(08-05-2011, 04:23 PM)عبدالله بن محمد بن ابراهيم كتب:  

(08-04-2011, 09:29 AM)نبيل حاجي نائف كتب:  ما رأيكم بهذا ؟
و يجب ملاحظة أن هناك فرق بين الخلق والصنع , فالخلق هو الإيجاد من العدم , أما الصنع فهو تكوين الشيء أو البنية من بنيات أو عناصر موجودة قبلها .

مرحبا اخ نبيل,
اذا كان الامر كما ذكرت فما هو تفسيرك للآية الكريمة" تبارك الله احسن الخالقين"؟ هل هناك خالقون يخلقون شيئا من العدم غير الله؟اذا كان الامر كذلك فهل هذا يعني ان هناك آلهة صغيرة غير الله؟ ام انه ليس هناك خالقين آخرين و بالتالي فان الله يكذب علينا في هذه الآية او انه لم يعرف معنى كلمة خالقين؟
كل احترام.

الاية "تبارك الله احسن الخالقين" تتضمن عدة اخطاء منطقية، وبالتالي لايمكن ان تكون جزء من برهان عقلي عدا عن ان تكون صادرة عن إله كامل وعاقل ويتوجه في خطابه للعقل البشري

1- من جهة الخلق من عدم مستحيل حتى بالنسبة لاله، انها استحالة منطقية، على الاقل لان وجود الله ينفي وجود العدم إذ لايمكن اجتماع الله والعدم في ذات الوقت. وإذا انتفى وجود العدم انتفت القدرة على الخلق منه.
والقول بإمكان الخلق من عدم يجب ان يكون على عمومه، وبالتالي يجب ان يحدث ليس فقط حتى بدون وجود خالق، وانما بدون وجود خالق تحديدا، من جهة لان الخلق من عدم حسب الشرط ومن جهة اخرى لان وجود الخالق هو انتهاك للشرط الذي يقول ان الخلق من العدم (وهذا من مضمون موضوع زميلنا نبيل)

2- في قول " تبارك الله احسن الخالقين" مقارنة، وهذه المقارنة يجب بالضرورة ان تكون بين نفس النوع، وبالتالي تفترض وجود عدة آلهة خالقة والله الاحسن بينهم. غير ان مثل هذا الافتراض يتناقض مع التوحيد الذي يطالب به الاسلام.
البعض يحاول الخروج من هذه المعضلة بالقول ان المقارنة بين مايخلقه الله ومايخلقه الانسان، غير ان ذلك عذر اقبح من ذنب، إذ يجري مقارنة الله بمخلوقاته وهذه اهانة للذات العليا وليست مخرج. لايجوز مقارنة الادنى بالاعلى مثل عدم جواز مقارنة الانسان بالنملة، او حتى الاستاذ بطالبه الا من باب الاهانة. عدا عن ان القرآن نفسه يشير الى ان المقارنة بين الالهة يقول: " آتدعون بعل وتذرون احسن الخالقين" (الصافات 125)


3- الاية اعلاه تفترض ان الالهة غير كاملة إذ يمكن ان يصدر عنها النقص، فالحسن ليس كالاحسن، ومن هنا إمكانية المقارنة بين نتائج اعمالها، وهذا يفتح الباب للطعن بمدى حسن الخلق حقيقة، طالما انه يوجد حسن واحسن، إذ مجرد الاعتراف بوجود الحسن والاحسن وإمكانية المقارنة في اعمال الاله ومن بينها الله يعني ان القمة لايمكن بلوغها، ومن هنا إمكانية وجود المنافسة التي تتطلب المقارنة، وهذا تشكيك بقدرة الالهة على الوصول الى الكمال وانتهاك للكمال الالهي على عمومه.

وتعابير المقارنة التي جاءت في القرآن كثيرة ومنها "فتبارك الله احسن الخالقين" والاكرم " اقرآ وربك الاكرم " ويقول (وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين (29) و الله الاكبر
وجاء في شعر أوس بن حجر:
وباللات والعزى ومن دان دينها وبالله، إن الله منهن أكبر

4- ماذا تعني كلمة " تبارك" موجهة لله من الله نفسه؟