(08-07-2011, 01:06 AM)مسلم كتب: فانظروا كيف أن احدهم يستضرد البشر ويقول لهم بأن الحكومات ستعمل استفتاء لأخذ ارائهم حول المواضيع الحساسة.
( يحق لهم استضراد البشر ولا يحق لنا أن نتسائل عن مستقبل هذا البلد عندما تستلمها فئة تستضرد شعبها مثلها مثل غيرها )
لأ مو مثلها مثل غيرها لأنها ستكون منتخبة من الشعب .. هذا ما قلناه .
أنت لا تفهم شيئ في الديمقراطية .. في النظام الديمقراطي يستفتى الشعب عبر صندوق الاقتراع أولاً بممثليه و هم من يقرر سياسات الدولة بالانسجام مع البرنامج الانتخابي المعلن لهذه القوى .. و يعاد الاحتكام إلى صندوق الاقتراع دورياً في موعد منصوص عليه دستورياً . و يمكن استفتاء الشعب بين الحين و الحين على أمور ترى الحكومة المنتخبة ضرورة في ذلك كالتعديلات الدستورية أو ما شابه .
ما لا تفهمه أو ربما لا تعرفه أن الناخب الأمريكي نفسه أعاد تجديد الثقة للرئيس الأمريكي جورج بوش بعد حربه على العراق .. هذا يعني أن الرئيس الأمريكي لم يضرب بعرض الحائط إرادة أكثرية الشعب الأمريكي و لم يتخوزق الشعب كما تقول .!
أنت تفترض مثلاً أن الآلاف يختفون في الغرب بظروف غامضة أو لأنهم يعارضون دون أن تقدم أي دليل على ذلك .
لماذا يروقك التنظير المؤامراتي و الابتعاد عن الحيثيات و الوقائع .. و اصدار تلك الأحكام القيمية الأخلاقية التي تطفح بها ردودك من قبيل , العهر , الشرف , الشجاعة , الاخلاق , الضمير , أخيراً الاستضطراد .!
هذا غير الهواجس و المخاوف و المحاذير التي تنفخها كمصاب يعاني من برانويا من العالم الذي يرى فيه وحشاً مخيفاً يريد التهامه بلقمة واحدة .. و كأننا نعيش في فردوس بشار و المدينة الفاضلة .
أما زيادة البيع فسؤالك على العلاقة بأمريكا و اسرائيل .. فأنت لم تفهم أن مشكلتنا هي جعجعة النظام و تلطيه بحجج و مشروعية "الممانعة" لقمع شعبه و وصم أي حراك جماهيري شعبي معارض على انه تريتب لمؤامرة كونية من نسج الأعداء .و هذا ليس بجديد بل دأب كل الأنظمة القمعية الديكتاتورية في العالم عندما تكون في مواجهة الشعب المعارض بعد كسره للخوف الذي زرعته فيه ماكينتها القميعة بالسنوات العجاف .
بختصار ;المعارضة لا تجعجع و لا تريد المزايدة بقدر ما تريد فضح و تعرية هذه الجعجعة و ممارساتها و فضحها بالوقائع .
إذا فهم البعض هذه التعرية على انها مزايدة او جعجعة أخرى فهذه مشكلته و ليست مشكلة المعارضة .
للأسف مشكلتنا مع الزميل أنه لا يستوعب أو لا يفهم أو لا يريد أن يفهم .. و مع ذلك يريد أن يستذكي و يدعي الحياد رغم أن موقفه المتحفز لمعارضة كل من يعارض النظام و للتشكيك بالثورة ماضياً و حاضراً و مستقبلاً .. هو عملياً و بحد ذاته اصطفاف بخندق النظام , ذلك أن الدفاع عن النظام من داخل النظام يجعل هذا المدافع في موقع ضعيف جداً أمام اتهامات "تبرير الجرائم" التي ستنهال عليه ..ناهيك عن المصداقية الني تكون عادة أكبر عند الطرف المحايد .
لم نسمع أو نرى له رأياً واضحاً بمجزرة ارتكبها النظام و لا حتى إدانة أو تسميه المجرمين باسمائهم .. ليس لديه إلا التشكيك في الثورة و أعداد من يخرج فيها و ما يذكره الإعلام (و كأن هذه مشكلتنا و ليس القمع و قتل العشرات كل جمعة) عدا عن طرح الأسئلة التعجيزية التشكيكية بمن يقف خلفها و ماذا ستفعل في المستقبل ..الخ
لم يزعجه أو يؤلمه قتل و تعذيب حمزة الخطيب الذي هز ضمير العالم بقدر ما أزعجه إدانة العاهرة -كما وصفها- هيلاري كلينتون لتعذيبه و تعاطفها مع ذويه .! ياااه فجأة تذكر أطفال العراق و أفغانستان و فلسطين و تذكر أن هيلاري كلينتون تلك العاهرة لا يحق لها الكلام عن ذلك بسبب معاييرها المزدوجة و سياسة الكيل بمكياليين .. بمعياره الأخلاقي المشكلة ليست بقتل و تعذيب حمزة الخطيب بل باستغلال المأساة سياسياً .!
لكنه بشكل عام -كأي بوق من أبواق النظام- ضد الجرائم جميعاً و ضد القمع و ضد القتل و التعذيب .
و أخيراً يخرج بنتيجة عامة -للفوز بالضربة القاضية- على النحو الآتي : لستم أفضل من النظام الذي تعارضونه أنتم لا تقبلون الآراء كما يفعل النظام.. الشعب لن يصدقكم (يقصد الأغلبية الصامتة المرعوبة) حتى و إن ضحكتم على جزء منه (يقصد من تظاهر ضد النظام) ...!
و ما أن تضع له المعايير و المفاهيم و القواعد الديمقراطية لإعادة الحوار و تصويبه إلى نصابه الموضوعي حتى ينقلب على عقبيه ليفلسف كلامه بجملتين تلاتة.. بما معناه : لا يوجد ديمقراطية في العالم كاملة فلماذا تضحكون علينا بهذه الديمقراطية .. الديمقراطية عرجاء و خرقاء و بكماء و صماء مثل أي فتاة ليل تزين نفسها لستر قبحها الداخلي لإضفاء الصبغة القيمية الاخلاقية .
ضرورية هي الفلسفة القيمية الاخلاقية لأن موقفه في حقيقة الأمر في أسفل درجات السلم الأخلاقي بل في الحضيض أخلاقياً .
و أما عن الحياد الذي يزعمه لنفسه فهو حياد على الحياد و جل كلامه ليس علينا بجديد بقدر ما هو إجترار لما يسمعه و نسمعه من أبواق النظام . و لكي يقوي موقفه و يحصن نفسه من هذه التهمة -يعني أن يكون بوق- يلبس عباءة المحايد و بيسمل ردوده بما يزعمه عن نفسه من "حياد" .
على فكرة أكثر أبواق النظام تعنتاً كشريف شحادة و بسام أبو عبد الله و طالب ابراهيم و احمد(مدري ابراهيم) صوان و أحمد الحاج علي و غيرهم , يتحدثون على أساس أنهم لا يمثلون النظام بل يمثلون أنفسهم فقط و الرأي العام في سوريا و ذلك في محاولة يائسة منهم لجعل كلامهم أكثر قبولاً .
باختصار أدق هذا ما يفعل الزميل "المحايد" (بغير حياد) مسلم (المسلم بغير اسلام) .!