اليوم 3 أغسطس 2011 محاكمة حسني مبارك



فتوي الغضب :
ياسم من أكتب .. والليل أمامي كتب مصفوفة
والشعب لا يقرأ ؟ !
فلأكتب :
ضرينا مثلا ما ملكا كان هو الساحر والكاهن .
والغابة طقس جسدي , كانت الغابة فيه
شجرا منتظرا والنوم تاجا من فراء المطر الأخضر
والصيد انفساح الدهشة البكر , وكان الصولجان
قمر العشب ونهر الدم ما بين أقاليم الحواس
أرأيت القمر الأخضر يطفو في الينابيع ؟ رأيت السمك
الوحشي يلتف به , يأكل كم أحشائه , يرتد في
سلمه الهابط للموت بطيئا ؟

أرأيت الملك الكاهن تستعصي عليه لغة السحر ؟
رأيت الجسد الذابل تنشق عليه الغابة – النهر – المطر
فهو في جوع القبيلة
موسم يبدأ , في أرحامها وقت دم يفصل بين الموت والخلق ؟!
وهذي لحظة تنفق الذاكرة الحبلي بها .. والشعب
يرتد إلي حربته يشحذها ,
يرجع للطقس وميثاق الذكورة .

أرأيت الملك الساقط ما بين الحراب
جسدا منفرط السر ؟ رأيت الشعب إذ يغمس
كفيه بعنقود الدم الفاتر أو يغسل أطراف الحراب
خالعا طاعته , متشحا بالرعب والجرأة ؟
كان اليوم من أرغفة الخلق الطقوسي .. وكان الرقص
شعبا طالعا كالنهر , كان الرقص عرشا – صولجانا –
جسدا يولد , وكان الرقص تاجا , والقبيلة
ملكا , والرقص والحربة بهوا للمراسيم
رأيتم ؟!

وأنا أكتب أمثالا :
أري في جسد الشعب الينابيع العميقة
ملئت بالسمك الوحشي , والنهر الذي يفجأ بالبرق ,
أري وجه القمر
بازغا في أفق الجوع – الدم – الرقص – الحراب
( أسمعتم صوته في الجسد الذابل يبكي ويغني ؟ )
فاخرجوا .. هذا هو البرزخ .. هذان هما النهران
فارموا عن يدين .. اقتتلوا
فالدم القادم أرض , مهرة الحلم ..
سمعتم ؟!

الشاعر الراحل : محمد عفيفي مطر
قصيدة وشم النهر علي خرائط الجسد " الوشم الثالث "
من ديوان " والنهر يلبس الأقنعة "

كوكو