الرد على: هل المشاركة بالثورة واجب
حسنا
منذ مدة كنت عند أحدهم ممن يدمن على مشاهدة قنوات الجزيرة والعربية واورينت وبردى ووصال ( 24 ساعة على 24 ساعة ) وهو من المنظرين فقط ( أي أنه مع الثورة ويؤيدها ولكنه لم يفعل أي شيء فعلي لها حتى الآن ) المهم عنده هو أنه مع الثورة وضد النظام , وكانت هناك مشاهد على الجزيرة عن حماة , فمن حديث إلى حديث قلت له :
لماذا يجب أن أقوم من أجل حماة ؟
فقال مستهزأ : نعم لماذا يجب أن نقوم فليموتوا ونحن يجب أن نتفرج عليهم .
فقلت له : وهل قال لهم أحد أو اجبرهم على الخروج ؟
فقال لا
فقلت إذا كل شخص أو جماعة مسؤولة عن عملها ومن يريد الخروج ويعرف أنه من الممكن أن يموت فهذا هو شأنه وأنا لا علاقة لي بإرادته للموت أو بأهدافه الساسية أو الثورية .
فقال: هؤلاء يقومون من أجلنا ومن أجل انشاء دولة ديمقراطية وأنت تتعرض للظلم كذلك فهل أنت متقبل لهذا الوضع.
فقلت له : عدم تقبلي للوضع لا يعني بأنه يجب علي أن افعل مثل الغير أو أن اؤمن بأهداف الغير أو أن اخرج لمجرد الخروج من أجل أن اكسب صفة الوطنية , فالوطنية لا تكتسب اكتسابا ولا توزع توزيعا كصكوك الغفران , الوطنية هي شيء خاص بالشخص نفسه ولا يجوز نزعها منه لمجرد أنه لم يؤمن بأهداف إنسان آخر , ومن ثم قلت له أنا حاليا لا يوجد شيء يدفعني للخروج فأنا لا اؤمن بالثورات أصلا ولا اؤمن بالغوغائية ولا القتل ولا استخدام العنف ولا غيره وكذلك فكل إنسان يخرج من أجل نفسه وليس من أجل غيره ولسنا في زمن الصحابة حيث يضحي المرء من أجل غيره , فالإنسان المظلوم أو صاحب الطموح أو المؤدلج لهدف ما هو الذي يقوم أما الطرف الآخر فلماذا يقوم , بالمختصر قلت له أن ما يحدث ما هو إلا ثورة اقتصادية بحتة , فلو كان البشر ينالون حقوقهم المادية كما في الغرب لما وجدت أحدا يقوم ولا حتى بصرخة , فالثورات دائما تبدأ لاسباب اقتصادية ومعيسية , ولا توجد ثورة في العالم بدأت لاسباب انسانية .
ومن ثم حدثني عن دولة المؤسسات والديمقراطية , وأن الهدف من الثورة هو الوصول إلى دولة مؤسسات يحاسب فيها الصغير والكبير , فقلت له حسنا هذا جيد , ولكن من سيضمن أن سوريا ستتحول إلى دولة ديمقراطية ودولة مؤسسات , فقبل أن نقوم بالثورة يجب أن نقوم بتأسيس شعب يؤمن بالديمقراطية .
ومن قلت له لا توجد ديمقراطية كاملة في العالم فلماذا أخرج واموت من أجل أن ينال غيري المكتسبات لاحقا , نعم أنا مستعد للموت إذا كان هناك حقا شيء يلوح بالأفق على أننا سنتجه إلى دولة ديمقراطية حقيقية , ولكنني لست مستعدا للمخاطرة أو حتى الفناء من أجل اهداف بشر لم أعرف لهم هدفا واضحا حتى الآن , والحسرة على الشعب دائما فهو يموت كي ينال الاغنياء المكتسبات , ومن سيصل للسلطة دائما وابدا هم الاغنياء فلماذا نموت من اجلهم .
وقلت له إن كنت مع الثورة قلبا حيث ارى الموتى والانتهاكات ضد الشعب فإنني لا استطيع أن اكون معهم عقلا , فأنا لا اؤمن لا بالثورات ولا بلغة الدم فإذا رأيت أحدهم قد مات فهل هذا يعني أنه من الواجب علي أن أخرج واموت من أجله , فهو في الاصل لم يمت من أجلي بل من أجل نفسه فأنا ليس علي أي التزامات نحو أي شخص , ولكن هذا لا يعني بأننا لا نحزن لما يحدث .
قلت له في النهاية :
لن أقوم ولن اشارك بأي ثورة , فأنا ضد الثورات والصراخ والغوغائية والعنف والقتل , ولن أخالف نفسي واشارك , ولو كنت من أشد الناس فقرا وظلما وكل عائلتي تعرضت للظلم فأنا لن أشارك ليس خوفا ولا جبنا , ولكن صوت العقل عندي أهم من ألف صوت للثأر والعنف والمصلحة الفردية .
الثورات قد تتجه بالدول إلى ظروف أفضل أو أسوأ , ولكن تبقى كلمة ثورة عندي تعني لي الغضب والحقد والأخذ بالثأر وأنا للأسف لا أعرف التعامل بهذه المفردات فمن الافضل أن اكون بعيدا .
ومن ثم فهناك شيء دائما ما اقوله :
نحن العرب لسنا شاطرين سوى على انفسنا , فقط نحن ابطال ووطنيون وانسانيون عندما يكون الطرف الآخر من نفس بلدنا , ولكننا جبناء وخونة وانبطاحيون عندما يكون الطرف الآخر اجنبيا أو لا يمت لنا بصلة .
ابطال ضد انفسنا ولسنا ابطال ضد امبراطوريات الظلم العالمية من مثل امريكا وروسيا والصين واوربا , إن التحرر من القطط لا تعنى النهاية , فهناك النمور والاسود والافاعي تنتظركم في الخارج .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 08-03-2011, 03:44 PM بواسطة مسلم.)
|