شهد طريق كربلاء - الانبار وتحديدا في منطقة النخيب مجزرة جديدة لزوار عراقيين متجهين الى سوريا ، في جريمة تعيد الى الاذهان جرائم القتل الطائفي .
وذكر ناجون من المجزرة ان القافلة انطلقت مساء امس الاثنين الماضي استوقفتها بعد عبورها منطقة النخيب ومرورها بشارع (160كم) سيطرة وهمية قامت بانزال النساء وتركهن بالعراء واختطاف الرجال وقتلهم والتمثيل بجثث اثنين من السائقين . وتوجهت قوة امنية من محافظة كربلاء في ساعة متاخرة من الليل الى محافظة الانبار لمعرفة ملابسات الحادث ونقل الجثث الى الطب العدلي في كربلاء بينما تم احتجاز النساء في احد المراكز الصحية في الانبار، مبينا ان لجنة توجهت صباح يوم امس الثلاثاء الى محافظة الانبار لفتح تحقيق بالحادث واصطحاب النساء الى كربلاء . واكد مصدر ان المعلومات الاولية تؤكد ان الاجهزة الامنية تمكنت من القاء القبض على احد المجرمين الا انها لم تكشف عن هويته او الجهة التي ينتمي لها . واعلنت الحكومة المحلية الحداد ثلاثة ايام علي ارواح الضحايا الذين قضوا على يد مجموعة ارهابية في منطقة النخيب اثناء توجههم الى سوريا .
وقال السيد محمد الموسوي رئيس مجلس محافظة كربلاء المقدسة ان الحكومة المحلية اعلنت الحداد ثلاثة ايام على ارواح الضحايا الذين نالتهم يد الغدر والارهاب والتكفير اثناء توجههم الى سوريا عن طريق النخيب .
واضاف ان الحكومة المحلية تناشد الحكومة المركزية والقوات الامنية للكشف عن هذه الزمر الارهابية التي طالت الابرياء من ابناء كربلاء.
قال محافظ كربلاء المهندس امال الدين الهر ان استهداف الابرياء بدواع طائفية هي محاولة لشق وحدة ابناء الشعب الواحد وان محاولات الزمر الارهابية من بعثيين وقاعدة وتكفيريين هي محاولات يائسة بعد ان تعرضت هذه المجاميع الى ضربات مميتة على يد قواتنا الامنية . واضاف الهر انه تم عصر امس الثلاثاء تشييع جثامين الشهداء تشييعا مهيبا شارك فيه ابناء كربلاء بمختلف شرائحهم ، لضحايا الاعتداء الارهابي الذي استهدف معتمرين من اهالي مدينة كربلاء المقدسة اثناء عبورهم منطقة النخيب التي تربط مدينة كربلاء بمحافظة الانبار. . وقالت مصادر امنية في محافظة كربلاء ان عدد الضحايا بلغ 22 شهيدا جميعهم من الرجال بعد ان تعرضت قافلة من الزوار العراقيين لهجوم ارهابي من قبل مسلحين مجهولين ما ادى الى استشهاد (22) مواطنا بينهم سائق يحمل الجنسية السورية . يذكر ان العميد هادي رزيج قائد شرطة الانبار صرح امس ان المعتمرين كانوا في طريقهم الي سوريا قادمين من مدينة كربلاء بجنوب العراق عندما تعرضت حافلتهم لاطلاق نار عند نقطة تفتيش وهمية.
واضاف رزيج كانت هناك حافلة كبيرة وحافلة اخرى صغيرة تقلان 30 شخصا منهم 22 رجلا و8 نساء وان المهاجمين استهدفوا الرجال فقتلوهم جميعا والبالغ عددهم 22 رجلا وتركوا النساء.
من جهة اخرى قال مصدر مطلع ان مجموعة ارهابية اوقفت احدى الباصات الكبيرة التي تنقل زوارا وسياحا عراقيين انطلقوا من كربلاء الى سوريا موضحا ان الارهابيين قاموا بفرز النساء عن الرجال بعد ان تركوا النساء في الصحراء ونقلوا الرجال الى مكان اخر .
واضاف المصدر ان الباص الذي يحمل ركابا وجميعهم من اهالي كربلاء ومعه سيارتان نوع بهبهان تقلان زوارا ايضا انطلقوا من كربلاء في الساعة الرابعة من عصر الاثنين 12 /9 /2011 متوجهين الى سوريا وفي الساعة الثامنة وعلى مسافة 60 كم من نقطة تفتيش النخيب اوقفت الباص والسيارتين مجموعة مسلحة تركت النساء وخطفت الرجال الذين كانوا في القافلة .. وذكر المصدر ان سائق الباص كان شخصا سوريا بينما سواق السيارتين كانوا عراقيين والجميع يعمل على خط كربلاء سوريا . وأعلن مجلس محافظة كربلاء،امس الثلاثاء، عن اعتقال مسلح في مكان حادثة اختطاف حافلة الركاب في محافظة الأنبار وبحوزته أسلحة رشاشة وعتاد وأجهزة اتصال، مشيرا إلى أن المسلح يشتبه بتورطه في حادثة الخطف والقتل. وقال نائب رئيس المجلس نصيف جاسم الخطابي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "قوة من شرطة محافظة كربلاء توجهت، امس، إلى موقع حادثة اختطاف وقتل المسافرين العراقيين، غرب محافظة الأنبار، بالتنسيق مع آمر لواء المنطقة في الجيش العراقي التي وقع فيها الحادث".
مبينا أن "القوة اعتقلت في مكان الحادث شخصا وبحوزته أسلحة رشاشة وعدة صناديق عتاد وأجهزة اتصال نوع (ثريا وموتريلا) للاتصال الداخلي

---

اعتقلت قوة حكومية قادمة من كربلاء ، اليوم الخميس 20 مدنيا بينهم أمامي مسجد من أهالي مدينة الرطبة التابعة لمحافظة الانبار ، علما ان عملية الاعتقال كانت بطريقة وحشية ومهينة .تظاهر الآلاف من أبناء مدينتي الرطبة والقائم بمحافظة الأنبار عقب صلاة الجمعة اليوم، احتجاجًا على قيام قوات حكومية قدمت من كربلاء باعتقال عدد من أبناء مدينة الرطبة.



وذكرت الأنباء التي وردت من هناك قبل قليل أن أهالي الرطبة انطلقوا من الجامع الكبير في المدينة وتوجهوا إلى وسطها حيث مبنى القائمقامية، مرددين شعارات تدعو إلى وجوب إطلاق سراح المعتقلين كافة، وخاصة الذين اعتقلتهم قوات حكومية قادمة من محافظة كربلاء.



وبيّنت الأنباء أن المتظاهرين وصفوا عملية اعتقال أبنائهم بهذه الطريقة بأنها قرصنة وعمل غير شرعي، محملين ما يسمى مجلس محافظة الأنبار وأعضاء مجلس النواب الحالي الذين يزعمون تمثيل المحافظة مسؤولية العمل على إعادة أبنائهم وتخليصهم الممارسات التعسفية التي يتعرضون لها.



وفي مدينة القائم خرج المئات من الأهالي بعد أداء صلاة الجمعة متظاهرين، ليعبروا عن استنكارهم ورفضهم لعملية الاعتقال السافرة التي طالت عددًا من أبناء مدينة الرطبة.



وقالت مصادر صحفية مطلعة على سير المظاهرة هناك إن المتظاهرين الذين انطلقوا من جامع القائم الكبير باتجاه ساحة المدينة المركزية وسط القائم؛ حملوا لافتات تعبر عن استيائهم من هذه الإجراءات، وعززوا ذلك بشعارات ردّدوها تصب في الإطار نفسه.

رئيس «الصحوة» وأحد شيوخ عشائر الدليم، أحمد أبو ريشة، رصد خمسين مليون دينار عراقي من ماله جائزةً لمن يدلي بأي معلومات تؤدّي إلى القبض على الجناة، إضافة إلى خروج تصريحات معزّية عديدة من الأنبار. غير أن الساعات والأيام مرّت من دون أن يعثر للجناة على أثر. ومساء الخميس، أعلنت السلطات في محافظة كربلاء اعتقال الجناة بطريقة احتفالية لا تخلو من الانفعال، بحيث جابت سيارات الشرطة الشوارع وهي «تزفّ البشرى» إلى الأهالي الذين سارع البعض منهم إلى إطلاق الرصاص في الهواء ابتهاجاً. وسرعان ما أعلن شيخ عشائر الدليم في الأنبار، الشيخ علي حاتم السليمان، الذي كان حليفاً لرئيس الحكومة نوري المالكي في إطار ائتلاف «دولة القانون» في الانتخابات الأخيرة ثم انقلب عليه حين فشل في الفوز، أن قوة يقودها رئيس مجلس محافظة النجف، محمد الموسوي، دهمت قضاء الرطبة واعتقلت ثمانية مواطنين ونقلتهم إلى كربلاء. وطالب الشيخ بإعادة من وصفهم بـ«المختطفين» إلى الأنبار أو إلى بغداد، وإلا فإنه «سيقطع يد حزب الدعوة» الإسلامية (حزب المالكي).


أمهل الشيخ أحمد أبو ريشة محافظة كربلاء 24 ساعة لإعادة المعتقلين، وإلا فإنه سيقطع الطريق الدولي الرابط بين العراق وسوريا. محافظ الأنبار المدعوم من قبل «حركة الصحوة» ظهر على شاشة إحدى الفضائيات ليؤيّد رواية الشيخين السليمان وأبو ريشة، وليحمّل سلطات كربلاء مسؤولية «تخريب الجهد الأمني لاعتقال الجناة الحقيقيين»، الذي كان يقوم به هو وسلطاته. من جانبها، قدّمت سلطات محافظة كربلاء روايتها الخاصة التي تختلف كثيراً عن رواية جارتها، فقالت إنّ رئيس مجلسها، ومعه وفد كبير، زار مضارب عشائر عراقية في قضاء الرطبة، قرب موقع المجزرة، وذلك بعلم محافظ الأنبار لتقصّي الحقائق، وهو الأمر الذي أكده الأخير، لكنّه رفض تحوّل الموضوع من تقصّ للحقائق إلى عملية دهم واعتقالات. وتضيف رواية الكربلائيين أنّ قوة من الجيش العراقي هي التي اعتقلت ثمانية أشخاص ضُبطوا في خيمة في الصحراء، بناءً على معلومات استخبارية، وعُثر معهم على أحزمة ناسفة، وكان بينهم شخص سوداني الجنسية. وكانت هذه السلطات قد أعلنت أن انتحارياً سوداني الجنسية اعترض طريق رئيس مجلس المحافظة وحاول تفجير نفسه، لكنّ قوة أمنية تمكّنت من اعتقاله. وقد رأى مراقبون للشأن الأمني أنّ حكاية الانتحاري السوداني ضعيفة وهشّة ولا يمكن تصديقها بسهولة، وقد يكون الرجل قد اعتُقل فعلاً ضمن مجموعة الثمانية في الخيمة الصحراوية. وبعد ساعات قليلة على عودة رئيس مجلس كربلاء ومرافقيه، أعلنت السلطات أن بعض المعتقلين اعترفوا بتورّطهم في ارتكاب المجزرة، وأنّ بعض الناجين تعرّفوا إليهم فعلاً. ورأى مراقبون أنّ السرعة التي أعلن فيها هذا التطور تثير الاستغراب والشك.
ومع تصاعد التهديدات والتوتر الطائفي، لوحظ غياب تام للسلطات المركزية في بغداد. فلم يدل رئيس الوزراء أو مكتبه أو أي طرف في السلطات الاتحادية التنفيذية بأي بيان أو توضيحات بشأن ما حدث، الأمر الذي أثار علامات استفهام تتعلق بحقيقة ما حدث، وبعلاقة المركز بتفاصيله، وبمستوى وطبيعة العلاقة التي تربطه بالسلطات المحلية في المحافظات. وقد فسّرَ البعض هذا الغياب بالرغبة في عدم التصعيد والانحياز إلى طرف ضد آخر، والبعض الآخر ردّه إلى التراخي والبطء اللذين طبعا طريقة تعاطي المالكي مع التطورات. وتأخّر تدخُّل المالكي وحكومته حتى يوم أمس، حين أعلن رسمياً نقل المعتقلين الثمانية إلى بغداد، بعدما اتصل بنائبه صالح المطلك وأبلغه أن «الإرهاب لا يستثني أحداً»، وأن «المغدورين هم من أبناء محافظتي الأنبار وكربلاء معاً»، داعياً الطرفين إلى «وقف الحملات الإعلامية والتراشقات الخطابية وتبادل الاتهامات».
غير أنّ الكثيرين اتفقوا على أنّ تأخُّر المركز بهذه الطريقة هو ما سمح بهذا الحضور القوي لأطراف وقوى غير رسمية وتقليدية كالعشائر والميليشيات والأحزاب في شأن هو من اختصاص الدولة حصراً، وأنّ تكراره قد يفاقم الأمور وصولاً إلى انزلاق هذه القوى في صراعات دموية غير محسوبة العواقب. من ناحية أخرى، طرح بعض المراقبين تساؤلات مهمة منها: ألا تحمل الأفعال التي قام بها رئيس محافظة كربلاء ومرافقوه في محافظة أخرى طابعاً استفزازياً وطائفياً صريحاً؟ فحتى إذا صدقنا أن قوة من أحد ألوية الفرقة الموجودة في الأنبار هي التي اعتقلت المتهمين، فالسؤال هو لماذا نقلوا إلى كربلاء وليس إلى بغداد؟ من يحكم العراق فعلاً، الحكومة أم العشائر والميليشيات؟