فى العقدين الاخيرين عدا انهيار الاتحاد السوفييتى وانتهاء الحرب الباردة التى اتاحت لدول العالم الثالث بعض القدرة على المناورة والظهور بمظهر استقلالى لحد ما ظهرت عملية جديدة غير مسبوقة فى اتساعها وهى ظاهرة العولمة التى سمحت بتحرك المعلومات والاموال والثقافات والافراد بطريقة لم تكن بهذا الحجم ابدا وحولت العالم لقرية صغيرة متشابكة جدا كل هذا افضى لوضعين جديدين

الاول تراجع سيادة الدولة على مواطنيها بالمعنى المطلق كالذى كان سابقا ( يعنى ان يمسح النظام مدينة كحماة ولا مين سمع ولا مين ديرى) الان ما هو متاح للدولة فعله تجاه مواطنيها اصبح محدودوا واى تجاوز للحد المسموح يعنى تغيير نظام هذه الدولة و لو بالقوة

الثانى الثورة المعلوماتية والتى جعلت سيطرة الحكومات ايضا محدودة و تلاشى ما كان يسمى بالسيادة الاعلامية عدا ان هذه الثورة فى التواصل سريعة وتتم خلال ثوانى فانها تجاوزت الصيغ القديمة للحراك الاجتماعى والذى كان يتطلب معارضة محددة للنظام وبعنوان حزبى واضح الان لم يعد الناس بحاجة لاحزاب سياسية تقودهم للثورة صار بامكانهم تنظيم انفسهم بدون اجزاب .. هذا الدرس الاهم فى ثورات العرب الحالية .. حتى ان مجموعات كثيرة فى العالم بدات تفكر بتبنى هذا النموذج العربى كاداة عمل تتجاوز الاحزاب واول من فعلها و قام بتقليدنا هو عدونا اسرائيل


كل ما كتبته اعلاه كان لاوضح ان النظام السورى من المفترض ان يكون وصل لحالة فقدان الامل فليس بامكانه ايقاف ناس لم يعودوا خائفين ويشعروا بالقرف منه منذ عقود وليس بامكانه استخدام القوة كما يريد ضدهم فلو زاد جرعة القوة سيتم اسقاطه فورا بالقوة ( وهذا ليس مخطط اميركى بالمناسبة ... هذه هى ببساطة شروط العمل القائمة )