الناتو يعكف على اعداد خطة عملية عسكرية في سوريا
اعرب دميتري روغوزين، مندوب روسيا الدائم لدى حلف شمال الاطلسي، عن اعتقاده بان الحلف يعكف على اعداد خطة للقيام بعملية عسكرية ضد سورية. جاء ذلك في مقابلة اجرتها معه صحيفة "ايزفيستيا" عشية اصدار مجلس الامن الدولي بيانه الرئاسي بصدد سورية في 3 اغسطس/آب، ونشرت الصحيفة تفاصيلها اليوم 5 اغسطس.
س: اعلن اندريس فوغ راسموسين، سكرتير عام الناتو، انه "لم تنشأ في سورية بعد الظروف ليبدأ الناتو عملية عسكرية"، فما معنى هذا؟
يعني انه يجري التخطيط للعملية. ومن شأن هذه العملية أن تكون نهاية منطقية للعمليات العسكرية والاعلامية، التى قامت بها بعض الدول الغربية في شمال افريقيا. وخاصة هناك، حيث تمسك القيادة نخبة لا تتطابق وجهات نظرها مع تصورات الغرب. ففي قطر، حيث توجد قواعد امريكية، على سبيل المثال، لن تحدث مثل هذه التطورات.
ولم يستبعد ابدا التدخل العسكري الانكلوسكسوني في سورية. ولكن روسيا بتوقعها ان التطورات اللاحقة هناك ستشهد قراءة خاطئة لقرار مجلس الامن الدولي (المتشدد في حالة تبنيه) كما في حالة ليبيا، ستعيق تطور الاحداث باستخدام القوة.
س: يرى الخبراء ان سورية ومن ثم اليمن تشكلان المرحلة الاخيرة قبل ايران. فما مدى صحة هذا؟
اخذ الطوق حول ايران يضيق. ويجري التخطيط لعملية عسكرية ضد طهران. وشن حرب واسعة الابعاد في هذه المنطقة الكبيرة لا يروق لنا ابدا. وستكون العواقب بالنسبة لاوروبا وخيمة، وهناك الكثيرون يستوعبون هذا.
س: لأي عدد من الجبهات تكفي قوى الناتو؟ فهو يشارك في عدة نزاعات.
تفترض استراتيجية الناتو امكانية شن حربين كبيرتين ضد دول من المستوى العالي والمتوسط. ويجري وقف الحرب في افغانستان بهدوء دون اي نتائج ملموسة. والاروبيون يفرون من هناك. كما عرضت العملية في ليبيا ان عددا من حلفاء الولايات المتحدة الهامين، مثل النرويج وايطاليا، يعتزمون انهاء مشاركتهم.
ولا يمكن القول انه تتوفر لدى اوروبا موارد اضافية معينة ( سياسية وعسكرية ومادية وبشرية) لشن الحروب. ولا تود اوروبا شن حروب. باستثناء بعض البلدان مثل فرنسا، التي تحاول قيادتها حل مهمات اخرى ـ السياسية الداخلية او الحملة الانتخابية، من خلال المشاركة في الحروب.
وامريكا التي تسدد 75 % من ميزانية الحلف، من المستبعد ان تتحمل المشاركة في حل كافة نزاعات الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وكيف سيبدو هذا اذا علمنا ان رئيس البيت الابيض الحالي حائز جائزة نوبل للسلام؟
س: لماذا يسارع الاتحاد الاوروبي في السير في مقدمة الركب في قضية فرض عقوبات ضد سورية، ويبدي نشاطا ملموسا في مجلس الامن؟
ماذا نقصد بالركب؟ اذا كنا نقصد الامم المتحدة، فانها المنظمة الوحيدة التي من حقها البت في قضايا الحرب والسلام. وفيما يتعلق بالاتحاد الاوروبي، فانه يحاول في كل مرة، اثبات انه ليس ضعيفا، ولديه قدراته الحربية. وهذا ليس صحيحا على الاطلاق. فحلف شمال الاطلسي اثبت حاليا، انه اداة الغرب الحربية دون بديل. ولكن المفوضية الاوروبية لا تتفق مع هذا كما يبدو.
http://arabic.rt.com/news_all_news/analytics/68467