهم، وكلما زاد في مكان قوة الثورة، زاد الزخم الثوري لها وزاد الاحتياط من المخترقين لها، بشكل لا تستطيعون حتى تخيله، وسيصير بعد حين في مناهج الدراسة التي ستدرس لأبنائكم أو أحفادكم.

تحياتي