للأسف فكلام لواء الدعوة، وإن كان عن طيب نية فهو يصطدم بوقائع كثيرة ومهمة وعلى المستوى الفكري قبل العملي، شخصها جيداً وبشكل ممتاز الزميل العزيز "طريف سردست".
فالنداء التقويمي لا يمكنه أن يتوجه لمفاهيم (كالثورة) بل لجهات محددة وواضحة، قد يكون هذا النداء موجه لجزء من المعارضة المقربة من فكر الزميل (وهي الأخوان المسلمون) ولكن الأخوان لا يتحكمون بالأرض، لا هم ولا غيرهم من المعارضات التقليدية.
ويمكن التأكيد أنه حتى المعارضة التقليدية الداخلية لا تستطيع إلا الانجرار وراء الثورة التي تنتظم شيئاً فشيئاً. والتي هي تعريفاً (أي الثورة) فعل تخريب وهدم للبنى الموجودة لاستبدالها لاحقاً ببنى تعبر عن نبض هذه الثورة، وليست فعل معارضة تقليدي.
برأيي يكمن الخلل لدى الكثيرين من الزملاء هنا، برغم تنظيرهم الثوري أنهم لم يروا ثورة بحياتهم ولا يعرفون معنى الثورة، ويخلطون بينها وبين الانتقالات السلمية للأنظمة (الثورات البيضاء) والتي تأتي بفعل التغيرات التدريجية (كما حدث في إنكلترا). بينما تحتاج الأنظمة المتحجرة التسلطية والفائقة التحجر إلى عنف ثوري لهدم بنيانها (كالحالة الفرنسية).
نحن في سوريا كما كان الحال في تونس ومصر وليبيا واليمن أمام النموذج الفرنسي، بينما تستطيع بلاد كالمغرب التنعم بميزات النموذج الإنكليزي.

خالص التحيات.